مؤشرات سياسية واقتصادية على إعلان الحكومة قبل نهاية الشهر

نائب في {المستقبل}: الحريري لن يستقيل ولن يستكين قبل تأليفها

سعد الحريري رئيس الحكومة المكلف استقبل وفداً من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)
سعد الحريري رئيس الحكومة المكلف استقبل وفداً من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)
TT

مؤشرات سياسية واقتصادية على إعلان الحكومة قبل نهاية الشهر

سعد الحريري رئيس الحكومة المكلف استقبل وفداً من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)
سعد الحريري رئيس الحكومة المكلف استقبل وفداً من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)

رفعت المؤشرات الاقتصادية والسياسية والضغوط الناتجة عنها، فرص الإعلان عن الحكومة اللبنانية قريبا. وتقول المصادر القريبة من الأجواء السياسية، إنها قد تتبلور معالمها خلال اللقاء المتوقع بين الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس اللبناني العماد ميشال عون، رغم العقبات القائمة، ومن بينها عدم التوصل إلى حل نهائي بشأن حصة «حزب القوات اللبنانية»، وتجديد سنة «8 آذار» مطالبهم بأن تكون لهم حصة في الحكومة المزمع تشكيلها.
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم لـ«الشرق الأوسط»، إن منسوب التفاؤل بتشكيل الحكومة في هذا الأسبوع «ارتفع»، مشيراً إلى أن «المعطيات الاقتصادية والسياسية والضغوط الشعبية الناتجة عنها، تضغط لتشكيل الحكومة بأسرع وقت». وقال: «البلد لم يعد قادراً على الصمود من دون حكومة، وهذا الواقع يفرض علينا جميعاً أن نجد حلاً وأن نضغط لتأليفها»، مشدداً على أن الحريري «مصرّ على أن تكون له حكومة في القريب العاجل، وهو لن يستقيل، ولن يستكين قبل تأليف الحكومة».
وكان الحريري قد تعهد بأن تكون هناك حكومة خلال عشرة أيام، وهي المهلة التي انتهت أمس، من غير القدرة على تأليف حكومة لا تزال تتعرض لمطالب الأطراف السياسية بالحصول على حقائب وزارية محددة، بعد قطع شوط كبير على صعيد الحصص الوزارية.
وعما إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضغط لتشكيل الحكومة خلال لقائه بالرئيس عون على هامش مشاركته في أعمال القمة الفرنكوفونية في العاصمة الأرمينية يريفان الأسبوع الماضي، نفى نجم أن يكون ماكرون مارس ضغوطاً، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي تحدث عن فرصة لبنانية للاستفادة من مقررات مؤتمر «سيدر» لدعم الاقتصاد اللبناني عندما تتشكل الحكومة. وقال نجم: «لا أحد يضغط على لبنان».
وقال نجم إن الحريري سيحمل الحقائب الحكومية المقترحة، كما كل مرة، إلى جانب الحصص، في التشكيلة الحكومية المعدلة التي سيعرضها على الرئيس عون في هذا الأسبوع. وأضاف: «نحن متفائلون... ونتوقع كل الخير من الزيارة المرتقبة على صعيد تأليف الحكومة».
ورغم أجواء التفاؤل التي تخيم على الواقع السياسي اللبناني، فإن المخاوف من تعثر الحكومة بقيت قائمة، إذ قال عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب أنور الخليل إن المؤشرات الإيجابية التي لاحت بأفق تأليف الحكومة أراها تتبدد. وحذر الخليل من أن الأوضاع الاقتصادية قد تتحول إلى أزمة نقدية في ظل تنامي المؤشرات السلبية إذا لم نبادر لحكومة وحدة وطنية من شأنها زيادة المنعة الوطنية لمواجهة أي طارئ على مستوى الاقتصاد أو الأمن. من جهته، اعتبر عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب أنيس نصار أن عملية تشكيل الحكومة «تشبه لعبة الشطرنج من حيث تقسيم الحصص»، مشددا على «ضرورة أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب»، لافتا إلى أن «القوات تطالب بوزارة الطاقة لسبب وليس هواية».
وأكد نصار في حديث إذاعي أن «القوات قدمت الكثير من التسهيلات في موضوع التشكيل»، مشيرا إلى أن «أحدا لا يأخذ رأي القوات ولا يطلعها أو يطرح عليها تشكيلة بحصة القوات في الوزارة»، معتبرا أن «الخلاف الوحيد في الحكومة الحالية بين القوات والتيار هو حول ملف البواخر فقط»، مؤكدا أن «القوات لم تعرقل أي مشروع آخر في الحكومة».
وفي سياق التباينات بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن بعضا ممن في السلطة يمارسون نوعا من «التسميم» للمعلومات والمعطيات، ويشوّهون الحقائق، وقال: «يجب التحلّي بالحد الأدنى من المعلومات والمعطيات والمعرفة الدستورية».
وقال الفرزلي في حديث تلفزيوني: «الانتخابات النيابية هي التي تصحّح تمثيل المكوّنات في البلد، والتضامن الوزاري في مجلس الوزراء هو الضمانة للوحدة الوطنية». وأكد أن هناك محاولة لإجهاض نتائج الانتخابات النيابية، والهدف الأبعد: «إسقاط العهد»، مؤكدا: «لن نسكت عن ذلك».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.