إردوغان: اتفاق خريطة الطريق في منبج تأجل تنفيذه لكن «لم يمت»

TT

إردوغان: اتفاق خريطة الطريق في منبج تأجل تنفيذه لكن «لم يمت»

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن اتفاق خريطة الطريق بشأن منبج بين أنقرة وواشنطن «تأجل تنفيذه لكنه لم يمت تماما».
وفي الوقت الذي بدأت فيه أنقرة وواشنطن خطوات لدفع تنفيذ الاتفاق الموقع بين وزيري خارجية البلدين في 4 يونيو (حزيران) الماضي، من خلال تدريبات عسكرية مشتركة تجرى في تركيا من أجل البدء في تسيير دوريات عسكرية تركية أميركية مشتركة في المدينة السورية، ذكر إردوغان أن تنفيذ الاتفاق تأجل لكنه لم يمت تماما... وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس يقولان إنهما سيتخذان خطوات ملموسة.
وتابع إردوغان في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من زيارة للمجر يوم الثلاثاء الماضي، نشرت في وسائل الإعلام التركية أمس (الخميس)، أن تركيا تتابع ما تقوم به وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن في منبج وأنها لن تتراجع عن تطهير منبج وشرق الفرات من وجود هذه العناصر.
ويقضي اتفاق خريطة الطريق في منبج بانسحاب وحدات حماية على أن تقوم القوات التركية والأميركية بالحفاظ على الأمن والاستقرار بالمدينة حتى تشكيل مجلس محلي من أبنائها لإدارتها.
ومنذ 18 يونيو الماضي، تقوم القوات التركية والأميركية بتسيير دوريات منسقة لكن منفصلة، في المنطقة الواقعة بين منبج الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية ومناطق درع الفرات التي تسيطر عليها فصائل سورية مسلحة مدعومة من تركيا.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم الثلاثاء الماضي، إن تدريبا مشتركا لجنود أميركيين وأتراك من أجل الدوريات المشتركة في منبج قد بدأ.
واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بدء التدريبات المشتركة خطوة جيدة من أجل تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج، الذي كان مخططا وفق جدول زمني أن ينتهي تنفيذه خلال 90 يوما، قائلا إن تنفيذ الاتفاق تأخر لكن لا يمكن القول إن الاتفاق انتهى أو إنه لم يعد موجودا.
وقالت رئاسة هيئة الأركان التركية إن القوات التركية سيرت، الأربعاء، دورية جديدة على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة منبج شمال سوريا، هي الدورية المستقلة رقم 58 بالتنسيق مع القوات الأميركية، منذ بدء تسيير هذه الدوريات في 18 يونيو الماضي.
وتوجه أنقرة انتقادات حادة لواشنطن بسبب دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية وتقول إنها أرسلت آلافا من شحنات الأسلحة إليهم في تحت غطاء التعاون في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق مواز، أعلنت تركيا انتهاء عملية سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية أول من أمس الأربعاء، في الموعد المحدد بموجب اتفاق سوتشي، الذي تم توقيعه بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، بهدف ضمان الاستقرار في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنه تم في إطار الاتفاق، إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كم على طول خطوط التماس في منطقة خفض التصعيد، وإن تركيا، بصفتها دولة، ضامنة أوفت بمسؤولياتها بموجب الاتفاق، وفي هذا الإطار، تم بتاريخ 10 أكتوبر (تشرين الأول)، استكمال سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، بهدف إنهاء التوتر في إدلب، وإزالة أي مخاطر لوقوع اشتباكات.
كما شدد البيان أن تركيا تواصل أنشطتها الرامية لإرساء السلام الدائم والمستدام في إدلب السورية في إطار اتفاق سوتشي.
وشدد البيات على أن الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوب ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجوماً عسكريا على إدلب؛ آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.