التئام مرتقب للبرلمان اليمني وأول لقاء يتأرجح بين سيئون ومأرب

TT

التئام مرتقب للبرلمان اليمني وأول لقاء يتأرجح بين سيئون ومأرب

كشفت مصادر برلمانية يمنية، أمس، عن وجود استعدادات مكثفة في أروقة قيادة الشرعية من أجل التئام البرلمان في الأيام المقبلة في جلسة تشاورية في العاصمة السعودية الرياض قبل توجه النواب لعقد أول جلسة في الداخل اليمني بخاصة بعد استيفاء نصاب النواب الموجودين خارج سيطرة الميليشيات الحوثية.
وذكرت المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، وفضلت عدم ذكر أسمائها لعدم تخويلها بالتصريح، أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمر باستدعاء النواب الموجودين خارج مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بمن فيهم أعضاء المجلس الموجودون خارج اليمن، إلى لقاء تشاوري من المقرر أن تحتضنه العاصمة السعودية الرياض.
وأكدت المصادر أن قيادة الشرعية اليمنية بالتفاهم مع القوى السياسية والحزبية قررت تفعيل كل سلطات الدولة بما فيها إعادة تشكيل هيئة جديدة لرئاسة البرلمان من الأعضاء الموجودين خارج سيطرة الميليشيات الحوثية في الأيام القريبة المقبلة.
وتراوحت ترجيحات المصادر بين مدينتي سيئون اليمنية وهي ثانية كبرى مدن حضرموت ومأرب، لانعقاد الجلسة الأولى للبرلمان والتي ستشهد اختيار هيئة رئاسة البرلمان بشكل رسمي تمهيداً لبدء جلسات النواب التي ستخصص من أجل الرقابة على أداء الحكومة إضافة إلى بقية المهام المنوطة بهم طبقاً للقانون.
وفي الوقت الذي أثار هذا القرار حفيظة الميليشيات الحوثية في صنعاء، أكدت المصادر أن دفعة جديدة من النواب الموجودين في صنعاء تحت سيطرة الجماعة الحوثية على تواصل مع رفاقهم ويستعدون لالتقاط اللحظة المناسبة من أجل الإفلات من صنعاء.
وكانت الجماعة الحوثية قد أوعزت، أول من أمس (الثلاثاء)، إلى الرئيس الحالي لمجلس النواب الخاضع لها في صنعاء يحيى الراعي، لتوجيه تحذير إلى النواب الموجودين في صنعاء من المغادرة إلى مناطق سيطرة الشرعية إضافة إلى توجيهه مناشدة إلى النواب الموجودين في الخارج من أجل العودة إلى صنعاء مقابل حصولهم على العفو الحوثي وضمان عدم محاكمتهم، على حد زعمه.
وكشفت المصادر عن أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتهيئة لانعقاد اللقاء التشاوري للنواب اليمنيين في العاصمة الرياض، بالتزامن مع وجود اتصالات مع الكتل النيابية من أجل تحديد الموعد النهائي للقاء التشاوري، إضافة إلى التفاهم حول الأسماء المرشحة لشغل هيئة رئاسة البرلمان.
وحسب ترجيحات المراقبين للشأن اليمني يسعى الرئيس هادي إلى الدفع بالنائب الحالي لرئيس البرلمان محمد الشدادي، لتولي رئاسة البرلمان في الوقت الذي تطمح كتلة نواب حزب «المؤتمر الشعبي» الموجودين في الخارج، إلى تنصيب القيادي في الحزب وعضو البرلمان سلطان البركاني.
وكانت جهود الشرعية اليمنية، في استعادة الدور الرسمي لمجلس النواب، قد لقيت عوائق فنية وسياسية في الفترات الماضية ومن ذلك عدم اكتمال النصاب وعدم قدرة العشرات من النواب على مغادرة العاصمة صنعاء بسبب خضوعهم للإقامة الإجبارية المفروضة عليهم من الميليشيات.
ومنذ الانقلاب الحوثي على الشرعية استغلت الميليشيات الحوثية النواب الخاضعين لها في صنعاء من أجل شرعنة أعمالها الانقلابية وتمرير القوانين التي فرضتها الجماعة لجباية المزيد من الأموال، فضلاً عن اتخاذها من بقية النواب الموجودين في مناطق سيطرتها غطاءً صورياً لخدمة وجودها الانقلابي.
ومنذ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على يد الميليشيات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استطاع العشرات من النواب الموالين له ولحزبه «المؤتمر الشعبي» العام الفرار من العاصمة صنعاء إلى خارج البلاد، خوفاً على حياتهم في ظل التهديدات الحوثية المستمرة لكل من يعارضها بمصير أشبه بمصير صالح.
ويأمل الكثير من المراقبين أن تؤدي خطوة انعقاد البرلمان اليمني في مناطق سيطرة الشرعية إلى زعزعة الوجود الحوثي وتدعيم سلطات الشرعية والرقابة عليها، إلى جانب سن القوانين الضرورية التي تواكب عملية استعادة بناء الدولة ودحر الانقلاب.
وكان الرئيس هادي قد أصدر مرسوماً، الاثنين، أقال فيه رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، بعد أن اتهمه بالتقصير في إدارة الحكومة وإنقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور، وعيّن خلفاً له الدكتور معين عبد الملك سعيد، مع الإبقاء على التشكيل الوزاري نفسه.
ومن المرجح أن يسهم تفعيل البرلمان في أداء أدوار رقابية ترشد من الأداء الحكومي، بخاصة في ما يتعلق بالإنفاق العام وإقرار الموازنة العامة للدولة ومنح الثقة للبرنامج الحكومي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.