آفاق الاقتصاد العالمي تنضغط بحرب التجارة ومشكلات الأسواق الناشئة

صندوق النقد يخفض توقعاته العامة للنمو خلال العامين الحالي والمقبل

خبراء صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر إطلاق تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» في إندونيسيا أمس (أ.ف.ب)
خبراء صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر إطلاق تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» في إندونيسيا أمس (أ.ف.ب)
TT

آفاق الاقتصاد العالمي تنضغط بحرب التجارة ومشكلات الأسواق الناشئة

خبراء صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر إطلاق تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» في إندونيسيا أمس (أ.ف.ب)
خبراء صندوق النقد الدولي خلال مؤتمر إطلاق تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» في إندونيسيا أمس (أ.ف.ب)

ألقت الحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين بظلالها على الاقتصاد العالمي؛ وفق صندوق النقد الدولي، الذي خفض توقعاته للنمو في عامي 2018 و2019. وبات صندوق النقد الدولي، الذي يشير كذلك إلى المخاطر المحيطة بأزمة العملة في بعض الدول الناشئة، يتوقع أن يبلغ نمو إجمالي الناتج المحلي العالمي 3.7 في المائة لكل من هذين العامين، أي أقل بنسبة 0.2 نقطة عن توقعاته السابقة، وهو معدل مماثل لما سجل في عام 2017.

وقال موريس أوبستفيلد، كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي: «لا يزال النمو الاقتصادي العالمي قوياً مقارنة بما كان عليه في وقت سابق من هذا العقد، ولكن يبدو أنه بلغ الحد الأعلى»، ولكنه حذر من أن «السياسة التجارية تعكس السياق السياسي... والسياق السياسي غير مؤكد في كثير من البلدان، وهو ما يمثل مخاطر إضافية».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في بالي، بإندونيسيا، حيث افتتحت أمس الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين: «عندما تحدث مواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم - الولايات المتحدة والصين - يخلق هذا وضعاً سيعاني فيه الجميع... والنمو أقل تكافؤاً بكثير مما كان عليه قبل 6 أشهر».
وتظهر التوقعات الجديدة أن موجة النمو القوية التي غذتها إلى حد ما التخفيضات الضريبية الأميركية وزيادة الطلب على الواردات، قد بدأت تضعف.
وقال الصندوق في تحديث لتوقعاته الاقتصادية العالمية إن هذا الخفض يعود إلى مجموعة من العوامل، من بينها تبادل الولايات المتحدة والصين فرض رسوم جمركية على الواردات، وتراجع أداء دول منطقة اليورو واليابان وبريطانيا، وزيادة أسعار الفائدة التي تضغط على بعض الأسواق الناشئة مع نزوح رؤوس الأموال، لا سيما في الأرجنتين والبرازيل وتركيا وجنوب أفريقيا وإندونيسيا والمكسيك.
ومع بدء ظهور معظم عواقب حرب الرسوم بين الصين والولايات المتحدة العام المقبل، خفض صندوق النقد توقعاته للنمو في الولايات المتحدة في 2019 من 2.7 في المائة إلى 2.5 في المائة، في الوقت الذي خفض فيه توقعاته للنمو في الصين في 2019 من 6.4 في المائة إلى 6.2 في المائة. وأبقى الصندوق على توقعاته للنمو في 2018 للدولتين دون تغيير عند 2.9 في المائة للولايات المتحدة و6.6 في المائة للصين.
وقال موريس أوبستفيلد كبير خبراء الاقتصاد لدى صندوق النقد إنه ليس قلقا من قدرة الحكومة الصينية على الدفاع عن عملتها، لكنه أبلغ مؤتمرا صحافيا أن بكين ستواجه «ضرورة الموازنة» بين تحركاتها لدعم النمو وضمان الاستقرار المالي. وقال إنه إذا توصلت الصين والولايات المتحدة إلى تسوية لخلافاتهما التجارية فإن ذلك سيعطي دفعة «صعودية كبيرة للتوقعات».‭‭‭‭ ‬‬‬‬
ولكن النمو لدى العملاقين الاقتصاديين قد يتراجع أكثر من ذلك، لأن هذه التوقعات الجديدة لا تشمل التهديدات الأخرى من دونالد ترمب، ومن بينها فرض رسوم جديدة على 267 مليار دولار من السلع الصينية الإضافية، وفي حال تطبيق ذلك، فإنه سيعني أن الرسوم الجمركية سترتفع على كل الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
لم يبد الرئيس الأميركي ونظيره الصيني شى جينبينغ مرونة حتى الآن. ويبرر ترمب موقفه المتشدد بأنه يريد دفع بكين إلى تغيير ممارساتها التجارية التي يعدّها «غير عادلة»، ومنها إرغام الشركات على نقل التكنولوجيا، وسياسة الإغراق، أو اتهامها «بسرقة» الملكية الفكرية... لكن السلطات الصينية ترفض التفاوض تحت الضغط.
وأكد صندوق النقد الدولي أن «تجنب ردود الفعل الحمائية وإيجاد حلول تعاونية لتعزيز نمو التجارة في السلع والخدمات، يظل أمرا أساسيا للحفاظ على النمو العالمي وتوسيعه». وتشعر المؤسسة بالقلق بشكل خاص إزاء زيادة تكثيف التوترات التجارية التي يمكن أن تزيد من حالة انعدام اليقين وتؤدي إلى تراجع ثقة الشركات والأسواق المالية والتجارية، وإلى مزيد من التقلبات المالية، وفي النهاية إلى إبطاء الاستثمار والتجارة اللذين يشكلان محركي النمو العالمي.
وخفض الصندوق بالفعل توقعاته لنمو حجم التجارة العالمية هذا العام إلى 4.2 في المائة، بتراجع يبلغ 0.6 نقطة عن التوقعات السابقة، وإلى 4 في المائة في العام المقبل، بتراجع نحو 0.5 نقطة. وبالإجمال، يمكن أن يتراجع إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 0.8 في المائة بحلول عام 2020، مقابل 0.5 في المائة فقط كانت متوقعة في يوليو (تموز) الماضي.
وخفض الصندوق توقعاته للنمو في منطقة اليورو في 2018 من 2.2 في المائة إلى اثنين في المائة، بما في ذلك في ألمانيا (1.9 في المائة بتراجع 0.3 نقطة)، وفي فرنسا (1.6 في المائة بتراجع 0.2 نقطة)، اللتين تعاني صادراتهما من التباطؤ الاقتصادي في الصين.
وبدا الصندوق أكثر تشاؤما بالنسبة لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، متوقعاً أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي لعام 2018 بنسبة 1.2 في المائة، بتراجع يبلغ 0.4 نقطة عن التوقعات السابقة.
ومن المتوقع أن تسجل البرازيل انخفاضا في نمو الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 0.4 نقطة مئوية إلى 1.4 في المائة في 2018، في الوقت الذي يتسبب فيه إضراب سائقي الشاحنات في حالة شلل لاقتصاد البلاد.



رسوم بيانية تعرض تطور مؤشرات عملاق النفط «أرامكو»

جانب من الخزانات بمحطة شمال جدة للنفط الخام وهي منشأة نفطية تابعة لشركة «أرامكو» في جدة بالمملكة العربية السعودية يوم 21 مارس 2021 (أ.ب)
جانب من الخزانات بمحطة شمال جدة للنفط الخام وهي منشأة نفطية تابعة لشركة «أرامكو» في جدة بالمملكة العربية السعودية يوم 21 مارس 2021 (أ.ب)
TT

رسوم بيانية تعرض تطور مؤشرات عملاق النفط «أرامكو»

جانب من الخزانات بمحطة شمال جدة للنفط الخام وهي منشأة نفطية تابعة لشركة «أرامكو» في جدة بالمملكة العربية السعودية يوم 21 مارس 2021 (أ.ب)
جانب من الخزانات بمحطة شمال جدة للنفط الخام وهي منشأة نفطية تابعة لشركة «أرامكو» في جدة بالمملكة العربية السعودية يوم 21 مارس 2021 (أ.ب)

أعلنت المملكة العربية السعودية طرح 1.545 مليار سهم من أسهم عملاق النفط «أرامكو» تمثل 0.64 في المائة من رأسمالها.

وحددت نشرة الطرح النطاق السعري بين 26.7 و29 ريالاً، وبذلك ستتراوح قيمة الطرح بين 12 و13 مليار دولار.

وكان اكتتاب المؤسسات في الطرح قد بدأ يوم الأحد وينتهي يوم الخميس، في حين بدأ اكتتاب الأفراد (ويمثل 10 في المائة من إجمالي الأسهم المطروحة) يوم الاثنين وينتهي يوم الأربعاء.

ومن المقرر أن يتم إعلان سعر الطرح النهائي والتخصيص يوم الجمعة في 7 يونيو (حزيران)، وإيداع الأسهم، وبدء التداول عليها يوم الأحد في التاسع من يونيو.

وحسب النشرة، يُرَد الفائض بحد أقصى فى 11 يونيو.

 

«أرامكو» خامس أكبر شركة من حيث القيمة السوقية

بحسب سعر إغلاق السهم بنهاية تعاملات الخميس وصلت القيمة السوقية لشركة أرامكو إلى 1.872 تريليون دولار لتحجز مكاناً بين الخمس الكبار، وتجاوزت شركات عالمية مثل «أمازون» و«ميتا بلاتفورمز».

الأكبر والأكثر ربحية بين شركات الطاقة

كما أن «أرامكو» أكبر شركة طاقة فى العالم من حيث القيمة السوقية بحسب بيانات موقع «كومبانى ماركت كاب» كما أنها الأكثر الربحية وأرباحها خلال الربع الأول تعادل أرباح شركات «إكسون موبيل» و«شيفرون» و«بتروتشايناۛ» و«شل» مجتمعين.

تراجع الأرباح مع استمرار التوزيعات

تراجعت أرباح أرامكو بعد الزيادة الاستثنائية فى الأرباح خلال عام 2022 بسبب حرب روسيا وأوكرانيا التى رفعت أسعار النفط قبل أن تتراجع وتقرر مجموعة أوبك خفض الإنتاج للحفاظ على توازن السوق. وبحسب نتائج الأعمال خلال الربع الأول من العام الحالى من المتوقع أن تصل توزيعات عام 2024 نحو 124.3 مليار دولار تشمل 81.2 توزيعات أساسبية و43.1 مليار دولار توزيعات مرتبطة بالأداءـ وبالفعل أعلنت الشركة توزيع 31.1 مليار دولار عن أول 3 أشهر من العام.

 

«أرامكو» خامس أكبر شركة من حيث القيمة السوقية

حسب سعر إغلاق السهم بنهاية تعاملات الخميس، وصلت القيمة السوقية لشركة «أرامكو» إلى 1.9 تريليون دولار، وهي من بين الشركات الخمس الكبار في العالم من حيث القيمة السوقية، (وأكثر من شركة «ميتا بلاتفورمز» التي تبلغ قيمتها السوقية 1.2 تريليون دولار).

 

الأكبر والأكثر ربحية بين شركات الطاقة

كما أن «أرامكو» أكبر شركة طاقة فى العالم من حيث القيمة السوقية، حسب بيانات موقع «كومبانى ماركت كاب»، كما أنها الأكثر الربحية. وتعادل أرباحها خلال الربع الأول أرباح شركات «إكسون موبيل» و«شيفرون» و«بتروتشاينا» و«شل» مجتمعة.

 

 

استمرار التوزيعات

رغم تراجع أرباحها بنسبة 14.5 في المائة في الربع الأول من العام إلى 27.27 مليار دولار، أعلنت «أرامكو» ارتفاع توزيعات أرباح الربع الأول من العام الحالي بـ59 في المائة، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 31.1 مليار دولار، متوقعةً كذلك زيادةً في توزيعاتها في 2024 إلى 124.3 مليار دولار.