عبد المهدي يسرّع عملية تشكيل حكومته ويتسلم أسماء مرشحي الكتل السياسية

طالب بمكتب في البرلمان وفتح المنطقة الخضراء

رئيس الوزراء المكلّف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة عادل عبد المهدي. («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء المكلّف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة عادل عبد المهدي. («الشرق الأوسط»)
TT

عبد المهدي يسرّع عملية تشكيل حكومته ويتسلم أسماء مرشحي الكتل السياسية

رئيس الوزراء المكلّف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة عادل عبد المهدي. («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء المكلّف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة عادل عبد المهدي. («الشرق الأوسط»)

قال مصدر سياسي مطلع في بغداد إن رئيس الوزراء المكلّف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة عادل عبد المهدي «ينوي تقليص الفترة الزمنية الممنوحة له بموجب الدستور لتشكيل حكومته وعرضها أمام البرلمان لنيل الثقة». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، طالباً عدم الإشارة إلى اسمه، إن «عبد المهدي وأعضاء فريق العمل الخاص به أعدوا العدة لأن يكون يوم الرابع والعشرين من الشهر الحالي هو اليوم الأخير لاكتمال التشكيلة الحكومية والذهاب بها إلى البرلمان»، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء المكلّف «بدأ بتسلم الأسماء من بعض الكتل على أن يستكمل تسلمها خلال الأيام القليلة المقبلة».
وسُئل المصدر هل يمكن أن يستفيد عبد المهدي أيضاً من المتقدمين لشغل الحقائب الوزارية عبر البوابة الإلكترونية التي فتحها من أجل تقديم طلبات بهذا الخصوص، فأجاب بأن رئيس الوزراء المكلّف «ضرب بهذه الخطوة عصفورين بحجر واحد. فقد مارس ضغوطاً على الكتل السياسية للإسراع في تقديم أسماء مرشحيها لئلا يضطر إلى الاختيار من الأسماء التي جاءت عبر النافذة الإلكترونية، كما أنه في الوقت ذاته يكون قد حصل على قاعدة معلومات ثمينة جداً لكفاءات في مختلف التخصصات يمكن الاستفادة منهم في مواقع مختلفة في المستقبل».
إلى ذلك، بدأ عبد المهدي برفع سقف مطالبه أمام الكتل السياسية التي حاول بعضها فرض شروط عليه، علما بأن كتلاً أخرى كانت قد منحته كامل الحرية في اختيار وزرائه. وقدّم عبد المهدي الذي زار مقر البرلمان العراقي أمس الأربعاء، مقترحاً أمام رئاسة البرلمان يقضي بفتح مكتب له داخل مبنى مجلس النواب. وقال بيان لمكتب عبد المهدي إن الأخير شدد خلال لقائه النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حسن الكعبي، بحضور عدد من النواب، على أهمية «التقارب بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية»، مشيراً إلى أن «هناك قوانين تشرّع من مجلس الوزراء ويرسلها إلى مجلس شورى الدولة وتدرسها اللجان النيابية وقد تعيدها، ما يعرقل (صدور) القوانين». واقترح أن يكون لرئيس مجلس الوزراء مكتب داخل مجلس النواب وأن يكون هناك اجتماع دوري في البرلمان مع النواب للتنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وشدد بيان مكتب عبد المهدي على «خلق الانسجام والعمل المشترك بدءاً من تشريع القوانين والجلوس بين مجلس الوزراء واللجان المختصة لمجلس النواب لتشريع القوانين المهمة دون عرقلتها والإسراع في تشريعها دون الدخول في دوامة إرسالها وإرجاعها». كذلك طالب عبد المهدي بفتح المنطقة الخضراء المحصنة أمام المواطنين العراقيين. وكان سلفا عبد المهدي، نوري المالكي وحيدر العبادي، حاولا فتح المنطقة الخضراء أمام المواطنين ولكن واجهتهما ضغوط كبيرة، سواء من قبل السفارة الأميركية أو الكتل السياسية، لتخطي هذا الأمر.
من جهته، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، في بيان، أن «مجلس النواب سيكون داعماً أساسيا للحكومة الجديدة ما دامت في خدمة الشعب العراقي وعونه وتلبي احتياجاته الكاملة». وأضاف أن «المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقاً عالياً بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لإنضاج القوانين والرؤى والقرارات التي تصب في خدمة المواطن».
إلى ذلك، نفت كتل سنية تقديمها مرشحيها لشغل الوزارات إلى رئيس الوزراء المكلف. وقال النائب عن كتلة «المحور الوطني» السني محمد الكربولي لـ«الشرق الأوسط» إن «السنة لم يقدموا بعد أي مرشح لهم لشغل أي منصب وزاري إلى الدكتور عادل عبد المهدي»، مبيّناً أن «اجتماعنا معه سيكون في غضون يوم أو يومين ومن بعدها نتفق على آليات الترشيح للمناصب الوزارية». ورداً على سؤال عما إذا كانت لدى كتلة «المحور الوطني» أسماء معينة لشغل الحقائب الوزارية، قال الكربولي: «نعم لدينا أسماء تكنوقراط لشغل الحقائب الوزارية، ونحن داعمون لرئيس الوزراء المكلّف لأننا نريد أن تنجح هذه الحكومة حيث نحن أبناء المناطق المحررة والتي لا تزال تعاني الأمرين جراء احتلال داعش، لنا مصلحة كبيرة جداً في نجاح الحكومة الجديدة».
وفي السياق نفسه، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد خالد عبد الإله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطوات التي أقدم عليها عبد المهدي سواء فيما يتعلق بفتح مكتب له داخل البرلمان أو فتح المنطقة الخضراء إنما هي خطوات مهمة على صعيد التقرب إلى الناس بسبب وجود هوة واسعة بين المواطن والمسؤول طوال السنوات الماضية سواء على مستوى التشريعات أو الرقابة أو التنفيذ». ورأى أن «رئيس الوزراء المكلف يريد أن يقدم رسالة اطمئنان للناس أنه جاد في معالجة هذا الخلل بين المواطنين وبقية المسؤولين وذلك عبر تأسيس نقاط ثقة مع الناس، كما أنه يسعى إلى التعاون الحقيقي ومأسسة الدولة على أسس عملية صحيحة». وأشار عبد الإله إلى أن «مسألة المنطقة الخضراء لا بد أن تعالج لأنها بمثابة هوة كبيرة بين العراقيين وكبار المسؤولين، ولذلك لا بد من اتخاذ قرار بذلك بصرف النظر عن المعترضين وأياً كانت المبررات».
وبشأن المواقع الوزارية والأمنية، قال عبد الإله إن «عبد المهدي لا يريد أن تفرض عليه شروط لأنه بالأساس ليس متمسكاً بالمنصب لأنه جاء من خارج المعادلة الانتخابية وبالتالي لا يخسر شيئاً في حال غادر منصبه، بل يريد أن يضع هو الشروط، ومنها ألا تكون المواقع الأمنية خاضعة لإملاءات الكتل السياسية وشروطها».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.