دول أوروبية تسعى لفرض عقوبات على مرتكبي الهجمات الإلكترونية

TT

دول أوروبية تسعى لفرض عقوبات على مرتكبي الهجمات الإلكترونية

تسعى دول في الاتحاد الأوروبي، بينها بريطانيا ودول البلطيق، للضغط على الاتحاد لفرض عقوبات على مرتكبي الهجمات الإلكترونية، في وقت تبذل فيه لندن جهودا لتعزيز دفاعاتها الإلكترونية.
وتطالب ثماني دول بتحرك عاجل لوضع إطار قانوني يستهدف القراصنة، وتحذر من أن عدم انتهاج الحزم سيترك انطباعا بأن الهجمات الإلكترونية تفلت من العقاب. وتأتي الخطوة وسط قلق متزايد إزاء ما يعتقد أنها أنشطة سيبرانية خبيثة من جانب روسيا، مع اتهام قوى غربية موسكو بالكثير من عمليات القرصنة والتشويش الإلكتروني، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وهذا الشهر، كشفت هولندا تفاصيل مذهلة بشأن محاولة جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي قرصنة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي. والمقترح الأوروبي السري، الذي تدعمه بريطانيا وليتوانيا وإستونيا ولاتفيا والدنمارك وفنلندا ورومانيا وهولندا، يحذر من أن «وتيرة الأحداث تسارعت بشكل كبير». ويضيف النص، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، أن «هذا الوضع يجعل إدخال نظام كهذا أولوية عاجلة»، ويحض النص قادة الاتحاد الأوروبي على أن يدعموا رسميا المقترح في قمتهم في بروكسل هذا الأسبوع.
وتحذر الوثيقة من أنها «ليست سوى مسألة وقت قبل أن نتعرض لعملية خطيرة، تكون عواقبها وخيمة على الاتحاد الأوروبي». وقال وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لينكفيتشيوس، للوكالة الفرنسية إن أدلة من حلف شمال الأطلسي وخبراء آخرين في الفضاء الافتراضي تظهر أن المشكلة «تزداد أكثر فأكثر». وأضاف لينكفيتشيوس أنها «مسألة وقت لتصبح الهجمات على قطاعات ضعيفة جدا استراتيجية، لذا علينا تطوير ترسانتنا للصمود».
وتقول دول البلطيق، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، إنها تتعرض لهجمات افتراضية شبه يومية معظمها ينطلق من روسيا، وتستهدف كل شيء من بنوك ومؤسسات حكومية والبنية التحتية للنقل. وواجهت جهود معالجة المشكلة عقبات أحيانا، لأن القراصنة ماهرون في إخفاء آثارهم، ما يجعل من الصعب تحديدهم بشكل مؤكد.
وفي حال الموافقة على المقترح، يجمّد نظام العقوبات أصولا يمتلكها الأشخاص المتهمون في الكتلة الأوروبية، ويمنعهم من دخول دول الاتحاد الـ28. ويقول المقترح الجديد إن من شأن ذلك أن يفرض «عواقب مجدية» على القراصنة، ويؤكد على مستوى سياسي أن الهجمات الإلكترونية لن يتم التساهل معها أو التغاضي عنها.
لكن المقترح قد يلقى معارضة من بعض دول الاتحاد الراغبة في تحسين العلاقات مع روسيا، مثل الحكومة الإيطالية الجديدة.
وفيما يدعو المقترح للتحرك في قمة هذا الأسبوع، قال لينكفيتشيوس إنه من الصعب التأكد من التوقيت وأقر «بعدم وجود حماسة كبيرة لدى بعض العواصم لفرض عقوبات».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.