أكد الكرملين ارتياحه لسير تنفيذ الاتفاق مع تركيا، حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول إدلب، وشدد على أن ظهور عراقيل «لا يؤثر على مواصلة العمل المشترك مع أنقرة» لإنجاز التفاهمات المشتركة.
وأفاد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بأن المعطيات التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية تشير إلى ارتياح كبير «للخطوات التي يقوم بها الزملاء الأتراك». وزاد أن الرئاسة الروسية «أشادت بخطوات تنفيذ مذكرة التفاهم حول المنطقة منزوعة السلاح في إدلب السورية».
وأوضح الناطق أنه «وفقا للمعلومات التي نتلقاها من قواتنا العسكرية، يتم تنفيذ مذكرة التفاهم بطريقة جيدة. والجيش راض عن الطريقة التي يتعامل بها زملاؤنا الأتراك مع هذه المسألة»، مشيرا إلى أن الطرفين الروسي والتركي «كانا يتوقعان منذ البداية أن الأمور لن تكون سهلة، ومن المستحيل الرهان على ألا تعترض سير خطوات التنفيذ عوائق»، مؤكدا على أن «العمل يجري لتذليل المصاعب واستكمال تنفيذ بنود الاتفاق».
تزامن ذلك مع توجيه وزارة الدفاع الروسية انتقادات قوية إلى القوات التي وصفت بأنها «متحالفة مع الولايات المتحدة على الضفة الشرقية لنهر الفرات» في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل الأكراد غالبيتها. وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الفريق فلاديمير سافتشينكو، إنه «نتيجة تقاعس القوات الموالية للأميركيين، تمكن الإرهابيون من فرض السيطرة الكاملة على منطقة بطول نحو 20 كيلومترا، على امتداد الضفة الشرقية لنهر الفرات بين هجين وسوسة».
وأضاف أنه على الرغم من إعلان الولايات المتحدة الانتصار على إرهابيي «داعش»، فلا يزال مسلحون يسيطرون على بعض المناطق، واتهم القوات الأميركية و«قوات سوريا الديمقراطية» بـ«مواصلة التظاهر بمحاربة المسلحين في ريف دير الزور الجنوبي». ولفت المتحدث العسكري إلى أن المتشددين هاجموا مخيما للنازحين يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول)، وخطفوا 700 شخص ونقلوهم إلى هجين.
على صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام روسية معطيات أفادت بأن موسكو قامت في الآونة الأخيرة بزج وحدات من قوات النخبة البحرية الروسية، ومجموعات «الضفادع البشرية» في سوريا. وزادت أن هذه القوات قامت بتدريبات أخيرا قرب السواحل السورية.
وأشارت صحيفة «فزغلياد» الروسية نقلا عن مصادر عسكرية، إلى أن وجود الروس في سوريا، لم يعد يقتصر على الطيارين والمستشارين العسكريين وضباط الاستخبارات، ووحدات الشرطة العسكرية، إذ قامت «الضفادع البشرية» الروسية بتدريبات واسعة أخيرا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وزادت أن الوحدات التي أرسلت إلى سوريا تعد «من وحدات النخبة وأكثرها سرية في القوات الخاصة الروسية». مشيرة إلى أنها استخدمت خلال التدريبات معدات غوص فرنسية وإيطالية الصنع، بالإضافة إلى دراجات ألمانية تستخدم تحت سطح البحر.
ورجحت الصحيفة أن تكون هذه التدريبات جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما أجرت وزارة الدفاع الروسية قبالة سواحل سوريا تدريبات واسعة النطاق قرب السواحل السورية؛ لكن لم يشر في حينها إلى مشاركة وحدات من «الضفادع البشرية» في التدريبات.
إلى ذلك، لم يستبعد الرئيس السوري بشار الأسد أثناء لقائه وفدا رسميا من شبه جزيرة القرم، احتمال مشاركته في منتدى «يالطا» الاقتصادي الدولي، الذي يقام في القرم في أبريل (نيسان) المقبل. وقال أندريه نازاروف، أحد أعضاء وفد القرم والرئيس المشارك في منتدى «يالطا» الاقتصادي الدولي، إن الأسد أبلغ الوفد بأنه «سيحضر أعمال المنتدى إذا سنحت له الظروف». وزاد أنه (الأسد) «أعرب عن رغبة في زيارة القرم، والمشاركة في مثل هذا الحدث الدولي». وفي حال تمت هذه الزيارة فستكون أول زيارة لرئيس أجنبي إلى شبه جزيرة القرم منذ إعلان ضمها إلى روسيا في عام 2014. وكانت دمشق قد أعلنت اعترافا رسميا بضم القرم إلى روسيا قبل عامين، وبحثت إنشاء ملحقية تجارية في القرم، لتعزيز التعاون الاقتصادي التجاري مع الإقليم.
وأفاد نازاروف بأن اللقاء مع الأسد شمل الحديث عن وضع آلية لإطلاق رحلات جوية مباشرة بين سوريا والقرم. وكان رئيس القرم سيرغي أكسيونوف قد وصل إلى دمشق الاثنين، في زيارة على رأس وفد يضم عشرات من المسؤولين ورجال الأعمال من القرم.
وهنأ الرئيس السوري خلال استقباله الوفد في دمشق «شعب القرم وقيادته على تحقيق إرادتهم، بالعودة إلى حضن الوطن الأم روسيا». وأكد أن «هذه الزيارة تشكل بداية جديدة لبناء علاقات تعاون بين الجانبين في مختلف المجالات؛ خاصة أن البلدين يملكان موقعا متميزا على البحرين الأسود والمتوسط».
موسكو مرتاحة لتنفيذ اتفاق إدلب رغم «العقبات»... وتدعو الأسد لزيارة القرم
موسكو مرتاحة لتنفيذ اتفاق إدلب رغم «العقبات»... وتدعو الأسد لزيارة القرم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة