اتهامات ضد مساعدي نتنياهو في أضخم قضية فساد بتاريخ إسرائيل

TT

اتهامات ضد مساعدي نتنياهو في أضخم قضية فساد بتاريخ إسرائيل

أكدت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، أنها أنهت تحقيقاتها في «الملف 3000»، الذي يتناول قضية الرشى في صفقة شراء الغواصات الألمانية لسلاح البحرية، واعْتُبرت «أضخم قضية فساد في تاريخ إسرائيل». ومن المتوقع أن تقدم الشرطة للنيابة العامة، قريبا، توصياتها بتقديم لوائح اتهام ضد المشتبه بهم الرئيسيين في القضية، وغالبيتهم يعتبرون مستشارين ومساعدين وأقارب لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
وذكرت هذه المصادر أن «الحديث هو عن لوائح اتهام تعتبر الأخطر في قضايا الفساد، التي حققت فيها الشرطة، حول الرشوة والاحتيال بممتلكات أمنية للدولة منذ تأسيسها، وأن المبالغ التي يجري الحديث عنها تقدر بعشرات ملايين الدولارات».
وكانت تحقيقات الوحدة الخاصة بجرائم الفساد الكبرى «لاهاف 433» في الشرطة الإسرائيلية، قد بدأت قبل سنة و8 أشهر، وتمكنت من جمع آلاف الوثائق والتسجيلات والشهادات، وعلى رأسها شهادة شاهد الملك، ميكي غانور، أحد أهم مستشاري نتنياهو، الذي كان المشتبه به الأساسي في القضية. ويجري حاليا العمل على إنهاء كتابة التلخيصات والتوصيات. وتبين أن الشرطة ستقدم توصيات بتقديم لوائح اتهام ضد غالبية المشتبه بهم الأساسيين في القضية، وهم المحامي ديفيد شمرون، ابن خالة نتنياهو ومحاميه الشخصي، والقائم بأعمال رئيس المجلس للأمن القومي أفريئيل بار يوسيف، ومدير مكتب رئيس الحكومة السابق ديفيد شيران، بالإضافة إلى القائد السابق لسلاح البحرية اللواء إليعزر ماروم. وبحسب تلك المصادر، فإن الوحيدين اللذين تمكنا من التملص من قائمة لوائح الاتهام، هما نتنياهو نفسه وكذلك المحامي يتسحاك مولخو، أكبر مستشاريه.
وتستند الشرطة بالأساس، على شهادة غانور، الذي عمل مندوبا للشركة الألمانية التي تنتج الغواصات «تيسنكروب»، وقدم في شهادته للشرطة، معلومات غنية حول الرشاوى. وضمن ما قاله غانور للمحققين، عن الخطة التي لم تخرج بعد إلى حيز التنفيذ: «لقد خططوا لشراء 3 غواصات أخرى تقدر تكلفتها بـ1.8 مليار دولار، ولكن بسعر 2.2 مليار دولار». كما تحدث غانور في شهادته، عن لقاءاته مع نائب رئيس المجلس للأمن القومي في حينه، أفريئيل بار يوسيف، وتم نسج الخطة بينهما، بحيث يحققان أرباحا هائلة، علاوة على عمولة الوساطة التي يحصل عليها من الشركة. وقالت المصادر إن غانور قدم للمؤسسة الأمنية، شرحا مطولا حول طريقة الشراء، وكشف عن «العفن في داخلها». وأضافت المصادر، أن غانور أدان في شهاداته عددا من ذوي المناصب الرفيعة.
ومقابل هذه الشهادة، سيكون الحكم عليه مخففا، إذ سيمضي سنة واحدة في السجن الفعلي، ويدفع غرامة لم يكشف عن حجمها.
بيد أن الشرطة الإسرائيلية تواجه حاليا مشكلة جديدة مع غانور، إذ إن توقيعه على اتفاق مع الشركة ليكون شاهدا ملكيا، أدخل اسمه إلى اللائحة السوداء في شبكة البنوك العالمية، ما أدى إلى احتجاز أموال طائلة مسجلة باسمه، تقدر بملايين الدولارات في بنوك في قبرص وفي النمسا. وقد أعلن للشرطة أنه لن يظهر أمام المحكمة قبل أن تعمل على تحرير أمواله. ويأمل مساعدو نتنياهو المتورطون، أن تتفاقم هذه المشكلة أكثر، فيلغى اتفاق الشاهد الملكي وتلغى شهادته، وعندها يفلتون جميعا من قفص الاتهام.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.