غوانتانامو من معتقل موضع جدل إلى {شبه دار للمسنين»

غرفة عيادة داخل معتقل غوانتانامو (ا.ف.ب)
غرفة عيادة داخل معتقل غوانتانامو (ا.ف.ب)
TT

غوانتانامو من معتقل موضع جدل إلى {شبه دار للمسنين»

غرفة عيادة داخل معتقل غوانتانامو (ا.ف.ب)
غرفة عيادة داخل معتقل غوانتانامو (ا.ف.ب)

عمد الجيش الأميركي إلى تحديث معتقل غوانتانامو، وجهزه بمركز طبي متخصص وقاعات رياضة وغرفة عمليات جراحية، ليصبح أشبه بعيادة للشيخوخة، تتكيف مع حاجات معتقلين يتقدمون في السن، ويرجح أن يقضوا فيه ما تبقى من حياتهم، كما أشار تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.
وضع جهاز سَير (ووكر) في زاوية إحدى غرف المركز الطبي الجديد الذي زارته مجموعة صغيرة من الصحافيين، في جولة نظمها عسكريون أميركيون. ويشبه السرير الطبي أسرة أي مستشفى، وكذلك الكرسي النقال والتجهيزات الطبية في الغرف. الفرق الوحيد هو عدم وجود أي نوافذ؛ بل مجرد كوّات من الزجاج غير الشفاف، وسياج من الشبك بدل الجدران.
لا يزال هناك أربعون معتقلا في غوانتانامو، أكبرهم عمره 71 عاما، وأصغرهم 37 عاما، ويبلغ متوسط أعمار المعتقلين 46 عاما. وتعتبر الولايات المتحدة أن هؤلاء المعتقلين الذين تتهمهم بالمشاركة في اعتداءات مختلفة، ولا سيما اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أخطر من أن تطلق سراحهم، وحكم على أحدهم العام الماضي بالسجن مدى الحياة.
وحين تبيّن أنه لن يتم الإفراج عن المعتقلين، قررت الولايات المتحدة ترتيب المعتقل لتحويله إلى سجن دائم، فأمرت وزارة الدفاع (بنتاغون) قائد القوة المشرفة على إدارته، الأميرال جون رينغ، بالتثبت من إمكانية استمرار المعتقل في الخدمة 25 سنة إضافية.
وقالت المتحدثة باسم المعتقل، الكابتن آن ليانوس، للصحافيين: «فكرنا ملياً في كيفية الاستعداد لاستقبال مجموعة من المعتقلين المسنين، وفي البنى التحتية الواجب توفيرها لتحقيق ذلك بصورة آمنة تماماً وإنسانية». وخصص للمشروع مبلغ 12 مليون دولار، فتم تحويل أحد أقسام المعتقل إلى مستشفى ميداني حديث، مجهز بغرفة عمليات وقاعة لتصوير الأشعة مزودة بجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، إضافة إلى قسم طوارئ، وغرفة عناية فائقة تتسع لثلاثة أسرة.
وأوضح رئيس الفريق الطبي في المعتقل، الذي لم تكشف هويته لأسباب أمنية، أن الجيش ينشر لتشغيل العيادة ثلاثة أطباء، ومساعد طبيب واحد، وثلاثة أطباء نفسيين، و11 ممرضة، وفق نظام مناوبات تتراوح بين 6 و9 أشهر.
وكان المركز الطبي الذي افتتح في مارس (آذار) 2018 خالياً يوم الجولة؛ لكن رئيس الفريق الطبي أكد أنه بات في الخدمة. ولا يحتاج أي معتقل في الوقت الحاضر لكرسي نقال؛ لكنه تم تدارك مثل هذا الوضع وتجهيز المركز بممرات لتنقل المعتقلين المحدودي الحركة. وأوضح الطبيب العسكري أن المعتقلين يعانون من الأمراض الاعتيادية في عمرهم، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الأمعاء، واضطرابات في الحركة.
وأقيم في الطابق الأول قسم الطب النفسي، مع تحويل زنزانتين إلى غرفتي معاينة. كما أفرغت زنزانة ثالثة جدرانها مبطنة، لينقل إليها المعتقلون المصابون بنوبات. ولا يبقى الأطباء النفسيون في المعتقل سوى 9 إلى 12 شهرا، شأنهم في ذلك شأن العسكريين الآخرين المنتشرين في غوانتانامو، ما يحد من مدى تفاعلهم مع المعتقلين.
ومنذ بدء عمل المعتقل في 2002، توفي تسعة معتقلين، بينهم سبعة انتحروا، وثامن أصيب بالسرطان، وتاسع توفي بنوبة قلبية. ولم تكشف للصحافيين أي معلومات حول الوضع الصحي لكل معتقل؛ لكنهم علموا أن «معتقلا يلتزم في الوقت الحاضر صوماً غير ديني»، وفق تعبير المسؤولين في السجن عن حالات الإضراب عن الطعام، الذي يعلنه معتقلون بين الحين والآخر احتجاجا على بقائهم محتجزين.
وإذا كان معتقلو غوانتانامو قد فقدوا من عدوانيتهم وهدأوا على مر السنين، فإنهم ما زالوا يتمردون. وكشف الأميرال جون رينغ أن أحد المعتقلين يواجه تدابير تأديبية إثر حادث مع الحراس. وأوضح أن «كثيرا من هؤلاء السادة ما زالوا في حرب مع الولايات المتحدة، يواصلون الحرب من خلال أعمال المقاومة الصغيرة هذه».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.