جيش الاحتلال يقتل فلسطينياً في الضفة بزعم محاولة طعن جنود

هجوم على قاضٍ إسرائيلي واعتقالات وسط مخاوف من تصاعد التوتر

TT

جيش الاحتلال يقتل فلسطينياً في الضفة بزعم محاولة طعن جنود

قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينياً، قال إنه حاول تنفيذ عملية طعن قرب مستوطنة «بركان» في سلفيت، شمال الضفة الغربية. وقد أطلق جنود إسرائيليون النار على الشاب إلياس ياسين (22 عاماً)، وقتلوه على الفور.
وشوهدت جثة ياسين إلى جانب جنود أغلقوا المنطقة القريبة من نابلس، شمال الضفة. وقال الجيش إن الشاب حاول طعن عدد من الجنود في المكان، وأوضح أن يقظة الجنود في المكان حالت دون وقوع إصابات في صفوفهم، قبل أن يطلقوا النار على الشاب الفلسطيني.
وينحدر ياسين من قرية بديا، غرب سلفيت، وهي القرية التي تسكن فيها المواطنة عائشة الرابي التي قتلها مستوطنون ليل الجمعة الفائت، بعد تعرض السيارة التي كانت تستقلها للرشق بالحجارة، مما أدى إلى موجة غضب شديدة.
وجاءت الحادثة بعد نحو أسبوعين من تنفيذ فلسطيني عملية في المنطقة الصناعية بركان، وقتل خلالها 2 من الإسرائيليين.
وما زالت إسرائيل تطارد أشرف نعالوه، منفذ الهجوم في بركان، وسط توتر كبير في الضفة.
ووسعت إسرائيل من عمليات البحث عنه، واعتقلت عائلته وأصدقاء له، وأخضعتهم للتحقيق، في محاولة للوصول إليه.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، أمس (الاثنين)، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 50 فلسطينياً من طولكرم التي ينحدر منها نعالوه منذ تنفيذه العملية.
وكان نعالوه قد اقتحم، صباح الأحد قبل الماضي، مكاتب مجموعة «ألون»، المتخصصة في صناعة أنظمة الصرف الصحي، في المنطقة الصناعية بركان، شمال الضفة، فقيد إسرائيلية هناك وقتلها، ثم قتل إسرائيلياً وجرح ثالثة، وفر من المكان.
ويحاول الإسرائيليون الذين منحوا نعالوه تصريحاً لدخول المنطقة الصناعية للعمل هناك تحديد لماذا قام بتنفيذ عمليته؟ وأي دافع يقف وراء ذلك؟
وتخشى إسرائيل من أن يؤدي بقاء حالة التوتر في الضفة إلى اندلاع موجة هجمات جديدة.
وكان الجيش قد قرر خفض مستوى الرد على العمليات الفلسطينية خشية من تصعيد التوتر في الضفة الغربية. لكن الحكومة الفلسطينية اتهمت إسرائيل بإطلاق يد المستوطنين، وطالبت بالتطبيق الفوري للقوانين الدولية، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، إثر «تصاعد الجرائم والاعتداءات والدموية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال على أبناء شعبنا».
وفي السياق، قال قاضٍ في محكمة العدل العليا الإسرائيلية إنه نجح في الهروب من هجوم عنيف من قبل 3 رجال حملوا مطارق خلال قيادته لمركبته على طريق سريع في الضفة الغربية، بالقرب من منزله في مستوطنة دوليف، أمس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان لها، إنها تلقت بلاغاً بشأن مواطن إسرائيلي كان يقود سيارته عبر مفرق في طريق رقم 463، في وسط الضفة الغربية، عندما قامت مركبة فلسطينية بسد الطريق أمام سيارته، وخرج منها 3 رجال حملوا معهم مطارق، واقتربوا من سيارته، وفقاً للشرطة، لكنه نجح في الهرب بعيداً بسيارته.
وذكرت تقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية أن السائق هو قاضي المحكمة العليا ديفيد مينتس.
وفتحت الشرطة تحقيقاً في الحادث، ورد فيه أن مينتس وصل إلى المحكمة سالماً، ومن المقرر أن يدلي بأقواله للشرطة في وقت لاحق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».