إشارة مرور راقصة في موسكو لترفيه المشاة

لمساعدتهم على التريث قبل عبور الطريق

الرقص على إشارة المرور في موسكو
الرقص على إشارة المرور في موسكو
TT

إشارة مرور راقصة في موسكو لترفيه المشاة

الرقص على إشارة المرور في موسكو
الرقص على إشارة المرور في موسكو

تصبح ساعات الانتظار أخف وطأة عندما تتوفر وسائل تشغل الإنسان عن النظر إلى ساعته، وترقب الحركة في المكان في محاولة لتخمين «كم سيطول انتظاري». وفي السنوات الأخيرة أصبحت شاشات التلفاز على سبيل المثال مكونا رئيسيا في أي مكان يضطر فيه الإنسان للانتظار، مثل صالات المطارات، حيث ينتظر البعض رحلته للمغادرة، وفي صالة أخرى تحتشد جموع بانتظار القادمين، أو في صالونات تصفيف الشعر، وعيادات الأطباء، وغيرها من أماكن. وانتقلت ظاهرة الترفيه في ساعات الانتظار إلى وسائل النقل، مثل مترو الأنفاق، لا سيما في العاصمة الروسية موسكو، حيث يضطر البعض إلى قضاء نحو ساعة ونصف وربما أكثر داخل عربات المترو، تحت الأرض، للانتقال من واحدة من محطاته وسط المدينة إلى محطة أخرى خارج منطقة المركز. وإلى جانب المعلومات التي تبث عبر شريط يشبه الشريط الإخباري، تحولت بعض عربات المترو هناك إلى معارض لمختلف المدارس الفنية، وبعضها ظهرت فيه شاشات عرض حول حركة المترو، والكثير غيره من تقنيات «تقتل الوقت»، وتخفف من الشعور بالملل.
إلا أن محافظة موسكو ذهبت أبعد من ذلك في سعيها لترفيه المواطنين وزوار المدينة، ولم يعد الأمر يقتصر على مقاومة الملل خلال ساعات الانتظار الطويل، بل وحتى إن لم يتجاوز دقيقة ونصف الدقيقة عند إشارة المرور. إذ أعلنت مؤخراً عن مشروع «إشارات المرور الراقصة»، وباشرت بنشرها في نقاط محددة من المدينة، وظهرت أول إشارة مرور من هذا النوع عند ممر المشاة في شارع «تسفيتنوي بولفار»، حيث يقع السيرك المركزي الشهير.
ولا تختلف «إشارة المرور الراقصة» بشكل عام عن إشارات المرور التقليدية، وهي تضيء كذلك بالألوان الأحمر للتوقف والأخضر لمواصلة السير والأصفر للتنبيه. الفارق الوحيد هو الضوء الأحمر، حيث تظهر على الشاشة حين تشغيله صورة إنسان يرقص على أنغام الموسيقى، يجذب انتباه المشاة ويتوقفون لمشاهدته، إلى أن تتبدل الإشارة إلى اللون الأخضر إذنا لهم بعبور الطريق. وللمزيد من الترفيه بوسع أي واحد من المشاة أن يرقص على شاشة الضوء الأحمر، حيث تم ربط إشارة المرور تلك بحجرة بالقرب منها، يمكن أن يدخل إليها أي شخص يعشق الرقص ليظهر مهاراته، وستقوم أجهزة حساسة بنقل حركاته، وعرض رقصته أمام المشاة عند الإشارة. ومع أن المشروع يهدف لمساعدة المشاة على التريث قبل عبور الطريق، وترفيههم خلال انتظار لا يزيد عن دقيقة، فإن إشارة المرور الراقصة تحولت بحد ذاتها إلى ظاهرة تجذب أبناء موسكو وزوارها، لمشاهدة الرقص الجميل على الضوء الأحمر.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.