ترمب: يجب التأني في رفع أسعار الفائدة

عاود انتقاده لسياسة «الاحتياطي الفيدرالي»

TT

ترمب: يجب التأني في رفع أسعار الفائدة

عاود الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاده لسياسة الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل. وقال ترمب في تصريحات صحافية، أمس، إنه يعتقد أن «الاحتياطي الفيدرالي» قد رفع سعر الفائدة بشكل سريع للغاية، أخذاً في الاعتبار نقص الضغوط التضخمية في الاقتصاد.
وأضاف «بنك الاحتياطي الفيدرالي يقوم بما يعتقد أنه ضروري، لكني لا أحب ما يفعلونه لأننا بالفعل لدينا تضخم تحت السيطرة. لا نرى التضخم يعود مرة أخرى. لا أعتقد أننا يجب أن نتحرك بهذه السرعة في رفع الفائدة»، مشيراً إلى أنه قلق من أن رفع المعدلات سيؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
وقال ترمب، إنه لم يتحدث مع رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، بشأن إحباطه من سياسته لرفع الفائدة؛ لأنه لا يريد التدخل في السياسة النقدية. وقال «أحب أن أظل غير مشارك في ذلك».
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها ترمب سياسة «الاحتياطي الفيدرالي» في رفع سعر الفائدة. حيث عبر الرئيس الأميركي، في مناسبات عدة، عن استيائه وإحباطه من سياسة جيروم باول. وكثيراً ما وصف ترمب نفسه بأنه شخص «منخفض الفائدة»، ويعتقد أن رفع الفائدة يحجم جهوده لزيادة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وقال باول، إن لجنة تحديد المعدلات التي يتألف كل منها من تسعة أعضاء في مجلس الاحتياطي الاتحادي لا تسترشد إلا بقراءتها للبيانات الاقتصادية عندما تتوصل إلى توافق في الآراء حول تحديد سعر سياستها. وقال في تصريحات الأسبوع الماضي «نحن هكذا وأعتقد أننا سنكون هكذا دائماً»، متجاهلاً المخاوف من أن السياسة ستدخل في صنع القرار من قبل المسؤولين الفيدراليين.
من جانبه، قال كيفن هاست، كبير الاقتصاديين في البيت الأبيض، إنه لا ينبغي تفسير التعليقات النقدية حول زيادة أسعار الفائدة من ترمب على أنها انتهاك لحرية البنك المركزي في وضع السياسة النقدية. وقال «الرئيس ترمب يقول ما يعتقد، لكنه يحترم استقلال (الاحتياطي الفيدرالي)».
ورفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي ثلاث مرات هذا العام، كان آخرها الشهر الماضي، إلى نطاق يتراوح بين 2 في المائة و2.25 في المائة. ويتوقع المسؤولون زيادة أخرى هذا العام، ومن المرجح أن تكون الزيادة المقبلة بنسبة 25 نقطة مئوية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ويسعى «الاحتياطي الفيدرالي»، من خلال سياسته لرفع الفائدة، إلى منع الاقتصاد من الإفراط في التوسع والنمو، وغالباً ما يكون ذلك عبر إحكام السيطرة على معدلات التضخم بحيث تساعد على دفع النمو إلى مستويات مقبولة وفي الوقت نفسه لا تؤدي إلى زيادة مفرطة في الأسعار.
وللمرة الأولى منذ سنوات، يقترب معدل التضخم من المستوى المستهدف لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة، هذا العام. ويتوقع المسؤولون ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار في السنوات المقبلة، وبخاصة أن معدل البطالة أقل من التقديرات المستهدفة للمحافظة على الأسعار المستقرة.
وتؤدي زيادة أسعار الفائدة، مصحوبة بارتفاع عجز الموازنة الفيدرالية، إلى زيادة مدفوعات خدمة الدين الحكومي. وخلال الشهور الماضية، ارتفع المعروض من أذون الخزانة الأميركية بشكل ملحوظ، بسبب ارتفاع العجز في الموازنة الفيدرالية؛ مما أدى إلى ارتفاع عائدات أذون الخزانة وزيادة تكلفة الدين في الولايات المتحدة هذا العام.



أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.