عادل عبد المهدي... المهمة شبه المستحيلة

TT

عادل عبد المهدي... المهمة شبه المستحيلة

وفق الأسطورة الإغريقية، كان على هرقل أن يقوم باثني عشر عملاً بطولياً خارقاً ليحقق لنفسه الخلود. ولعل المهمة الخامسة هي الأصعب على الرغم من أنها لا تستلزم شجاعة وقوة بدنية ومهارات قتالية فوق بشرية، بل تتطلب عنصرين فقط: الحنكة والقدرة على تنفيذ خطته.
كانت هذه المهمة عبارة عن تنظيف إسطبلات الملك «أوجياس» التي تراكمت على أرضيتها طبقات الروث العفن سنة بعد سنة إلى الحد الذي أصبح التخلص منها مستحيلا، لسعة هذه الحظائر ولعدد الماشية الهائل فيها، وكان الوقت الممنوح لتحقيق هذا العمل يوماً واحداً.
كان على هرقل أن يتبع طريقة غير تقليدية لإنجاز هذه المهمة دون أن يستعمل أيا من أسلحته الفتاكة.
فحسب الأسطورة دك البطل الإغريقي جزءاً من جدار هذه الإسطبلات وحرَفَ بقدرته الجسدية الفائقة مسار نهرين فتدفقت مياههما بتيار قوي داخل طبقات الروث فأزالتها ودفعتها لتخرج بها من فتحة على الجانب الآخر من الجدار، عملها هرقل نفسه. حال إتمام المهمة أعاد الأخير كل شيء إلى مكانه، النهرين إلى مجراهما الأصلي والجدار إلى ما كان عليه.
وكم تبدو لي مهمة السيد عادل عبد المهدي مشابهة لمهمة هرقل هذه، فطبقات الفساد التي تراكمت داخل مؤسسات الدولة ابتداء من أعلى كياناتها المتمثلة بالبرلمان العراقي وحتى أصغر دائرة حكومية خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة جعلت العراق يحتل المرتبة الأولى عالمياً في حجم الفساد وكثافته، وأفضل وسيلة لقياسه هو المقارنة بما كسب العراق من مدخولات مالية ريعية ناجمة عن بيع النفط خلال هذه الفترة وحجم المعاناة التي ظل أغلبية المواطنين يعيشونها نتيجة الحرمان من الخدمات الأولية الأساسية من ماء نظيف وكهرباء وتعليم وصحة. ففي الوقت الذي يقدر كثير من الخبراء أن ما دخل العراق من بيع النفط خلال الخمس عشرة سنة يزيد عما كسبه ابتداء من أول برميل باعه العراق في أواخر الأربعينات من القرن الماضي وحتى عام 2003.
ولعل السبب الأساسي لهذا الفساد يكمن في مبدأ المحاصصة الطائفية الذي سمح لنخبة سياسية تضم كل المكونات المجتمعية من الاستئثار بخيرات هذا البلد وتحويل الوزارات إلى «غيتوهات» تضم هذا الوزير أو ذاك، فيها موظفون من أبناء عائلته وعشيرته وطائفته، وهذا على حساب العمل الخدماتي الذي تأسست هذه الوزارة أو تلك لتنفيذه لصالح المواطن أيا كان.
والآن وبعد مشاركة أقل من 20 في المائة من المواطنين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات النيابية الأخيرة، كشفت نتائجها عن أنه ليس هناك أي طرف سياسي قد حقق الأغلبية التي تمكنه من الحكم وحده. ولذلك أصبح أمام النخبة السياسية التي وصل ممثلوها إلى البرلمان خياران: إما الاستمرار بصيغة المحاصصة الطائفية - الاثنية التي تعني استمرارا في استشراء الفساد وتدهور الخدمات الأولية أكثر فأكثر أو العثور على صيغة أخرى تمكنها من الاستفادة مما أنجزته في الانتخابات الأخيرة، وفي الوقت نفسه المراهنة على عودة نظام المحاصصة من الشبّاك بعد إخراجه من الباب. ومن هنا جاء اختيار السيد عادل عبد المهدي لهذه المهمة.
لا بد من الإشادة أولا بالمرشح عبد المهدي فهو أفضل من يمثل العراق من حيث التيارات السياسية التي حددت شكله ومصيره، فهو في عمر مبكر انتمى إلى حزب البعث ثم في أواسط فترة شبابه انتمى إلى الحزب الشيوعي بتياره الأكثر ثورية، ثم بعد الثورة الإيرانية إلى التيار الديني الشيعي.
قد يسمح هذا التاريخ الشخصي السياسي لعادل عبد المهدي بمد الجسور بين الطوائف والإثنيات وبين الأطراف المنتمية إلى أي من هذه التيارات، أي قد يساعد على عودة المواطنة والانتماء إلى الوطن قبل الانتماء إلى الحزب والطائفة والإثنية، وقد تسمح له خلفيته الأكاديمية وإقامته في بلد غني بحياته السياسية مثل فرنسا، بامتلاك رؤية عصرية لمفهوم الوطن والمواطنة وما تقتضيه هذه الرؤية من مقاربات عصرية وعلمية للمشكلات المطروحة أمامه.
كذلك، كانت الشروط التي وضعها السيد عبد المهدي للقبول بمنصب رئيس وزراء جيدة، فهو اشترط عدم تدخل الأحزاب الفائزة بمقاعد في المجلس النيابي باختياره للوزراء، ثم طلب من كل الأفراد الذين يرتأون في أنفسهم الصفات المؤهلة كي يصبحوا وزراء أن يقدموا طلباتهم إلكترونيا. وهذه مقاربة لم يسبقه أحد إليها في العالم.
غير أن للضرورة أحكامها، فهو إجراء يهدف إلى اختيار أفضل ما في العراق من كوادر بعيداً عن الأشخاص الذين احتلوا مناصب خلال الخمس عشرة سنة من دون أي مؤهل مناسب، فبفضل نظام المحاصصة دخلت أعداد كبيرة من الأفراد الذين يفتقدون الخلفية الأكاديمية والخبرة المهنية في حدودها الدنيا إلى سلك الدولة ليحتلوا أعلى المناصب فيها وليعيثوا فيها فساداً.
لا أستبعد أبدا أن يختار عادل عبد المهدي أكثر الأفراد كفاءة لتقلد مناصب وزارية هدفها سيكون - ولأول مرة بعد 15 سنة عجاف - خدمة المواطن وتحسين مستواه الحياتي وتحقيق نظام قائم على المواطنة والمساواة والعدالة.
غير أن الرهان على نجاحه يظل قيد الشك إذا أخذنا بنظر الاعتبار حقيقة أن مرشح الأحزاب الفائزة في مقاعد البرلمان سيكون بشكل أو بآخر رهينة تحت يد الكتل الأكبر، فإن هو أراد على سبيل المثال أن يحيل موظفا ما عليه أدلة قاطعة بالاحتيال للقضاء فسيهب في وجهه الطرف الذي ينتمي إليه هذا الموظف ويعرقل قراره.
وهذا سينطبق أكثر إذا أراد رئيس الوزراء المقبل أن يضم كل فصائل الحشد الشعبي إلى مؤسسات الجيش والشرطة، وجعلها محكومة بالأنظمة نفسها التي يخضع لها رجال الشرطة والجيش، فإنه سيلاقي صداً قوياً من ممثلي هذه المنظمات شبه العسكرية التي برزت تحت ظروف طارئة (وكان حرياً بعد انتهاء هذه الظروف أن يُدمَج أفرادها بمؤسسات الدولة الأمنية مع ضمان مكافأتهم على دورهم الكبير في إنقاذ العراق من (داعش) ومكافأة أولئك الذين استشهدوا في ميادين القتال ضد وحوش ما عرف بـ«الدولة الإسلامية»).
أن يكون الرئيس التنفيذي لنظام برلماني من دون أغلبية تمثله في البرلمان، بل حتى من دون قوة سياسية واحدة تمثله، فذلك يجعله أشبه بقصبة تحت الريح.
في هذه الحال سيكون أمام عادل عبد المهدي خياران: إما السعي لإرضاء الائتلافات والتنظيمات (ذات الطابع الطائفي - الإثني) وتجنب إغضابها (أي أن يظل محكوماً بقواعد المحاصصة سيئة الصيت) أو المواجهة معها، وهذا سيؤدي بعد فترة قصيرة إلى الإطاحة به.
وإذا أضفنا الضغط الشعبي الذي سيتصاعد لحل الأزمات الحياتية المتراكمة، فإن الوقت الذي سيمنحه الناس لعادل عبد المهدي سيكون قصيراً جداً مثلما هو الحال مع هرقل: أن يحقق المعجزة خلال أربع سنوات فقط.
هناك بارقة أمل قد تتحقق إذا طرح مرشح رئاسة الوزراء برنامجاً تفصيلياً يعالج فيه بوضوح الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، ويعالج مسألة المنظمات المسلحة غير الحكومية، وتفاصيل تحقيق الإصلاح الإداري، والخطط التي ستتبعها حكومته لتحسين الخدمات الأولية للشعب من توفير ماء صالح للشرب إلى كهرباء إلى تعليم قريب لما كان سائدا خلال السبعينات من القرن الماضي إلى ضمان صحي وغير ذلك. وفي حالة موافقة الأحزاب والتكتلات البرلمانية بذلك والتزامها بالموافقة والتوقيع على هذا البرنامج، يصبح بإمكانه آنذاك أن يضع أول خطوة في طريق الإصلاح الطويل والشاق في آن.
أن يكون رئيساً تنفيذياً لنظام برلماني فذلك يعني أن يكون عادل عبد المهدي رجل الدولة الأول القادر على إصدار القوانين (بعد مصادقتها من البرلمان) ومتابعة تنفيذها حتى النهاية. فهل سيربح الرهان في وضع استثنائي كهذا؟
كل شيء ممكن في العراق. وهذا ما يجعلني مصراً على خيط الأمل مهما كان ضعيفاً.



سندرلاند يعود بنا إلى أيام تألق الفرق الصاعدة

من المفترض أن تعاني الأندية الصاعدة وتجد صعوبة في البقاء لكن سندرلاند خالف هذا السيناريو تماماً (رويترز)
من المفترض أن تعاني الأندية الصاعدة وتجد صعوبة في البقاء لكن سندرلاند خالف هذا السيناريو تماماً (رويترز)
TT

سندرلاند يعود بنا إلى أيام تألق الفرق الصاعدة

من المفترض أن تعاني الأندية الصاعدة وتجد صعوبة في البقاء لكن سندرلاند خالف هذا السيناريو تماماً (رويترز)
من المفترض أن تعاني الأندية الصاعدة وتجد صعوبة في البقاء لكن سندرلاند خالف هذا السيناريو تماماً (رويترز)

خالف سندرلاند كل التوقعات وحقق نتائج جيدة للغاية في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لدرجة أنه يتعين علينا أن نعود 20 عاماً إلى الوراء لإيجاد فريق صاعد من دوري الدرجة الأولى نجح في حصد عدد النقاط التي حصدها سندرلاند بعد مرور 14 جولة من الموسم - ويغان أثلتيك في موسم 2005-2006. ببساطة، لم تعد الفرق الصاعدة حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز تحقق مثل هذه النتائج في السنوات الأخيرة. في الواقع، انتهى المطاف بالفرق الثلاثة الصاعدة في كلٍّ من الموسمين الماضيين إلى الهبوط، بل كان وضع الفرق الصاعدة بعد مشاركتها في ملحق الصعود أكثر سوءاً: سبعة من آخر 11 نادياً صعدت عبر ملحق الصعود هبطت مباشرةً في الموسم التالي. من المفترض أن تعاني الأندية الصاعدة وتجد صعوبة في البقاء، لكن سندرلاند خالف هذا السيناريو تماماً.

من الجدير بالذكر أن سندرلاند كان يلعب في دوري الدرجة الثانية في عام 2022، واحتل المركز السادس عشر في دوري الدرجة الأولى في موسم 2023-2024، وخسر آخر خمس مباريات له في الموسم الماضي، منهياً الموسم برصيد 76 نقطة فقط، وهو أدنى رصيد من النقاط لفريق يصعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر ملحق الصعود منذ أكثر من عقد من الزمان. وحصل الفريقان الصاعدان الآخران، ليدز يونايتد وبيرنلي، على 100 نقطة. وكان هناك شعور بأن القدر قد لعب الدور الأكبر في عودة سندرلاند إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ ثماني سنوات، فقد فاز الفريق في نصف نهائي ملحق الصعود بفضل هدف دان بالارد في الدقيقة 122، وأكمل المعجزة عندما سجل اللاعب الشاب توم واتسون هدف الفوز في الدقيقة 95 من المباراة النهائية.

وحتى في تلك اللحظات المثيرة من السعادة والفرح على ملعب ويمبلي، كان الأمر يتطلّب الحذر، نظراً إلى أن المصير الذي حل بإيبسويتش تاون وليستر سيتي وساوثهامبتون الموسم الماضي كان لا يزال بمثابة تذكير صارخ بالفجوة الهائلة بين قوة الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى. فمنذ موسم 1996-1997، انخفض إجمالي عدد النقاط التي حصلت عليها الفرق الثلاثة الصاعدة إلى أقل من 100 نقطة أربع مرات؛ ثلاث منها في المواسم الأربعة الأخيرة. وأصبح من الواضح للجميع أن الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز شيء، لكن البقاء فيه شيء آخر تماماً.

لكن بعد مرور أكثر من ثلث الموسم، يحتل سندرلاند المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، متفوقاً على مانشستر يونايتد وليفربول، وبفارق 10 نقاط فقط عن المتصدر آرسنال، وبفارق ثلاث نقاط فقط عن عدد النقاط الذي كان سيضمن لأي فريق البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. في الواقع، لو أخبرت جماهير سندرلاند قبل بضعة أشهر أنهم سيحصدون نقاطاً من آرسنال وتشيلسي وأستون فيلا وليفربول في أول 14 مباراة لهم، لكانوا قد عدوا ذلك أمراً لا يمكن تصديقه.

تمكن المدرب الفرنسي ريجيس لو بري من خلق حالة من الانسجام الشديد في صفوف سندرلاند (رويترز)

وعلى عكس كل التوقعات، تمكن المدير الفني الفرنسي ريجيس لو بري من خلق حالة من الانسجام الشديد في صفوف الفريق الذي ضم 15 لاعباً جديداً في فترة الانتقالات الصيفية الماضية. لا تؤدي مثل هذه التغييرات الكثيرة عادةً إلى نتائج إيجابية -أنفقت أندية ليستر سيتي وساوثهامبتون وإيبسويتش تاون مجتمعة 276.5 مليون جنيه إسترليني في الصيف الذي سبق هبوطها- لكن فريق التعاقدات في سندرلاند نجح في تحقيق الهدف المطلوب تماماً.

لقد انضمت الوجوه الجديدة إلى الفريق بسلاسة كبيرة، ولا سيما القائد الجديد غرانيت تشاكا، البالغ من العمر 33 عاماً، الذي أصبح القلب النابض للفريق في خط الوسط. إنه يوفر الأمان الدفاعي لفريقه بقدرته الفائقة على قراءة المباريات، ومجهوده الكبير وعمله المتواصل لإفساد هجمات المنافسين وقطع التمريرات، ومساعدة فريقه على التحول من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية. وقد نجح تشاكا في ترجمة مجهوده إلى نتائج داخل المستطيل الأخضر أيضاً، حيث قدم أربع تمريرات حاسمة هذا الموسم، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى محمد قدوس وبرونو فرنانديز (خمس تمريرات حاسمة لكل منهما). ويتميز سندرلاند هذا الموسم بالصلابة الدفاعية، حيث استقبل 14 هدفاً فقط؛ رابع أفضل خط دفاع في الدوري، وأصبح «ملعب النور» حصناً منيعاً، حيث لم يخسر فريق «القطط السوداء» في أول سبع مباريات على ملعبه، وهو إنجاز لم يحققه أي فريق صاعد حديثاً منذ أن فعل بلاكبيرن ذلك قبل 24 عاماً. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن آرسنال وبرايتون هما الفريقان الوحيدان اللذان يمكنهما معادلة سجل سندرلاند الخالي من الهزائم على ملعبه هذا الموسم. ورغم روعة هذه النتائج والمستويات، فإن ذلك لا يعد شيئاً غير مسبوق بالنسبة إلى سندرلاند. فعندما نعود بالذاكرة إلى موسم 1999-2000 سنجد أن سندرلاند بقيادة المدير الفني بيتر ريد حصد 27 نقطة من أول 13 مباراة، وهو عدد النقاط الذي لم ينجح أي فريق صاعد آخر في حصده. عندما خسر فريق سندرلاند آنذاك برباعية نظيفة أمام تشيلسي في الجولة الافتتاحية للموسم، كان هناك اعتقاد بأن الفريق سيواجه صعوبات هائلة، لكن تبين أن هذه الخسارة الثقيلة لم تكن أكثر من مجرد جرس إنذار. وكما هو الحال مع سندرلاند هذا الموسم -الذي خسر أمام بيرنلي في أغسطس (آب)- فقد كانت الهزيمة المبكرة أمام تشيلسي بمثابة حافز للفريق، حيث توهج كيفن فيليبس وسجل 30 هدفاً في الدوري، وأنهى سندرلاند الموسم في المركز السابع.

تشاكا أصبح القلب النابض لسندرلاند في خط الوسط (غيتي)

ومع ذلك، فإن نتائج سندرلاند تحت قيادة بيتر ريد ليست الأفضل بالنسبة إلى فريق صاعد حديثاً، فقد أنهى إيبسويتش تاون موسم 2000-2001 في المركز الخامس بعد عودته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر ملحق الصعود. لقد كانت تلك الفترة استثنائية بالنسبة إلى الجماهير في ملعب بورتمان رود، وتوهج ماركوس ستيوارت وسجل أهدافاً أكثر من تييري هنري ومايكل أوين وتيدي شيرينغهام، كما اختير المدير الفني لإيبسويتش تاون، جورج بيرلي، أفضل مدير فني في الموسم. وفي الموسم التالي، استضاف إيبسويتش تاون نظيره إنتر ميلان الإيطالي وتغلب عليه في كأس الاتحاد الأوروبي.

لا شك أن قصة بلاكبيرن لا تُقاوم بالنسبة إلى جماهير سندرلاند المتحمسة. فبعد أن صعد بلاكبيرن إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر ملحق الصعود، أثبت للجميع جديته وقدرته على تحقيق نتائج جيدة في موسم 1992-1993. كان كيني دالغليش قد اعتزل تقريباً، لكن مالك النادي جاك ووكر أقنعه بالعودة وبدأ بالفعل فترته التدريبية لبلاكبيرن، وتعاقد النادي مع اللاعب الشاب آلان شيرار من ساوثهامبتون مقابل مبلغ قياسي في كرة القدم البريطانية قدره 3.6 مليون جنيه إسترليني، وقد نجح الأمر تماماً، حيث أنهى بلاكبيرن الموسم في المركز الرابع -وهو ما يُعد مركزاً مؤهلاً لدوري أبطال أوروبا هذه الأيام- ثم فاز باللقب بعد ذلك بعامين.

حقق نيوكاسل صعوداً صاروخياً مماثلاً عندما صعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1993-1994. عاد بيتر بيردسلي إلى النادي، والتقى مجدداً المدير الفني كيفن كيغان وكوّن شراكة هجومية استثنائية مع أندرو كول. لقد سجلا 55 هدفاً في الدوري فيما بينهما -34 هدفاً لكول منحته الحذاء الذهبي وجائزة أفضل لاعب شاب في العام من رابطة اللاعبين المحترفين- وأنهى نيوكاسل الموسم في المركز الثالث في جدول الترتيب وتأهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي. لم يتمكن أي فريق صاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من احتلال مركز أفضل من هذا المركز الثالث الذي حققه نيوكاسل، لكن نوتنغهام فورست عادله في الموسم التالي، فبعد هبوطه من الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم وداع برايان كلوف، انتفض نوتنغهام فورست في أول محاولة بفضل التألق اللافت لمهاجمه ستان كوليمور. استأنف نوتنغهام فورست مسيرته في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1994-1995، فلم يُهزم في أول 12 مباراة، وواصل طريقه نحو المركز الثالث، وتأهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي.

لعبت جماهير سندرلاند دوراً كبيراً في مؤازرة فريقها (غيتي)

وفي عصر تبدو فيه قصص الفرق الصاعدة حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز وكأنها حكايات خيالية من زمن بعيد، تبدو بداية سندرلاند هذا الموسم بمثابة عودة إلى حقبة كانت فيها الفرق الصغيرة قادرة على مفاجأة العمالقة، فمن يدري ما الذي يمكن أن يحققه سندرلاند بقيادة لو بري؟ وكانت المرحلة الرابعة عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي شاهدة على ما يمكن أن يحققه سندرلاند بقيادة لو بري. فقد نجا ليفربول من خسارة جديدة في البطولة، بعدما سدد فلوريان فيرتز كرة اصطدمت في نوردي موكيلي وسكنت الشباك، لينتزع فريقه التعادل 1-1 مع ضيفه سندرلاند في ملعب أنفيلد، الأربعاء، بعدما وضع شمس الدين طالبي الفريق الزائر في المقدمة. وأهدر ويلسون إيزيدور لاعب سندرلاند فرصة رائعة لتسجيل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع عندما انطلق بسرعة نحو المرمى وراوغ حارس مرمى ليفربول أليسون، لكن لاعب ليفربول فيدريكو كييزا أبعد تسديدته من على خط المرمى. وقال لو بري لشبكة «سكاي»: «لست محبطاً لأكون صريحاً؛ لأنها نقطة جيدة خاصة من مثل هذا الملعب، من الفخر أن نلعب هنا». وأضاف: «لعبنا بأسلوبنا، وأنا سعيد بالشوط الأول. حتى خلال الاستراحة تحدثنا معاً لبذل المزيد من الجهد لأننا لعبنا بشكل جيد، لكن ربما دون الثقة الكافية بإمكانية التسجيل، ونجحنا في ذلك بالشوط الثاني».

* خدمة «الغارديان»


روبرتو كارلوس يتمنى لقباً جديداً للبرازيل في المونديال

روبرتو كارلوس نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم السابق (أ.ب)
روبرتو كارلوس نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم السابق (أ.ب)
TT

روبرتو كارلوس يتمنى لقباً جديداً للبرازيل في المونديال

روبرتو كارلوس نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم السابق (أ.ب)
روبرتو كارلوس نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم السابق (أ.ب)

أكد روبرتو كارلوس، نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم السابق، أن تتويجه بكأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان كان أكبر إنجاز.

وقال كارلوس خلال حفل سحب قرعة كأس العالم المقام حالياً بواشنطن ونقلته قناة «بي إن سبورتس»: «عندما تستيقظ وتكون بطلاً للعالم... هذا أكبر إنجاز من الممكن أن تقوم به. أن تسعد الملايين من البرازيليين كان ذلك شرفاً كبيراً بالنسبة لي».

وأضاف: «أن يكون لديك منتخب يتوج بكأس العالم هو أفضل إنجاز بالنسبة لأي لاعب».

وعند سؤاله عن منافسته مع ديفيد بيكهام في إجادة تنفيذ الركلات الحرة رد قائلاً: «أعتقد أن الأهم أن تتدرب كثيراً وأن تضع الكرة في المرمى».

وعن توقعاته بشأن نجاح أنشيلوتي مع المنتخب البرازيلي في المونديال القادم قال: «هو أمر رائع ومذهل أن يكون لديك مدرب بحجم أنشيلوتي... لقد حالفني الحظ أن أشاهده وهو يعمل في كثير من الأندية خاصة في ريال مدريد وأتمنى له أن يقدم أفضل ما لديه وأن يعيد منتخب البرازيل للمباراة النهائية والفوز باللقب لأول مرة منذ 24 عاماً... أتمنى له التوفيق».

كما تذكر ليونيل سكالوني، المدرب الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز ببطولة كأس العالم 2022 بقطر، لحظة تتويج فريقه باللقب.

وقال: «نهائي لا يُنسى بالنسبة لي... حدثت الكثير من الأشياء لكن فريقنا توج باللقب رغم الصعوبات التي واجهها».

وأكد: «سنحاول أن نكرر ما حدث في النسخة الجديدة من المونديال، نتطلع للمنافسة وسنحاول رفع كأس العالم مرة أخرى».


آرسنال يخوض مواجهة محفوفة بالمخاطر ضد أستون فيلا

فرحة هالاند بعد أن أصبح أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)
فرحة هالاند بعد أن أصبح أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)
TT

آرسنال يخوض مواجهة محفوفة بالمخاطر ضد أستون فيلا

فرحة هالاند بعد أن أصبح أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)
فرحة هالاند بعد أن أصبح أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

يواجه فريق آرسنال تحدياً جديداً في إطار سعيه لتعزيز صدارته لجدول ترتيب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، حينما يحلّ ضيفاً على أستون فيلا، السبت، في افتتاح منافسات المرحلة الـ15 للمسابقة. ويتربع آرسنال على قمة الترتيب حالياً برصيد 33 نقطة، بفارق 5 نقاط أمام أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي، فيما يحتل أستون فيلا المركز الثالث برصيد 27 نقطة، وربما يقفز للوصافة بصورة مؤقتة، حال حصوله على النقاط الثلاث أمام الفريق الملقب بـ«المدفعجية».

وعقب تعادله 1 - 1 مع مضيفه تشيلسي، استعاد آرسنال نغمة الانتصارات سريعاً، عقب فوزه الثمين والمستحق 2 - صفر على ضيفه برنتفورد، الأربعاء، في المرحلة الماضية للبطولة، وهو الانتصار الذي يحاول المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا البناء عليه في لقائه المرتقب، الذي يجرى على ملعب «فيلا بارك».

ويأمل آرسنال، الساعي لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم 2003 - 2004، في تحقيق انتصاره الـ11 بالمسابقة خلال الموسم الحالي، من أجل رفع الفارق الذي يفصله عن مانشستر سيتي إلى 8 نقاط، حتى يزيد الضغط على لاعبي الفريق السماوي.

ويدرك لاعبو الفريق اللندني صعوبة المهمة التي تنتظرهم أمام أستون فيلا، الذي يرغب في مواصلة صحوته وتحقيق فوزه الخامس على التوالي في البطولة، حيث لم يعرف الفريق سوى طعم الانتصار منذ خسارته صفر - 2 أمام مضيفه ليفربول في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وساهمت انتصارات أستون فيلا على بورنموث، وليدز يونايتد، ووولفرهامبتون، ثم أخيراً على برايتون، في وجوده بمراكز المقدمة، وإنعاش آماله مبكراً في الوجود ضمن الأندية الأربعة الأولى في ترتيب البطولة، المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

ويواجه مانشستر سيتي مباراة محفوفة بالمخاطر، السبت، أمام ضيفه سندرلاند، صاحب المركز السادس برصيد 23 نقطة، الذي فرّط في تقدمه بهدف نظيف على مضيفه ليفربول، ليتعادل معه 1 - 1 في المرحلة الماضية بالمسابقة. ويخشى مانشستر سيتي، الذي حقّق فوزاً مثيراً 5 - 4 على مضيفه فولهام في المرحلة الماضية، من مفاجآت سندرلاند، الذي يراه البعض الحصان الأسود للمسابقة هذا الموسم، عطفاً على النتائج التي حقّقها في لقاءاته الـ14 الأولى بالبطولة، التي عاد إليها بعد صعوده من دوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب).

وكانت مباراة فولهام شهدت حدثاً تاريخياً للنرويجي إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، الذي أصبح أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي، بعد خوضه 111 مباراة فقط. وافتتح هالاند التسجيل لمانشستر سيتي في المباراة، التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن، ليعزز صدارته لقائمة هدافي البطولة خلال الموسم الحالي، بعدما وصل إلى 15 هدفاً، بفارق 4 أهداف أمام أقرب ملاحقيه إيغور تياغو، لاعب برنتفورد.

ويطمح تشيلسي، صاحب المركز الرابع برصيد 24 نقطة، للعودة إلى مساره الصحيح، حينما يخرج لملاقاة مضيفه بورنموث، الذي يوجد في المركز الرابع عشر بـ19 نقطة، السبت. وجاء سقوط تشيلسي بشكل مفاجئ 1 - 3 أمام مضيفه ليدز يونايتد، الأربعاء، في المرحلة الماضية، ليجعل الفريق اللندني مبتعداً بفارق 9 نقاط كاملة عن القمة، لكن بورنموث سيحاول الاستفادة من مؤازرة عاملي الأرض والجمهور له من أجل الخروج بنتيجة إيجابية، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره.

ويبدو موقف الهولندي آرني سلوت، المدير الفني لليفربول، على المحك، عندما يلتقي السبت مضيفه ليدز يونايتد، حيث من المرجح أن تكون هذه المواجهة بمثابة الفرصة الأخيرة له، بعد استمرار نتائج الفريق السيئة. وابتعد ليفربول مبكراً عن المنافسة على اللقب، الذي توج به الموسم الماضي، حيث يقبع حالياً في المركز التاسع برصيد 22 نقطة، في مفاجأة لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تشاؤماً قبل انطلاق الموسم الحالي.

أوناي إيمري مدرب أستون فيلا (رويترز)

ونجا الفريق الأحمر من الخسارة أمام سندرلاند، بعدما أحرز هدف التعادل عبر «النيران الصديقة» قبل نهاية الوقت الأصلي بـ9 دقائق فقط، عبر نوردي موكيلي، الذي أحرز هدفاً عكسياً في مرماه، علماً بأنه كاد يستقبل هدفاً آخر في الثواني الأخيرة من منافسه خلال اللقاء، لولا إبعاد الإيطالي فيديريكو كييزا الكرة من على خط المرمى. وخلال مسيرته هذا الموسم، حقّق ليفربول 7 انتصارات، مقابل تعادل وحيد، و6 هزائم، وهي نتائج لم ترقَ لحجم الصفقات الضخمة التي أبرمها الفريق لتعزيز صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وهو ما يصعب من موقف سلوت.

ويبحث النجم الدولي المصري محمد صلاح عن العودة للمشاركة أساسياً مع ليفربول أمام ليدز، صاحب المركز السابع عشر (الرابع من القاع)، برصيد 14 نقطة، بعدما كان على مقاعد البدلاء طوال لقاء الفريق أمام وستهام، فيما شارك في الشوط الثاني فقط خلال لقاء سندرلاند. وتحدث سلوت عن موقف صلاح من المشاركة أمام ليدز، حيث قال: «الأمر لا يتعلق به، أو أي لاعب بعينه، لم أحدد حتى الآن خطة مواجهة المباراة المقبلة، لديّ فكرة عن التشكيل، لكن لن أفصح عنها حالياً».

وحال مشاركته ضد ليدز، ستكون هذه هي المباراة السابعة لصلاح ضد الفريق الأبيض، الذي يمتلك سجلاً جيداً للغاية أمامه، بعدما أحرز 9 أهداف، وقدم تمريرة حاسمة خلال لقاءاته الستة الماضية. وستكون تلك المباراة بمثابة بروفة لليفربول قبل لقائه المرتقب ضد مضيفه إنتر ميلان الإيطالي، يوم الثلاثاء المقبل، بدوري أبطال أوروبا، حيث يطمع الفريق في الخروج بنتيجة إيجابية من ملعب «سان سيرو» لإنعاش حظوظه في الصعود لدور الـ16 للمسابقة القارية مباشرة.

ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال (رويترز)

وتشهد المرحلة العديد من اللقاءات الهامة الأخرى، حيث يلتقي إيفرتون مع ضيفه نوتينغهام فورست، السبت، كما يلعب نيوكاسل مع بيرنلي، وتوتنهام هوتسبير مع برنتفورد في نفس اليوم، في حين يلتقي برايتون مع ضيفه وستهام يونايتد، وفولهتم مع كريستال بالاس، الأحد. وتختتم لقاءات المرحلة يوم الاثنين المقبل، بلقاء وولفرهامبتون، القابع في مؤخرة الترتيب برصيد نقطتين، الذي لا يزال يبحث عن تحقيق انتصاره الأول في المسابقة هذا الموسم، مع ضيفه مانشستر يونايتد، صاحب المركز الثامن برصيد 22 نقطة، الذي فرط في فوز كان في متناوله، بتعادله في الدقائق الأخيرة 1 - 1 مع ضيفه وستهام، في المرحلة الماضية، الخميس.