حراس عقارات القاهرة الخديوية يروون للمارة تاريخ مشاهير مصر

بعد تفعيل مبادرة رفع لافتات «عاش هنا» على منازلهم لتخليد ذكراهم

لافتة نجيب محفوظ  -  نجيب محفوظ
لافتة نجيب محفوظ - نجيب محفوظ
TT

حراس عقارات القاهرة الخديوية يروون للمارة تاريخ مشاهير مصر

لافتة نجيب محفوظ  -  نجيب محفوظ
لافتة نجيب محفوظ - نجيب محفوظ

أعطت مبادرة «عاش هنا» التي دشنها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أخيرا بكتابة أسماء مشاهير الفن والأدب والشخصيات العامة على لوحات في مداخل البنايات التي عاشوا بها دورا جديدا لحراس العقارات «البوابين» بجانب دورهم التقليدي، ليتحولوا عفويا إلى رواة لتاريخ مشاهير مصر الذين عاشوا في بناياتهم بقلب القاهرة الخديوية. إذ يتولون عادة بحكم عملهم وموقعهم الرد على أسئلة المارة واستفساراتهم، وما أن بدأ وضع اللافتات حتى أصبح من بين مهامهم اليومية رواية ما يعرفونه عن المشاهير الذين عاشوا في المبنى الذي يتولون حراسته.
تهدف مبادرة «عاش هنا» إلى توثيق المباني والأماكن التي عاش بها مشاهير الحياة المصرية من الفنانين والكتاب والأدباء والشخصيات العامة، الذين ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والفنية من خلال لافتات توضع على المنازل التي عاشوا بها، لتخليد ذكراهم وتعريف الأجيال الجديدة بدورهم وإتاحة المعلومات للسائحين والوافدين إلى مصر.
وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة في منطقة القاهرة الخديوية بوسط العاصمة، وعقب وضع اللافتات على البنايات زاد اهتمام المارة ورواد المناطق التجارية الذين توافدوا على حراس هذه البنايات ليسألوهم عن المشاهير الذين عاشوا بها.
يقول حمدي إبراهيم، 61 سنة، حارس البناية التي عاش بها الموسيقار محمد الموجي بشارع الشواربي الشهير بوسط القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «عقب وضع اللافتة على مدخل العمارة فوجئت بالكثير من المارة يسألونني عن الموسيقار محمد الموجي وهل كان فعلا يعيش هنا؟ ووجدت نفسي أتولى الإجابة عن أسئلتهم وأحدثهم عن موسيقاه، وأخبرهم أيضا أن نجل الموجي ما زال يعيش مكان والده حيث انتقلت ملكية الشقة إليه، وأشعر بسعادة كبيرة وأنا أجيب عن أسئلة الناس، كما أن الباعة المنتشرين بالشارع الذي يعد شارعا تجاريا مزدحما دائما بالمارة يجلسون معي أيضا يسألونني عنه ونتحدث عن موسيقاه وألحانه».
ويضيف إبراهيم: «بعض السائحين العرب الذين يتسوقون من متاجر الشارع يتوقفون أمام اللافتة ويسألوني بود: هل كنت موجودا عندما كان الموجي يعيش هنا؟ فأخبرهم أنني لم أكن موجودا، ويتبادلون معي الحديث عن موسيقاه خاصة أغاني عبد الحليم حافظ».
زاد اهتمام المصريين ببنايات القاهرة الخديوية وتاريخها وعمارتها المتميزة منذ أن بدأ مشروع تطوير المنطقة الذي ينفذه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وامتد الاهتمام إلى تاريخ ساكنيها السابقين من نجوم الفن والأدب والشخصيات العامة، وحظيت بعض البنايات بشهرة أكبر من مثيلاتها بسبب المشاهير الذين عاشوا بها.
يقول شمس عيسى، حارس البناية التي كان يمتلكها الفنان أنور وجدي بشارع مظلوم بمنطقة باب اللوق، لـ«الشرق الأوسط»: «العمارة معروفة باسم عمارة الفنان أنور وجدي برغم أنه لم يعش فيها، بل كان يسكن في عمارة الإيموبيليا بشارع شريف، وعندما تم وضع لافتة باسم الفنان المعروف استيفان روستي تسبب ذلك في سوء فهم لدى الكثيرين من سكان المنطقة والمارة، فأوضح لهم أن أنور وجدي كان يمتلك العمارة لكن استيفان روستي عاش فيها، وكانت المعلومة جديدة بالنسبة للكثيرين حتى سكان العمارة الجدد».
ويضيف عيسى: «منذ وضع اللافتة على باب العمارة وأنا أبحث في قنوات التلفزيون عن أفلام استيفان روستي، وكلما وجدت فيلما أجلس أمامه باهتمام، وذات مرة كان أحد السكان خارجا من المصعد وتوجه ناحيتي حيث كنت أجلس أمام غرفتي بالطابق الأرضي وسألني هل فعلا كان استيفان روستي يعيش بالعمارة، وبينما أستعد لإجابته بنعم انتبه إلى شاشة التلفزيون حيث كنت أشاهد أحد أفلامه فغرقنا في الضحك سويا».
دور «الراوي» لتاريخ مشاهير مصر لم يقتصر على حراس البنايات بل امتد إلى أصحاب المتاجر القديمة بالمنطقة، فاللافتات الجديدة تدفع المارة الذين يتسوقون من هذه المتاجر إلى سؤالهم عن أصحابها وتاريخهم.
يقول رضا شحاتة، صاحب متجر صغير أو «محل بقالة» في بناية الفنان أنور وجدي، لـ«الشرق الأوسط»: «الزبائن الذين يشترون متطلباتهم مني يتوقفون أمام اللافتة ويسألوني عن صاحبها الفنان استيفان روستي لأن متجري ملاصق لباب العمارة، ويدور بيننا في كثير من الأحيان حوار طويل عن أفلامه وطريقته المميزة في التمثيل، ومع وضع الكثير من اللافتات للكثير من الفنانين والمشاهير في عمارات وسط البلد أصبحت ملما بمعلومات كثيرة عن العمارات التي عاشوا بها، وأقوم بشرح هذه المعلومات للزبائن الذين يسألوني عن فنانين آخرين».


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.