المغرب: المعارضة تقترح خضوع القضاة العسكريين للقضاء المدني

عقوبة الإعدام تفرق السبل بين مكونات مجلس النواب

المغرب: المعارضة تقترح خضوع القضاة العسكريين للقضاء المدني
TT

المغرب: المعارضة تقترح خضوع القضاة العسكريين للقضاء المدني

المغرب: المعارضة تقترح خضوع القضاة العسكريين للقضاء المدني

فرق الموقف من عقوبة الإعدام الواردة في مشروع القانون المتعلق بالقضاء العسكري، السبل بين أحزاب الغالبية والمعارضة في مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، خلال تقديمها لتعديلاتها المشتركة للجنة العدل والتشريع.
وبينما طالبت فرق المعارضة المكونة من أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري، بإلغاء ثماني عقوبات بالإعدام واردة في مشروع قانون العدل العسكري الذي أعدته وزارة الدفاع الوطني، وتحويلها إلى السجن المؤبد، أيدت فرق الغالبية البرلمانية المتمثلة في أحزاب: العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية, العقوبات السالبة للحياة في بعض الجرائم الخطيرة التي يرتكبها أفراد من القوات المسلحة الملكية، والتي تتعلق أساسا بجرائم التخطيط للانقلابات العسكرية أو أثناء استعمال العنف ضد عسكري أو شبه عسكري جريح أو مريض قصد تجريده مما يملك، أو بمناسبة الجرائم المرتبطة بالمشاركة في مؤامرة قصد عرقلة ما يقرره القائد العسكري المسؤول أو جريمة التحريض على الهروب، ومنع تكتل الصفوف أمام العدو أو الثوار، أو جريمة تسلل الجنود إلى مواقع الحرب أو إلى مركز أو مؤسسة عسكرية أو مكان تجرى فيه الأشغال أو معسكرات أو إلى مكان يرابط فيه الجنود، للحصول على وثائق أو معلومات لفائدة العدو، أو خلال ارتكاب جريمة إخفاء جواسيس أو خونة أو أعداء موجهين للاستطلاع.
في غضون ذلك، دعت فرق المعارضة إلى نزع أي خصوصية عن القضاة العسكريين وإخضاعهم في تعييناتهم وتعويضاتهم وترقياتهم وتقاعدهم وتأديبهم إلى سلك القضاء المدني الذي ينظمه القانون التنظيمي المتعلق بالنظام الأساسي للقضاة. وعدت فرق المعارضة في تعديلاتها على مشروع القانون أن الحفاظ على وحدة سلك القضاء يفرض تعيين القضاة العسكريين بنفس الشروط والكيفيات التي يعين بها القضاة المدنيون، كما تفرض هذه الوحدة أيضا خضوع القضاة العسكريين للنظام الأساسي للقضاة.
واقترحت المعارضة حذف عبارة «الدائمة» من صفة المحكمة العسكرية، عادة هذه الكلمة التي التصقت بالمحكمة العسكرية كقضاء استثنائي لا تستقيم مع تطوير طبيعتها في المشروع الذي يجعل من القضاء العسكري قضاء عاديا متخصصا.
من جهتها، طالبت فرق الأغلبية بألا يجري القبض على أي متهم عسكري «إلا بناء على أمر صادر عن الوكيل العام للملك (المدعي العام) لدى المحكمة العسكرية بعد استشارة رؤساء المتهم». وشددت الأغلبية على إشعار المدعي العام المتهم فورا بحقه في اختيار محام، أو تسمية المدعي العام لدى المحكمة العسكرية في حالة رفض المتهم لمحام يؤازره.
ونصت تعديلات الأغلبية على أنه في حالة ما إذا منحت الغرفة الجنحية العسكرية الإفراج المؤقت للمتهم في القضايا العسكرية، بناء على استئناف أمر صادر عن قاضي التحقيق العسكري، فلا يمكن لهذا الأخير إصدار أمر جديد بالاعتقال إلا إذا سحبت هذه الغرفة تمتيع المتهم بقرارها بناء على ملتمسات كتابية للنيابة العامة.
وخولت الأغلبية الحكومية لوزير العدل سلطة الأمر بتأجيل تنفيذ أحكام المحكمة العسكرية بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك لدى المحكمة ذاتها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.