بوادر انشقاق داخل الحكومة البريطانية بسبب «بريكست»

مناهضون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يرفعون أعلاماً وشعارات أمام مبنى البرلمان في لندن (أرشيفية - رويترز)
مناهضون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يرفعون أعلاماً وشعارات أمام مبنى البرلمان في لندن (أرشيفية - رويترز)
TT

بوادر انشقاق داخل الحكومة البريطانية بسبب «بريكست»

مناهضون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يرفعون أعلاماً وشعارات أمام مبنى البرلمان في لندن (أرشيفية - رويترز)
مناهضون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يرفعون أعلاماً وشعارات أمام مبنى البرلمان في لندن (أرشيفية - رويترز)

هدد وزراء بريطانيون بالاستقالة من حكومة تيريزا ماي على خلفية تنازلات تنوي تقديمها إلى الاتحاد الأوروبي في ملف "بريكست"، كما أوردت صحف بريطانية اليوم (الجمعة).
ونُشرت تقارير حول تنامي الاحتجاجات داخل الحكومة قبيل قمة مفصلية تعقد الأسبوع المقبل في بروكسل بهدف الاتفاق على تفاصيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتأتي التهديدات بالاستقالة بالتزامن مع تلويح حلفاء ماي في آيرلندا الشمالية بسحب تأييدهم لها وإجبارها على مواجهة خطر سحب الثقة البرلمانية من الحكومة مما قد يؤدي إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة.
ورجحت صحف بريطانية أن تستقيل وزيرتان على الأقل على خلفية تنازلات ماي من أجل إبقاء الحدود الآيرلندية مفتوحة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس (آذار) 2019. ونشرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن وزيرة التنمية المشككة بالاتحاد الأوروبي بيني موردونت ووزيرة التقاعد إستر ماكفيه هددتا بالاستقالة.
وأوردت صحيفة "الغارديان" أن رئيسة مجلس العموم أندريا ليدسوم تبدي قلقها إزاء خطة ماي للقبول ببقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الجمركي الأوروبي لفترة غير محددة بعد "بريكست". وكانت بروكسل تقدمت بالاقتراح كوسيلة لإبقاء الحدود الآيرلندية مفتوحة إذا تعذّر التوصل إلى اتفاق تجاري.
ويطالب المشككون بالاتحاد الأوروبي بتحديد الفترة التي ستواصل فيها بريطانيا التقيّد بالقواعد الجمركية الأوروبية والتي ستتمكن من بعدها من توقيع اتفاقات تجارية مع شركاء آخرين.
وتطالب بروكسل باتفاق جمركي طويل الأمد في حال فشل المحادثات، وتردد أن ماي أبلغت وزراء حكومتها بأنها مستعدة للقبول بشروط الاتحاد الأوروبي.
ويتمحور احتجاج الحزب الوحدوي الديمقراطي في آيرلندا الشمالية، حليف ماي في الائتلاف الحكومي، حول طرح منفصل يعتبر أنه يهدد وحدة أراضي المملكة المتحدة. وينص الجزء الثاني من الخطة على بقاء آيرلندا الشمالية في الوحدة الجمركية والسوق الأوروبية المشتركة، مما سيتطلب نوعا من التدقيق في السلع العابرة للمياه الآيرلندية.
كذلك، يبقي الاتفاق الحدود مفتوحة بين جمهورية آيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة آيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، بما يرضي جميع الأطراف.
في موازاة ذلك، دعت أندريا جينكنز النائبة عن حزب المحافظين الذي تتزعمه ماي، اليوم إلى انتخاب زعيم جديد للحزب، إذا أصرت رئيسة الوزراء على خطتها بشأن الانسحاب من التكتل، واصفة ذلك بأنه "خيانة مطلقة" للتصويت على الانسحاب.
وقالت جينكنز في تغريدة: "إذا واصلت رئيسة الوزراء والحكومة الضغط من أجل إبقاء المملكة المتحدة في شراكة الاتحاد الجمركي، سوف نحتاج إلى زعيم جديد".



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.