سرطان المريء... التشخيص والعلاج

سرطان المريء... التشخيص والعلاج
TT

سرطان المريء... التشخيص والعلاج

سرطان المريء... التشخيص والعلاج

يعتبر سرطان المريء واحداً من أكثر السرطانات شيوعاً في العالم، وهو السادس بين مسببات الموت بالسرطان، ومع ذلك فكثير من الناس غير مدركين مدى خطورته. وغالباً ما يتم تجاهل الأعراض التي يمكن أن تساعد في الكشف المبكر عنه، وكنتيجة لذلك، يتم تشخيصه دائماً في مرحلة متقدمة، ولذا فإن نحو 15 في المائة فقط من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان المريء يظلون على قيد الحياة بعد خمس سنوات.
يبدأ سرطان المريء في الخلايا التي تبطن داخل المريء، ويحدث في أي مكان منه. وتتفاوت معدلات الإصابة حسب المناطق الجغرافية، ففي بعضها تعزى الإصابة إلى تعاطي التبغ والكحول أو إلى اتباع عادات غذائية معينة والسمنة. ويعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء من النساء.

- الأسباب
ليس هناك أسباب واضحة ومحددة لسرطان المريء، ومن المؤكد أنه يحدث نتيجة أخطاء (طفرات) في الحمض النووي (DNA) للخلايا فتنمو وتنقسم لا إراديا مكونة أوراما في المريء يمكن أن تنمو لتجتاح البنى القريبة وتنتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
ووفقا لمؤسسة مايو كلينيك، فإن التهيج المزمن للمريء قد يساهم في حدوث تلك التغييرات التي تسبب سرطان المريء، إضافة إلى مجموعة من العوامل التي تسبب هذا التهيج وتزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء، تشمل ما يلي:
* الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
* التدخين
* حدوث تغييرات سابقة للسرطان في خلايا المريء (مريء باريت) وسوف نتعرف عليه لاحقا.
* السمنة
* شرب الكحوليات
* الارتجاع المراري
* صعوبة البلع بسبب العضلة العاصرة بالمريء التي لن تهدأ (تعذّر الارتخاء)
* التعود على شرب السوائل الساخنة للغاية
* عدم تناول فواكه وخضراوات كافية
* الخضوع للعلاج الإشعاعي للصدر أو الجزء العلوي من البطن

- التشخيص
* أولا: ملاحظة الأعراض، صعوبة البلع - فقدان الوزن - ألم بالصدر - تفاقم عسر الهضم أو حرقة في المعدة - السعال أو بحة في الصوت - نزيف من المريء. وعادة لا يظهر سرطان المريء المبكر أي علامات.
* ثانيا: التنظير وأخذ عينة (خزعة)، باستخدام منظار المعدة للبحث عن الورم أو أماكن التهيج، ثم أخذ عينة من الأنسجة المشتبه فيها، وفحصها بالمختبر للكشف عن الخلايا السرطانية.
* ثالثا: تقنية سايتوسبونج، التي تم تطويرها في وحدة السرطان بمجلس البحوث الطبية في جامعة كمبردج. وتوفر هذه التقنية وسيلة سهلة وآمنة لالتقاط الخلايا الشاذة في جدار المريء.
وسايتوسبونج (Cytosponge) هو جهاز (من صنع شركة ميدترونيك Medtronic) يستخدم مرة واحدة لجمع الخلايا من بطانة المريء. ويتكون من شبكة إسفنجية صغيرة، قطرها نحو 30 ملم، داخل كبسولة جيلاتينية موصلة بخيط. يبتلع المريض الكبسولة بالماء فيذوب طلاء الجيلاتين بمجرد وصوله إلى المعدة. وبعد نحو خمس دقائق، يُسحب الخيط لاستعادة الإسفنجة المتمددة. عند استرجاعها، تجمع الشبكة الكاشطة الخلايا على طول المريء. يتم تحليل الخلايا التي تم جمعها للكشف عن المؤشر الحيوي لمريء باريت BE.
وتقول البروفسورة ريبيكا فيتزجيرالد من وحدة السرطان في مركز أبحاث السرطان في جامعة كمبردج، إن هذه الإسفنجة تحتوي على نحو نصف مليون خلية، وإن هذه التقنية تجمع مجموعة من الخلايا الأكثر تمثيلاً وشمولية في المريء من عملية المنظار، وإنها دقيقة بنسبة 80 إلى 90 في المائة. وقد تم اختبار سايتوسبونج على أكثر من ألف شخص، ووجد أن أكثر من 94 في المائة من المرضى الذين ابتلعوا الإسفنجة لم يبلغوا عن أي آثار جانبية خطيرة، إضافة إلى أن تقنية الإسفنج تكلف أقل من مائة دولار، بينما تبلغ تكاليف التنظير التقليدي نحو 900 دولار لكل إجراء. وقد صرحت جمعية السرطان البريطانية الخيرية لأبحاث السرطان بأن نتائج اختبارها مشجعة للغاية.

- «مريء باريت»
غالباً ما يسبق سرطان المريء حدوث تغيرات في الخلايا داخل بطانة المريء تسمى (مريء باريت Barrett’s esophagus)، فيتغير شكلها وتنمو بشكل غير طبيعي. وسبب هذه التغيرات الخلوية ارتجاع الحمض الصفراوي - أي عودة عصارة المعدة إلى الأعلى (المريء). ويصاب بسرطان المريء 1 - 5 أشخاص من كل 100 لديهم «مريء باريت»، وهو شكل من أشكال السرطان التي يمكن أن تكون صعبة العلاج، لا سيما إذا لم يتم اكتشافها في وقت مبكر بما فيه الكفاية.
وتوضح البروفسورة فيتزجيرالد أن مشكلة «مريء باريت» هي أنها تبدو طبيعية فقد تمتد على طول 10 سم في المريء. ولقد تم إنشاء خريطة للطفرات لدى المريض الذي يعاني من هذه الحالة ووجد أنه ضمن هذا الامتداد، هناك قدر كبير من الاختلاف بين الخلايا، الطبيعية والشاذة.
* مريء باريت يمكن أن يكون مؤشرا لسرطان المريء من النوع adenocarcinoma - وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطان المريء في كندا.
* تحديد الناس المصابين بمريء باريت يتيح فرصة مراقبة الحالة، وعند الضرورة، تتم المعالجة لإزالة الخلايا غير الطبيعية وتقليل خطر الإصابة بسرطان المريء.
* التنظير والخزعة، وهما الوسائل التقليدية لتشخيص الحالة، وهو إجراء مكلف وغير مريح للمرضى، يتطلب التخدير، ويحمل بعض المخاطر. بينما سايتوسبونج عبارة عن شبكة إسفنجية صغيرة داخل كبسولة جيلاتينية قابلة للذوبان يمكن أن تدار بأمان في أماكن الرعاية الأولية لجمع خلايا المريء للتحليل، فتساعد في اكتشاف سرطان المريء في مرحلة مبكرة، وتجنب المريض الخزعات والاختبارات المختلفة.
* سايتوسبونج يتميز بحساسية sensitivity وخصوصية جيدين للكشف عن وجود مريء باريت.
* يمكن أن يحسِّن استخدام سايتوسبونج مع تحليل المؤشر الحيوي نسبة التعرف على الأفراد المصابين بـBE من خلال اختبار أقل شدة للمرضى من التنظير الداخلي، وأقل تكلفة.

- العلاج
يعتمد نوع العلاج على مرحلة السرطان ونوع الخلايا السرطانية والصحة العامة للمريض. ويشمل
* الجراحة، سواء لإزالة السرطان وحده أو لاستئصال جزء من المريء أو لاستئصال جزء من المريء مع الجزء العلوي من المعدة.
* العلاج الكيميائي، سواء إعطاؤه قبل الجراحة أو بعدها وذلك في حالة الإصابة بالسرطان في مراحله المتقدمة.
* العلاج الإشعاعي، سواء الذي يعطى من خارج الجسم أو الذي يوضع داخل الجسم بالقرب من المنطقة المصابة بالسرطان (المعالجة الكثيبة).

- علاج جيني
يعتقد باحثون من جامعة كمبردج في دراسة نشرت في مجلة المعهد الوطني للسرطان عام 2016 أن العلاجات الدوائية القائمة على اكتشافهم يمكن أن تساعد ما يصل إلى 15 في المائة من إجمالي 8500 شخص يتم تشخيص إصابتهم بسرطان المريء في المملكة المتحدة كل عام. ومع التقدم في أبحاث الحمض النووي، أصبح الباحثون قادرين، بشكل أفضل، على تحديد الجينات المرتبطة بالأمراض، إلا أن كون وظيفة الجين غير معروفة، في أغلب الأحيان، فيكون من الصعب تطوير علاج يعتمد على اكتشافها.
وما هو هذا الجين جديد؟ لقد وجد في نتائج دراسة كمبردج أن الجين المسمى (TRIM44) يلعب دورا رئيسيا في تطوير سرطان المريء وأيضا اكتشفت طريقة تكوين هذا الجين للمرض. ويكشف هذا البحث، أيضا، أن الإفراط في نشاطه (عند وجود نسخ متعددة) يؤدي إلى زيادة نشاط الجين (mTOR)، الذي ينظم نمو الخلايا وتقسيمها - وهي عمليات تصبح غير خاضعة للسيطرة في حالة السرطان.
أشادت البروفسورة ريبيكا فيتزجيرالد بمدى فعالية العلاجات التي تستهدف الجينات، وأشارت إلى نجاح هرسبتين Herceptin مثلا لعلاج في سرطان الثدي وسرطان المعدة، واعتبرت ذلك أملا في اكتشاف علاجات جديدة لسرطان المريء في غضون السنوات الخمس المقبلة، طالما أن هناك بالفعل عددا من الأدوية التي تستهدف (mTOR).
ووجد الباحثون بالفعل أنهم عندما يعالجون الأورام في الفئران التي لديها الجين (TRIM44) مع مثبطات (mTOR)، فإنها تتناقص في الحجم. ومن المثير للاهتمام، أن هذه التجارب نفسها قد أجريت مع خلايا من سرطان الثدي البشري، ووجدت نفس النتائج، مما يشير إلى أنه يمكن أيضاً تطبيق هذه النتائج على أنواع أخرى من السرطان.

- طفرات في الجينوم
أجرت البروفسورة فيتزجيرالد وزملاؤها فحصا لسلسلة كاملة من الجينوم لتحليل عينات «مريء باريت» من 23 مريضاً، بالإضافة إلى 73 عينة تم أخذها خلال فترة ثلاث سنوات من مريض واحد لديه مريء باريت. ووجدت أنماطا من الطفرات في الجينوم، حيث يمكن أن تتغير قطعة صغيرة من الحمض النووي إلى أخرى، على سبيل المثال من C إلى T التي توفر «بصمة» لأسباب السرطان. وقد تم عمل مماثل في السابق في سرطان الرئة، حيث تبين أن السجائر تترك بصماتها في الحمض النووي للفرد. وجد فريق كمبردج بصمات يُعتقد أنها من المحتمل أن تكون بسبب التلف الذي أصاب بطانة المريء بسبب رش حمض المعدة على جدرانه. ويمكن رؤية نفس البصمات في كل من سرطان المريء ومريء باريت (Barrett’s esophagus)، تشير إلى أن هذه التغييرات تحدث في وقت مبكر جداً من المرض.
وحتى في مناطق من مريء باريت دون وجود سرطان، فقد وجد الباحثون عدداً كبيراً من الطفرات في الأنسجة - في المتوسط 12000 طفرة / شخص (مقارنةً بمتوسط 18 ألف طفرة في حالة السرطان). ومن المرجح أن الكثير منها كان «منتظرا التغير bystanders»، طفرات جينية حدثت على طول الطريق ولكن لم تكن متورطة بالفعل في السرطان.
ولا يعرف العلماء إلا القليل جدا عن كيفية الانتقال من مرحلة ما قبل السرطان إلى السرطان - وهذا هو الحال على وجه الخصوص في سرطان المريء. فمريء باريت والسرطان يشتركان في كثير من الطفرات، مما جعل الباحثين أقرب إلى فهم الطفرات المهمة التي تؤدي إلى انتقال المرض إلى شكل من أشكال السرطان المميت.


مقالات ذات صلة

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.