الأسرى الفلسطينيون يتضامنون مع نضال الأسيرات

TT

الأسرى الفلسطينيون يتضامنون مع نضال الأسيرات

في خطوة تضامنية غير تقليدية؛ أعلن الأسرى الفلسطينيون في معتقل «عوفر»، المقام على أراضي قلنديا شمال القدس، منذ صباح أمس الخميس، سلسلة إجراءات كفاحية بينها الإضراب الجزئي عن الطعام، وذلك لمؤازرة الأسيرات الفلسطينيات في سجن «هشارون»، اللاتي يقاومن محاولات سلطة السجون الإسرائيلية تشديد المراقبة عليهن بنصب كاميرات مراقبة إضافية.
وكانت الأسيرات الفلسطينيات في معتقل «هشارون» قد بدأن سلسلة إجراءات كفاحية خاصة بهنّ قبل نحو شهر ونصف الشهر. وهن يمتنعن عن الخروج للساحة الخارجية في السجن لليوم الـ43 على التّوالي، احتجاجا على تشغيل كاميرات المراقبة فيها. وترفض إدارة المعتقل التجاوب مع مطالب المعتقلات بوقف تشغيل الكاميرات.
ونقلت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» في منظمة التحرير الفلسطينية، على لسان قادة الأسرى في معتقل «عوفر» قولهم: «سنبدأ اليوم انتفاضة ضد إدارة السجون واستخباراتها، التي تتفرد وتستخف بأخواتنا في سجن (هشارون)». وأشارت إلى أن المعتقلين في «عوفر»، سيبدأون بإعادة وجبة الطعام الصباحية، كما سيغلقون الأقسام من الساعة الواحدة وحتى الثالثة ظهراً، «لتكون رسالتنا واضحة؛ إننا لن نترك أخواتنا يصارعن السجان وحقده وعنصريته وحدهن». وأكد الأسرى أن «المساس بأخواتنا في (هشارون) مساس بالحركة الأسيرة والأسرى المحررين والشعب الفلسطيني أجمع، ونحن جاهزون لتقديم كل التضحيات في سبيلهن، وعلى حكومة الاحتلال أن تعلم جيداً أنه بعد اليوم لن يكون هناك هدوء ولا استقرار؛ التصعيد سيأخذ منحى آخر الأسبوع القادم».
وفي السياق ذاته، تمتنع الأسيرات في سجن «الدامون» (على قمة جبل الكرمل)، عن الخروج لـ«الفورة» لليوم الرابع على التوالي، تضامناً مع الأسيرات في سجن «هشارون»، حيث أبلغن إدارة السجن بأنه «لن يتم الخروج لساحة الفورة إلا عندما تخرج أخواتنا إليها في (هشارون)».
وحملت الهيئة حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع داخل السجون، في حال استمرت هذه الاعتداءات على الأسرى والأسيرات، مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالقيام بواجبها ووضع حد لهذا التنكيل.
وتعد ساحة الفسحة، المعروفة في السجون باسم «الفورة»، متنفسا للمعتقلين، يمارسون خلالها رياضة المشي، والتعرض لأشعة الشمس. وتقبع 52 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال؛ بينهن 43 في معتقل «هشارون» الإسرائيلي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.