اتفاقيات استثمار بين ألمانيا وتونس بـ1.9 مليار دولار

اتفاقيات استثمار بين ألمانيا وتونس بـ1.9 مليار دولار
TT

اتفاقيات استثمار بين ألمانيا وتونس بـ1.9 مليار دولار

اتفاقيات استثمار بين ألمانيا وتونس بـ1.9 مليار دولار

تمخضت زيارة غارد ميلر، الوزير الفيدرالي للتعاون الاقتصادي والتنمية الألماني، إلى تونس عن توقيع خمس اتفاقات نوايا استثمار بقيمة 1.7 مليار يورو (نحو 1.9 مليار دولار) بين تونس وألمانيا، تشمل مجالات التشغيل وصناعة الألبان والسياحة والنسيج، علاوة على مذكرتي تفاهم بين البلدين، وذلك في إطار الدعم الاقتصادي القوي الذي تقدمه ألمانيا إلى تونس.
ومن المنتظر أن تلتزم ثلاث مؤسسات ألمانية مختصة في صناعة كوابل السيارات بتوفير 7450 فرصة عمل للشباب التونسي وتدريب 260 يدا عاملة في قطاع صناعة السيارات بحلول سنة 2020. ضمن مشروع «الشراكة للتشغيل».
وخلال زيارة الوزير الألماني، التي امتدت بين يومي الأربعاء والخميس، أكد ميلر على أهمية العلاقات المتينة التي تجمع البلدين، مبرزا رغبة ألمانيا في مساعدة تونس من أجل دعم المسار الديمقراطي وتحقيق النجاح الاقتصادي.
وأكد ميلر على دعم بلاده لتونس في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي فيما يعرف باتفاقية «الأليك» بهدف تيسير تدفق السلع والمنتجات التونسية في الأسواق الأوروبية.
يذكر أن ألمانيا، من بين عدد من الدول الأوروبية الدائنة لتونس، قد بادرت منذ سنة 2012، إلى التأكيد على تحويل جزء من الديون القائمة على تونس والمقدرة بنحو 60 مليون يورو إلى تمويلات توجه لمشاريع تنموية. وقد حذت حذوها عدة بلدان أوروبية أخرى على غرار إيطاليا التي حولت ديونها بقيمة 25 مليون يورو (نحو 29 مليون دولار) لمشروعات تنموية، وكذلك طبقت بلجيكا نفس السياسة مع ديون بقيمة 10 ملايين يورو (11.6 مليون دولار) وفرنسا مع ديون بقيمة 60 مليون يورو (نحو 69.5 مليون دولار).
وتحتفظ ألمانيا بعلاقات اقتصادية وتجارية مهمة مع تونس، وتنشط في تونس نحو 250 مؤسسة ألمانية توفر نحو 55 ألف فرصة عمل، أما المبادلات التجارية بين تونس وألمانيا فهي مقدرة بأكثر من 3 مليارات يورو (3.4 مليار دولار). واختارت نحو 29 مؤسسة ألمانية الاستثمار في قطاع مكونات السيارات وهي توفر وحدها نحو 30 ألف فرصة عمل.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.