المخطط الإسرائيلي على حقيقته

> جرى التصديق على الخريطة الهيكلية لمنطقة «إي 1» (خريطة رقم 420 / 4) عام 1999، وهي تشمل قرابة 12 ألف دونم، غالبيتها أراضٍ أعلنتها إسرائيل «أراضي دولة»، وضُمت هذه الأراضي خلال التسعينات إلى منطقة نفوذ لمستوطنة معاليه أدوميم، وتشمل من وقتها قرابة 48 ألف دونم. ويشمل المخطط في الأساس مساحات تقع شمال شارع القدس - أريحا (شارع رقم 1)، وتتطابق حدود المخطط الشمالية والجنوبية، بشكل كبير، مع مسار «الجدار الفاصل» المخطط في المنطقة، الذي من المفترض أن يبقي معاليه أدوميم في الجانب «الإسرائيلي»، ويعزلها عن مناطق الضفة الغربية المحاذية لها.
وتتجزأ منطقة «إي 1» على يد «جيوب» بملكية فلسطينية خصوصية، تصل مساحتها مجتمعة إلى قرابة 775 دونماً، لا تستطيع إسرائيل إعلانها «أراضي دولة». ومع أن هذه الأراضي غير مشمولة رسمياً في المخطط، فالواضح أن الواقع الحيّزي الذي يُنشئه المخطط سيقيّد جداً وصول أصحاب الأراضي الفلسطينيين إلى أراضيهم. أما المناطق التي تقوم عليها جميع المستوطنات فهي معرّفة على أنها «منطقة عسكرية مغلقة».
منظمة «بتسيلم» (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، المتعاطفة مع محنة الفلسطينيين، تخشى أن يمس هذا المخطط بالتجمعات السكانية البدوية التي تسكن في المنطقة، أيضاً، وسيُعدمون الوصول إلى أراضي الرعي. أضف إلى ذلك أنّ الشوارع (أي الطرق) في المنطقة التي يستخدمها الفلسطينيون اليوم ستتحول إلى شوارع مستوطنين محلية، سيُحظر على الفلسطينيين التنقل فيها. وبالمختصر، فإن البناء في منطقة «إي 1» سيطوّق القدس الشرقية من جهة الشرق، وسيرتبط بالأحياء الإسرائيلية التي أقيمت شمال البلدة القديمة. وتتفق المخاوف الفلسطينية مع مخاوف «بتسيلم».
وكما يرى رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، فإن مخطط «إي 1» الإسرائيلي يهدف إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية، عبر مُصادَرة أراضٍ فلسطينية وإنشاء مستوطنات جديدة في المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم غير الشرعية. وهذا سيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أرجاء الضفة الغربية، وخلق سلسلة متصلة من المستوطنات غير الشرعية تمتد من القدس الشرقية إلى الحدود الأردنية، مما سيعيق التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وبالتالي يجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً.