يستأنف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري مشاوراته مطلع الأسبوع المقبل لتأليف الحكومة التي يظهر أن هناك حراكاً جدياً لبلورتها، رغم «السقوف المرتفعة» التي وضعها وزير الخارجية جبران باسيل وبددت تفاؤل الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة خلال عشرة أيام.
وتحدثت مصادر لبنانية مواكبة لجهود تفعيل الحكومة عن «مساعٍ إيجابية ستسفر عن ولادة الحكومة قريباً» من غير أن تحدد سقفاً زمنياً لذلك، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «جدية في العمل لتذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق»، رغم موجة التصعيد الأخيرة.
ووصلت إشارات إيجابية رصدها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي قال: «لا بد من دراسة معمقة وتدقيق موضوعي في العرض الأخير الذي قدمه وزير الخارجية جبران باسيل من دون أن نسقط أهمية الطرح الذي قدمه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، آخذين في عين الاعتبار أن عامل الوقت ليس لصالحنا في التأخير الأمر الذي يصر عليه ويحذر من خطورته رئيس مجلس النواب نبيه بري ونشاركه القلق الشديد».
هذا الطرح تزامن مع استعداد الرئيس المكلف لجولة مشاورات جديدة في الأيام المقبلة مع الأطراف السياسيين المعنيين مباشرة بالعقد الحكومية. وفي السياق، تترقب مصادر مراقبة لقاء يفترض أن يجمع الحريري وباسيل ليطّلع منه مباشرة على موقفه وحجم التنازلات التي يمكن أن يقدّمها «التيار الوطني الحر»، كما سيضم الحراك سلسلة لقاءات مع ممثلين لحزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي وتيار المردة، تأتي في إطار جولة المشاورات الجديدة التي سيجريها الحريري للوقوف على الأجوبة النهائية من مختلف الأطراف تجاه الطروحات الحكومية الجديدة.
وأكد عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار أن الحريري دائم التفاؤل على رغم كل العراقيل الموجودة، مشيراً إلى أنه يجري العمل حالياً على ملء بعض الثغرات للخروج بصيغة حكومة جامعة بالتعاون مع رئيس الجمهورية. وشدد الحجار في حديث إذاعي، على أن هناك قراراً وإرادة لدى الحريري بتذليل العقبات وإزالة العراقيل وهو يراهن على الشعور بالمسؤولية لدى جميع المسؤولين السياسيين بضرورة تسهيل عملية التأليف في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد.
وتواصلت الردود على تصريحات الوزير جبران باسيل حول معايير طرحها في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس. واعتبر عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب عماد واكيم «أن معايير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مطاطة»، وقال: «كل يوم يطالعنا بمعايير جديدة وكلها من أجل عرقلة تشكيل الحكومة».
وقال واكيم في حديث إذاعي: «التركيبات الحكومية هي انعكاس للواقع وباسيل لم يعد يشعر بحاجات المواطنين، والمعيار الأساسي هو التمثيل الشعبي وأكثر ما أضحكني في كلام باسيل قوله أنا مع اتفاق معراب، وهو يطعن الاتفاق كل يوم». وشدد واكيم على «أن المصالحة يجب أن تبقى لأنها مصالحة داخل المجتمع ومن يريد دفنها فليدفنها».
في المقابل، أشار الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري إلى أن «الـ10 أيام التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة برسم الجميع، البلد ما عاد يحتمل ترف (حقيبة بالزائد أو بالناقص)»، معتبراً أن كلام الحريري «جرس إنذار للجميع، بأن وقت الجد قد حان، ولم يعد هناك هامش للمناورة أو المغامرة». وأكد أحمد الحريري أن «هناك فرصة ذهبية اليوم لتزخيم التسوية وتحصينها بالتوافق السياسي، وبالتالي وضع البلد على سكة النهوض الاقتصادي، والجميع أمام مسؤولية تلقف هذه الفرصة».
الحريري يستأنف الأسبوع المقبل مشاوراته لتشكيل الحكومة
توقع لقاء يجمعه مع الوزير جبران باسيل
الحريري يستأنف الأسبوع المقبل مشاوراته لتشكيل الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة