«داعش» يتوعد أهالي سيناء بزرع متفجرات في منازلهم

أفتى بجواز استعمالهم دروعاً بشرية في المواجهة مع الأمن

دمار خارج مسجد استهدفه الإرهابيون في سيناء العام الماضي (أ. ب)
دمار خارج مسجد استهدفه الإرهابيون في سيناء العام الماضي (أ. ب)
TT

«داعش» يتوعد أهالي سيناء بزرع متفجرات في منازلهم

دمار خارج مسجد استهدفه الإرهابيون في سيناء العام الماضي (أ. ب)
دمار خارج مسجد استهدفه الإرهابيون في سيناء العام الماضي (أ. ب)

كشف مرصد مصري عن أن تنظيم داعش الإرهابي يقاوم هزائمه في سيناء بتوعد أهلها وتهديدهم، عبر إطلاق عدد من الفتاوى التي تجيز زرع المتفجرات في منازل المدنيين، واستغلالهم دروعاً بشرية. وقالت الدراسة إن تصرف «داعش» الأخير راجع إلى تعاون أهالي سيناء مع مؤسسات الدولة المصرية، في سبيل حفظ الأمن والتصدي لعناصر التنظيم الإرهابي.
وبايع تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي ينشط في سيناء، «داعش» عام 2014، وغير اسمه إلى «ولاية سيناء»، وبات منذ ذلك الحين يستهدف قوات الشرطة والجيش والمدنيين. وتشن قوات الجيش والشرطة عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ التاسع من فبراير (شباط) الماضي، لتطهير تلك المنطقة من عناصر موالية لـ«داعش»، وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، الذي أعد الدراسة أمس، إن «داعش» يسعى إلى إرهاب أهالي سيناء، عبر إشهار سلاح الفتاوى الدينية. فقد أصدر ما يسمى «مكتب البحوث والدراسات» به عدة فتاوى متعلقة بمسائل التعاون مع الجيش والشرطة، وتقاضي الرواتب من الجهاز الإداري للدولة المصرية، وخصص إصداراً مكتوباً بعنوان «السؤالات السيناوية»، أبرز فيها التنظيم الفتاوى الخاصة بحكم من يُبلغ عن مكان العبوات التي يزرعها عناصر التنظيم الإرهابي، وما الطريقة المثلى لتعامل أعضاء التنظيم معه؟ إضافة إلى حكم الضباط والجنود بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وحكم الراتب الذي يحصل عليه من يعملون بالوظائف الحكومية.
وبحسب الدراسة، فإن التنظيم يرى، على حد زعمه، أن زرع العبوات الناسفة قرب منازل المدنيين من أهل سيناء ضرورة ومصلحة عامة لما اعتبره الجهاد، وتركها مفسدة عامة، وأن عمليات الاختباء داخل المنازل، واستعمال المدنيين دروعاً بشرية ضرورة جهادية كذلك، موضحة أن «داعش» يسعى لتخويف وإرهاب المدنيين من أهالي سيناء الذين يتعاونون مع القوات المسلحة والشرطة المدنية.
وأضافت الدارسة أن فتاوى التنظيم أكدت عداء «الدواعش» للعلم والتعلم، إذ أفتى التنظيم بأن «العمل بالتدريس كفر، على حد وصفهم، وأقل ما يقال فيه أنه محرم»، إضافة إلى إباحته أخذ الراتب من الحكومة كنوع من الحيلة، باعتبارها «غنيمة»، موضحة أن «داعش» واصل فتاواه التي تتوعد الضباط والجنود.
ولفتت الدراسة إلى أن لجوء التنظيم إلى تلك الفتاوى يحمل دلالة واضحة على فشله في تخويف الأهالي من التعاون مع المؤسسات الوطنية بمصر، الأمر الذي دفعه إلى إشهار سلاح الفتوى، لعله يكون الحل في معضلة التعاون بين الأهالي ومؤسسات الدولة، كما أن توسع التنظيم في هذه الفتاوى يؤكد عدم تعاون أهل سيناء معه، وعدم وجود حاضنة شعبية له بين المدنيين، لذا أسرف التنظيم في أحكام الكفر - على حد زعمه - ضد المدنيين، ليردعهم عن التعاون مع الدولة من ناحية، أو لإيجاد مبرر لقتلهم أمام أعضائه أو المنضمين حديثاً لصفوفه من ناحية أخرى.
وفي السياق نفسه، علقت دار الإفتاء المصرية على قيام «داعش» بتصفية عناصر تابعين له، بتهمة رفض أوامر قادة التنظيم في سوريا والعراق، بأن ذلك يؤكد أن توالي الهزائم وفداحة الخسائر التي لحقت «داعش» الإرهابي، تسببت في إصابته بالوهن والتخبط، وبدت عليه علامات الانهيار الداخلي، فأصبح يائساً لا يعرف عدواً من صديق.
وأوضحت أن «تلك الإعدامات التي نفذها التنظيم في أفراده يسعى لنشرها في فيديوهات وأخبار على مواقعه وصفحاته، رغبة في طمأنة داعميه، بمزاعم أنه يقوم بتطهير نفسه داخلياً للعودة إلى سابق عهده في تنفيذ أجندتهم التخريبية، وسعياً من التنظيم الإرهابي للمحافظة على ثقة داعميه، مالياً وعسكرياً، مخافة أن يتوقف ذلك الدعم، بعد حالة التراجع التي شهدها التنظيم أخيراً، وفشله في تحقيق الأهداف التي كلفه بتنفيذها من يدعمونه».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.