المصارف اللبنانية تتجه لتملك العقارات استيفاء لديون متعثرة

بعد إجازة تصفيتها خلال 20 عاماً وترقب جذب استثمارات خارجية

يمثل الاستثمار العقاري وجهة تاريخية آمنة في توجهات المستثمرين الخليجيين التي كانت تتدفق إلى لبنان («الشرق الأوسط»)
يمثل الاستثمار العقاري وجهة تاريخية آمنة في توجهات المستثمرين الخليجيين التي كانت تتدفق إلى لبنان («الشرق الأوسط»)
TT

المصارف اللبنانية تتجه لتملك العقارات استيفاء لديون متعثرة

يمثل الاستثمار العقاري وجهة تاريخية آمنة في توجهات المستثمرين الخليجيين التي كانت تتدفق إلى لبنان («الشرق الأوسط»)
يمثل الاستثمار العقاري وجهة تاريخية آمنة في توجهات المستثمرين الخليجيين التي كانت تتدفق إلى لبنان («الشرق الأوسط»)

تسعى المصارف اللبنانية إلى فتح كوة في جدار الأزمة العقارية المتفاقمة، بهدف حماية محفظتها الائتمانية لأصحاب المشروعات والمطورين، البالغة نحو 10 مليارات دولار. وأيضا التعويض جزئيا عن أرباح التمويل للمستهلكين، بعد الانكماش الحاد في حركة القروض ذات الوجهة العقارية، بسبب وقف برامج التمويل المدعومة والارتفاعات المطردة التي تطرأ على معدلات الفوائد. بينما يترقب أهل القطاع كوة ثانية تمر عبرها استثمارات وافدة.
وتستفيد المصارف من مضمون تسهيلات جديدة منحها لها البنك المركزي، وتقضي بتمديد مهلة تصفية العقارات المستملكة، استيفاء لديون مصرفية قائمة من 5 سنوات إلى 20 سنة. وهذا ما يمنح المصرف الممول هامشا مرنا لمعالجة التسليفات الممنوحة لمطورين عقاريين، وتحولت بفعل الأزمة العقارية المستجدة إلى ديون «موقوفة» أو «مشكوك في تحصيلها». وهذه عملية تضمن للبنك مضاهاة الديون بالعقارات وفق القيمة السوقية الأدنى، وعدم الاضطرار إلى تصريفها سريعا عبر حجز مخصصات توازي 5 في المائة سنويا.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن عددا من البنوك انخرط فعلا في هذا الخيار الذي يعيد الاعتبار إلى المحفظة الائتمانية العقارية. وقد تلقت هيئة أسواق المال طلبات لإنشاء صناديق استثمارية عقارية، ينتظر الإعلان عن بواكيرها المرخصة خلال أسابيع قليلة. ومن المرجح أن تشهد بعض الصناديق مساهمات من أكثر من بنك، بينما تفضل البنوك الكبرى إدارة صندوقها الخاص.
وشهدت محفظة الديون المصرفية المخصصة للمطورين العقاريين تحولا متسارعا من تصنيف الدين المنتج، إلى خانة الصعوبات. ثم تطورت بعض الحالات إلى التعثر، وبلوغا إلى إفلاس واقعي أو احتيالي لمستثمرين كبار ومؤسسات كانت تشكل علامة فارقة في القطاع. وبدا المشهد التمويلي العقاري مقلقا للغاية في الآونة الأخيرة، إذ إنه من شأن استفحال الأزمة القائمة، وهو الاحتمال الأرجح، أن يضم شرائح ديون جيدة إلى انعدام القدرة على السداد، وبالتالي تسجيل ارتفاع خطير في مؤشر الديون المشكوك في تحصيلها لدى القطاع المصرفي.
وبحسب تحليلات مصرفية فإن: «تحرك مصرف لبنان يمكن أن يمنح فرصة قوية لاحتواء وضع عقاري صعب كان مرشحا لمزيد من التدهور، بسبب انكماش الطلب التجاري المرتبط بارتفاع فوائد التمويل، ووقف برامج الدعم للقروض السكنية، بما شمل المؤسسة العامة للإسكان التي توجه برامجها إلى ذوي المداخيل المتدنية والمتوسطة. كما يفتح المجال أمام ضخ تمويلات مصرفية إضافية لاستكمال مشروعات قائمة وملتزمة بحجوزات مسبقة، وهي ذات جدوى استثمارية فعلية، وتحوز إقبالا سابقا أو مرتقبا في الطلب».
وبموجب التسهيلات الجديدة، تعززت مرونة المصارف في إدارة محفظة تمويلاتها العقارية. ففي حال الاستملاك استيفاء للدين الموقوف أو المتعثر، يمكنها الاحتفاظ بالعقار لمدة تصل إلى 20 عاما، متحملة حصة واحدة كمؤونة من أصل 20 حصة تماثل قيمة العقار. وعند إتمام البيع في أي مرحلة فإنها تستعيد الدين كاملا، ومن حقها تحقيق الربح الذي تنتجه أسعار السوق، وأيضا تحرير كامل المؤونات المرصودة التي تتحول تلقائيا إلى أرباح صافية. أما في حال ضخ تمويل إضافي، فإن هذا الخيار يخضع لجدوى المشروع ومعاونة العميل – المطور، في التخلص من تراكم الضغوط المالية، وبالمحصلة إنقاذ المشروع والتمويل معا.
وقد شهد القطاع العقاري في لبنان مزيدا من التراجع الملحوظ خلال الشهر الثامن من العام الحالي؛ بحيث انكمش عدد معاملات المبيع العقاريّة بنسبة 14.39 في المائة خلال شهر أغسطس (آب) 2018، لتصل نسبة الانخفاض التراكمي إلى 20.16 في المائة في ثمانية أشهر، وتراجعت قيمة معاملات المبيع العقاريّة بنسبة 20.57 في المائة إلى 5.15 مليار دولار في الفترة ذاتها.
تجدر الإشارة إلى أنّ حصّة الأجانب من عمليّات المبيع العقاريّة قد زادت إلى 1.95 في المائة حتى الشهر الثامن من العام الحالي، انطلاقا من 1.85 في المائة في نهاية عام 2017، وهذا ما ينفي تأثير العامل الخارجي في الأزمة العقارية عموما.
واستناداً إلى إحصاءات نقابة المهندسين، تراجعت مساحات البناء المرخّصة بنسبة 23.67 في المائة، خلال الأشهُر الثمانية الأولى من العام الحالي.
وإذ كشفت الإحصاءات المجمعة التي أصدرتها مديرية الشؤون العقارية، أن نسبة تملك الأجانب من أفراد وشركات (أغلبهم من الأشقاء العرب) لا تتجاوز 4 في المائة في مجمل المساحات العقارية المرخصة في كل لبنان، فهي فتحت بابا جانبيا إضافيا لتنشيط القطاع العقاري وانتشاله من أزمته الثقيلة من طريق التحفيزات. وهذا ما كانت الحكومة قد سعت إليه عبر تخصيص مادة في الموازنة العامة للسنة الحالية، تمنح إقامة دائمة لكل أجنبي يشتري عقارا بنحو 500 ألف دولار، وثارت حينها موجات تشكيك وشائعات أدت إلى إثارة المخاوف من ارتفاع هذه النسبة ونفخها بشكل حاد، الأمر الذي دفع المجلس الدستوري إلى إبطال المادة. بينما يقدم كثير من الدول في الجوار، مثل اليونان وقبرص ومالطا وتركيا ومصر تحفيزات مماثلة، ويصل بعضها إلى منح جنسية فورية أو إقامة تمهد لحق قانوني بحيازة الجنسية.
وستعمل إدارات المصارف تلقائيا على تثمير هذه الإشارة، بهدف إعادة جذب جزء من الاستثمارات الخارجية وتوجيهها إلى العقارات التي شهدت انخفاضات حادة في أسعارها، تجاوزت نسبتها 35 في المائة في قطاع الشقق السكنية الفاخرة. ومن المرجح، وفقا لترقبات خبراء ووسطاء عقاريين، تسجيل موجة انخفاض جديدة خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، وبما يصل إلى نحو 20 في المائة، وذلك بضغط من وجود آلاف الشقق الفارغة في نطاق العاصمة، والضغوط الناشئة من تراكم الفوائد وعدم استعداد البنوك لتمديد المستحقات، في ظل ارتفاع كامل منظومة الفوائد على الاستثمار والتمويل.
وتتميز أغلب المصارف اللبنانية بتفاعلها المباشر والتواصلي مع شبكة علاقات تاريخية ومتجددة مع مجتمع الأعمال الخليجي عموما، وفي السعودية والإمارات خصوصا. ولدى معظم المصرفيين صداقات وعلاقات ممتدة من جيل إلى جيل، مع مجموعة كبيرة من المستثمرين ورجال الأعمال. وكثيرون منهم خاضوا تجربة أو أكثر في مجال الاستثمار العقاري في لبنان، وبينهم من يملك قصورا وفيلات ومساكن خاصة في لبنان. لذا فإنهم يدركون جيدا الصعوبات القائمة وخلفياتها، وقد يجدون في الصناديق العقارية المستجدة فرصة مناسبة، وخصوصا إذا تمت من خلال مبادرات مصرفية ؛ حيث لهم علاقات وثيقة مع أغلبها، ويملكون مساهمات مباشرة وتوظيفات في كثير منها.
ويمثل الاستثمار العقاري وجهة تاريخية آمنة في توجهات المستثمرين الخليجيين التي كانت تتدفق إلى لبنان. وقد استمدت علامة إضافية بعد الفورة العقارية التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة، والتي حققت ربحية عالية لكل مالكي العقارات. لكن لبنان فقد فعليا كثيرا من عوامل الجذب، وبالأخص ما يتعلق بالحضور السياحي والاستثماري الخليجي، الذي طالما تصدر قائمة الوافدين إلى لبنان والمستثمرين في اقتصاده وقطاعاته. و«هذه نقطة ضعف أساسية معلومة الأسباب وممكنة المعالجة»، يؤكد مسؤول مصرفي: «ينبغي على الحكومة اللبنانية العتيدة وضعها في مقدمة جدول أعمالها لتحقيق أهدافها الاقتصادية، واستعادة النمو الذي ساهم الخليجيون في بلوغه متوسط 9 في المائة سنويا بين 2007 و2010، قبل أن ينحدر إلى نحو 1.5 في المائة في السنوات الثماني الأخيرة».


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».