العثور على مقبرة جماعية في سرت الليبية

TT

العثور على مقبرة جماعية في سرت الليبية

رغم مرور قرابة عامين على تحرير مدينة سرت الليبية من عناصر تنظيم داعش المتطرف، فإن مسلسل العثور على جثت القتلى وضحايا الحرب التي شهدتها المدينة لا يزال متواصلاً، حيث عثرت جمعية الهلال الأحمر الليبي على مقبرة جماعية في منطقة الظهير غرب المدينة، تضم رفات نحو مائة شخص، يرجح أنهم «دواعش».
وقالت الجمعية في بيان، أمس، إن عملية انتشال الجثث تتم بحضور آمر غرفة حماية وتأمين سرت، ووكيل النيابة العامة، والنائب العام، وفرقة الهلال الأحمر الليبي فرع سرت.
وتوقع سالم الأميل، الناطق باسم سرية نزع الألغام والمخلفات الحربية التابعة لقوة حماية سرت، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن «تزيد الجثث المستخرجة من المقبرة على مائة، وأغلب الظن أنهم مقاتلون من تنظيم داعش، ممن لقوا حتفهم على أيدي قوات غرفة عمليات (البنيان المرصوص) التابعة للمجلس الرئاسي».
وأرجع الأميل تزايد عدد الجثث إلى أن التنظيم، الذي كان يسيطر على المدينة لنحو عامين، كان يقاتل قوات الجيش الليبي بكل ما أوتي من قوة وسلاح للبقاء على الأرض، وبالتالي سقط قتلى كثيرون في صفوفه، حسب تعبيره.
وسبق أن أعلن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2016 عن تحرير المدينة، التي كانت تعد معقل «داعش»، واجتذبت أفواجاً كثيرة من المقاتلين من دول عدة، وذلك بعد مرور ثمانية أشهر من بداية العمليات ضد «داعش» في سرت، لكنه قال حينها إن «الحرب على الإرهاب في ليبيا لم تنته بعد».
وتوقع الأميل ارتفاع عدد الجثث لأكثر من مائة، وقال «إنه سيتم أخذ عينات من الحامض النووي من الجثث للتعرف على هويتهم، إن أمكن، وسيتم التعامل معهم من قبل الهلال الأحمر، وإعادة دفنهم وفق الإجراءات القانونية»، مبرزاً أنه «سيتم أخذ عينات منهم لإمكانية التعرف عليهم من خلال المنظمات الدولية، وبخاصة أن الكثير من الأُسر ما زالت تبحث عن مصير أبنائها».
ويأتي الكشف عن هذه المقبرة في أعقاب العثور على 40 جثة منتصف الأسبوع الحالي، داخل مقبرة جماعية أخرى في الضواحي الغربية للمدينة.
وظل «داعش» يسيطر على سرت منذ أن دخلها في فبراير (شباط) عام 2015، لحين طرده منها على أيدي قوات «البنيان المرصوص». لكن من وقت إلى آخر يحوم عناصر من تنظيم داعش على أطراف المدينة، ويقيمون نقاط تفتيش للمارة، وينفذون عمليات إرهابية في أماكن عدة بالبلاد. وفي هذا الصدد، قال الأميل رداً على تحركات التنظيم المباغتة «نعم لديهم تحركات من حين إلى آخر، لكنهم منتشرون أكثر في مدن الجنوب الليبي».
وأضاف الأميل، أن «قوة حماية سرت اكتسبت خبرة من كثرة مواجهات التنظيمات الإرهابية، وأصبح (الدواعش) يتجنبون القدوم أو التحرك بالقرب من سرت»، موضحاً في هذا السياق أنه «تم القبض على كثير من الـ(دواعش)، الذين حاولوا التسلل إلى سرت، وتفكيك أغلب الخلايا الإرهابية، ولولا قلة الإمكانات لطاردناهم في الصحراء». وانتهى الأميل إلى أن «الخدمات الحكومية في سرت على قدم وساق، حيث جرى إزالة أغلب آثار التنظيم والدمار، والمدينة تشهد حالة استقرار، والأمور تسير بشكل اعتيادي».
وتحتفظ ثلاجات الموتى في مدينة مصراتة (غرب ليبيا) بمئات الجثث لعناصر من التنظيم، بعد أن سقطوا في المعارك المختلفة داخل سرت وصبراتة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».