الرئيس الأميركي يعتبر «الفيدرالي» أكبر تهديد له

TT

الرئيس الأميركي يعتبر «الفيدرالي» أكبر تهديد له

من جديد، انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب علنا مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، معتبرا أنه يشكل «التهديد الرئيسي» له لأنه يرفع معدلات الفائدة «بسرعة كبيرة». وقال ترمب لقناة «فوكس بيزنس نتوورك» الأميركية مساء الثلاثاء إن «التهديد الرئيسي لي هو الاحتياطي الفيدرالي... لأن الاحتياطي الفيدرالي يرفع معدلات الفائدة بسرعة مفرطة، ولأنه يتمتع باستقلالية مبالغ فيها».
وأكد ترمب أنه لا يتحدث إلى رئيس هذه الهيئة المالية جيروم باول لأنها «مستقلة».. لكنه قال: «لست راضيا عما يفعله». وبسؤاله حول ترشيحه للرئيس الحالي للاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلفاً لجانيت يلين، قال ترمب إنه اختاره لهذا المنصب «في قرار قد يكون صحيحاً أو خاطئاً». وكان ترمب قد اتهم مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الماضي بالمسؤولية عن عمليات البيع الواسعة للأسهم مما أدى إلى تراجع كبير للبورصات. وقد استردت المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأميركية أول من أمس أغلب خسائرها وأنهت التعاملات على ارتفاع بأكثر من 2 في المائة.
وقال الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي إن هبوط سوق الأسهم في الولايات المتحدة «تصحيح طال انتظاره»، وإن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يرفع أسعار الفائدة «جُن جنونه».
وبعد ذلك بساعات، أعلن المستشار الاقتصادي الرئيسي للبيت الأبيض، لاري كودلو، أن ترمب لا يملي سياسته على الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وقال لشبكة «سي إن بي سي»: «نعلم أن الاحتياطي الفيدرالي هيئة مستقلة، والرئيس لا يملي سياسته على الاحتياطي الفيدرالي».
وبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع معدلات الفائدة تدريجيا منذ نهاية 2015، بعدما مول الاقتصاد الأميركي لحوالي عقد بدون مقابل باهظ الثمن لإنعاشه بعد الأزمة المالية في 2008.
ويذكر أن المجلس رفع سعر الفائدة 3 مرات خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن يرفعه مرة رابعة في اجتماعه المقرر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفقا للمخطط الذي قدمه في العام الماضي. كما أن المجلس يعتزم مواصلة زيادة الفائدة خلال العامين المقبلين. وكانت الزيادة الأخيرة لأسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر (أيلول) الماضي قد رفعت هذه الأسعار إلى ما يتراوح بين 2 و2.25 في المائة بسبب قوة أوضاع سوق العمل الأميركية مع ارتفاع معدل التضخم.
من ناحيته، يرى ترمب أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي «خارج عن السيطرة»، وأن أسعار الفائدة ترتفع بوتيرة «أسرع مما كان يتوقع الكثيرون من الناس ومنهم أنا». ويذكر أن زيادة أسعار الفائدة يعني ارتفاع تكاليف الدين العام الأميركي، كما يمكن أن تضر بالمستهلكين نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض لتمويل مشترياتهم الكبرى مثل السيارات والمساكن.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.