موجز اليمن

TT

موجز اليمن

- مسؤول أممي يوافق على تكريمه من سلطة الميليشيات
صنعاء - «الشرق الأوسط»: وافق مسؤول أممي في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، على تكريمه من سلطة الميليشيات الحوثية، استمراراً لمسلسل المجاملات الأممية غير المبررة للجماعة الانقلابية التي تسعى إلى تكريس نفسها لدى الدوائر الأممية والمنظمات الخارجية على أنها سلطة شرعية.
وأفادت مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن القيادي الحوثي المعين أميناً للعاصمة صنعاء، حمود عباد، أقام حفلاً تكريمياً، أمس، في صنعاء قدم خلاله درعاً تذكارية لمدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في اليمن خلدون سالم صالح، تعبيراً عن امتنان الجماعة لخدماته التي قدمها خلال الفترة الماضية.
واستغرب ناشطون يمنيون في صنعاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، من قبول موظفي الأمم المتحدة التكريم من جماعة انقلابية، الأمر الذي يلقي -حسب تعبيرهم- بأكثر من سؤال حول حيادية المسؤولين الأمميين العاملين في مناطق سيطرة الجماعة.
وأشارت المصادر إلى أن المكاتب الأممية في صنعاء نفّذت خلال السنوات الماضية العديد من البرامج والمشاريع الخدمية المتعلقة بتحقيق ربحية مباشرة للجماعة الحوثية، كما هو الحال مع تمويل إنشاء محطات للطاقة الكهربائية ومشاريع مياه تجني عائداتها سلطات الميليشيات.
وفي الوقت الذي عاشت الجماعة الحوثية منذ الانقلاب على الشرعية حالة من العزلة الدولية، كرّست جهودها في الداخل للهيمنة على قرار المنظمات الدولية، عبر التحكم في مشاريعها وتوجيهها، ومن خلال اللقاءات اليومية التي يجريها كبار القيادات في الجماعة مع المسؤولين الأمميين والتي تستثمرها لاحقاً للترويج لمشروعيتها في الحكم عبر آلتها الإعلامية.

- القبائل المحيطة بصنعاء تُفشل حملات التعبئة الحوثية
صنعاء - «الشرق الأوسط»: على غرار حالة الفشل التي منيت بها الجماعة الحوثية في أحياء العاصمة صنعاء، لجهة تحشيد المقاتلين وتعبئة العسكريين السابقين، أفشلت القبائل المحيطة بصنعاء حملات الجماعة الرامية إلى استقطاب المزيد من المجندين في صفوفها خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأفادت مصادر قبلية وأخرى أمنية مناهضة للوجود الانقلابي لـ«الشرق الأوسط»، بأن سعي الجماعة الحوثية إلى حشد المزيد من المجندين من قبائل «طوق صنعاء» في مديريات بلاد الروس والحيمة الداخلية وبني الحارث ومناخة وصعفان وأرحب وجحانة وبني مطر، باء بالفشل على الرغم من محاولات الإغراء بالمال.
وذكرت المصادر أن محافظ الجماعة الحوثية لأرياف صنعاء، المدعو حنين قطينة، استنفر القيادات المحلية، أمس، إلى اجتماع خاص لتدارس أسباب فشل حملة التعبئة والتحشيد، الذين بدورهم ألقوا باللائمة على الزعماء القبليين الموالين لحزب «المؤتمر الشعبي» لجهة عدم تفاعلهم مع حملات التعبئة والتحشيد.
في السياق نفسه، كشفت المصادر عن أن القيادي الحوثي، قطينة، اقترح خلال الاجتماع، أمس، آليات جديدة لإنجاح حملة التجنيد ومنها زيادة المبالغ المخصصة للمنخرطين في الحملة، بواقع 100 ألف ريال يمني عن كل مجند يتم جلبه إلى معسكرات الجماعة.
من جهتهم اقترح القادة المحليون الموالون للجماعة على القيادي قطينة «إقامة ورشة عمل موسعة لمناقشة الصعوبات التي حالت دون نجاح حملة التحشيد، ومن أجل إعادة النظر في الآليات السابقة وإقرار الاحتياجات التي تريدها لجان التحشيد وفي مقدمها حجم الأموال المخصصة.
ووعد قطينة -حسب المصادر- القيادات المحلية الخاضعة للحوثي بأنه سيحاول طلب لقاء مع رئيس مجلس حكم الجماعة مهدي المشاط، لإطلاعه على تقاعس الزعماء القبليين الموالين لحزب «المؤتمر الشعبي» في محيط صنعاء، لاتخاذ العقوبات المناسبة بحقهم، إلى جانب ما سيطلبه منه من زيادة الأموال المخصصة لحملة التحشيد.

- مقتل طاقم مسعفين بقذيفة للانقلابيين جنوب الحديدة
الحديدة - «الشرق الأوسط»: أفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات الحوثية، استهدفت أول من أمس (الأربعاء)، سيارة إسعاف طبية بإحدى قذائفها على الطريق العام في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 3 مسعفين كانوا على متن السيارة.
وذكرت المصادر أن القذيفة الحوثية أدت إلى مقتل طبيب وسائق سيارة الإسعاف إلى جانب أحد المرضى الذين كان يتم نقله إلى أحد المستشفيات في مدينة «الخوخة» المحررة.
وعدّ الإعلام الحربي التابع لقوات «حراس الجمهورية» التي يقودها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الهجوم الحوثي على سيارة الإسعاف خرقاً جديداً من قبل الميليشيات للقانون الدولي والإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين والطواقم الطبية.
وحسب شهود في محافظة الحديدة، تواصل الجماعة الحوثية اعتداءاتها الممنهجة على القرى والمناطق المحررة جنوب المحافظة باستخدام قذائف الهاون وصواريخ «كاتيوشا»، وهو الأمر الذي يهدد أرواح آلاف المدنيين، فضلاً عن أرواح مئات النازحين في المخيمات التي أقامتها لهم القوات الحكومية بدعم سعودي وإماراتي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».