الحمد الله يناشد الفلسطينيين التواجد في الخان الأحمر

طالب المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية للقرية

رامي الحمد الله (وسط) والوفد المرافق له في قرية الخان الأحمر التي زارها أمس (إ.ب.أ)
رامي الحمد الله (وسط) والوفد المرافق له في قرية الخان الأحمر التي زارها أمس (إ.ب.أ)
TT

الحمد الله يناشد الفلسطينيين التواجد في الخان الأحمر

رامي الحمد الله (وسط) والوفد المرافق له في قرية الخان الأحمر التي زارها أمس (إ.ب.أ)
رامي الحمد الله (وسط) والوفد المرافق له في قرية الخان الأحمر التي زارها أمس (إ.ب.أ)

وجه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، نداءً للفصائل الفلسطينية وجميع الفلسطينيين، من أجل التواجد في قرية الخان الأحمر البدوية، التي تواجه مصيراً بالهدم.
وقال الحمد الله من منطقة الخان، التي زارها أمس الخميس، «أناشد أبناء شعبنا كافة، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، التواجد في الخان الأحمر لمواجهة الخطر الذي يتهدده، وإفشال المخطط الاستيطاني وكل المخططات الرامية إلى إنهاء إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وأضاف الحمد الله: «عبر هذه المقاومة الشعبية سنفشل كل هذه المخططات».
وتنوي إسرائيل هدم القرية الفلسطينية الواقعة على الطريق السريعة 1، قرب مستوطنتي «معاليه أدوميم» و«كفار أدوميم»، القريبتين من القدس، متذرعة بأن مباني الصفيح هناك أقيمت من دون تراخيص. لكن الفلسطينيين يقولون إنها تنوي تنفيذ مخطط «إي 1» الاستيطاني، الذي يقوم على 13 ألف دونم مربع، ويشق الضفة الغربية إلى نصفين.
ويعني تنفيذ مخطط «إي 1»، خلق تواصل عمراني بين مستوطنة «معاليه أدوميم» وبين القدس، وهو ما سيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أجزاء الضفة الغربية، ويمسّ بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.
وعملياً كان يجب أن يرحل السكان، بحسب قرار المحكمة الإسرائيلية، بداية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وهو الموعد الأخير الذي منحته المحكمة لهم، قبل أن يطلب الجيش منهم هدم منازلهم بأياديهم حتى لا يضطر إلى التدخل.
ويرابط في الخان الكثير من رجال السلطة الفلسطينية، ومتضامنون، إلى جانب السكان، منذ 122 يوماً في محاولة لحماية المكان.
وقال الحمد الله: «إن صمودنا وثباتنا في الخان الأحمر، هو الخطوة الأولى لإفشال (صفقة القرن)، التي تبدأ بفصل شمال الضفة عن جنوبها والقدس عن محيطها، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية. ونؤكد أن القيادة، وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس، متمسكون بإفشال هذا المخطط، مهما بلغت التحديات والضغوطات الدولية، التي هي بالفعل موجودة، وبدأت بالحصار المالي، ولكن من المستحيل أن تقبل القيادة بمقايضة الأرض والوطن بأي مال سياسي».
وأضاف: «أتينا للخان الأحمر للتأكيد على أننا نقف مع أهله وبجانبهم، وسنبقى نساندهم، وسنبقى نقدم كل الإمكانات وسنسخرها هنا في الخان الأحمر وكل التجمعات البدوية، مهما طلب منا حتى نفشل المخطط الاستيطاني، وسنستمر في المقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان والاحتلال في كل أماكن وجودنا».
وطالب الحمد الله، المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته، بتوفير حماية دولية، كما هي في كل أماكن الصراع في العالم. واستهجن بقاء طلبات توفير الحماية الدولية، إلى جانب قرارات أخرى، مجرد حبر على ورق.
وتوجد 705 قرارات صادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص فلسطين، و86 قراراً عن مجلس الأمن، لم تنفذ، كما أكد الحمد الله، الذي تساءل: «لماذا لم ينفذ أي قرار؟ ألسنا بشراً؟ في جميع مناطق الصراع في العالم، تنفذ الحماية. نطلب التوقف عن هذه المعايير المزدوجة، فنحن شعب يستحق الحياة».
وتفقد الحمد الله، منطقة الخان والمتضامنين والسكان، وزار مدرسة الخان الأحمر التي تستقطب طلاباً من تجمعات بدوية قريبة ومهددة كذلك.
وكانت السلطة أطلقت العام الدراسي في هذه المدرسة بشكل مبكر، بعدما أعلنت المنطقة قرية جديدة وشكلت لها مجلساً قروياً.
وتحاول السلطة خلق حالة من التعقيدات في وجه القرار الإسرائيلي بهدم القرية، لكن من غير المتوقع أن يعرقل ذلك قرار الهدم.
ويصر سكان الخان على المواجهة، على الرغم من قناعتهم بقدرة إسرائيل على هدم القرية، ويخططون لإعادة بنائها ثانية. وقال رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد خميس، «سنعيد بناء القرية». وأضاف: «إنهم يسعون للسيطرة على البوابة الشرقية للقدس، من أجل تفريغ (المدينة) من أهلها. وإذا تم هدم قرية الخان الأحمر سيتأثر كل فلسطيني، وكذلك سينتهي حلم الدولة الفلسطينية. ولكن بوعي الشعب الفلسطيني والإرادة والتصميم، سنواصل صمودنا هنا مهما حصل، ولنا عبرة بقرية العراقيب التي هدمت 134 مرة».
وتابع: «إن شعبنا الفلسطيني سيبني قرية الخان الأحمر في حال قيام الاحتلال بهدمها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».