رئيس وزراء الجزائر يطالب رئيس مجلس النواب بالتنحي

أويحيى نفى وجود أي أزمة دبلوماسية مع فرنسا

TT

رئيس وزراء الجزائر يطالب رئيس مجلس النواب بالتنحي

طالب أحمد أويحيى، رئيس الوزراء الجزائري أمس، سعيد بوحجة، رئيس مجلس النواب بالتنحي، وتفادي الانسداد (الجمود)، وعدم الاستمرار في مغامرة لا نهاية لها، حسب تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية أمس.
ويعرف مجلس النواب الجزائري منذ نحو 10 أيام، أزمة غير مسبوقة بعد تجميد جميع نشاطاته، وذلك إثر مطالبة أكثر من 350 نائباً يمثلون 5 كتل برلمانية، إضافة إلى المستقلين، من رئيسه سعيد بوحجة الاستقالة فوراً.
لكن بوحجة أكد في أكثر من مناسبة أنه يرفض الرضوخ للأصوات التي تطالبه بالاستقالة، لافتاً إلى أنه سيقدم على ذلك فقط إذا طلب منه رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة ذلك.
وقال أويحيى خلال مؤتمر صحافي أمس: «لن يتم حل مجلس النواب لأنه لا توجد أزمة، وهذه رسالة لمن يريد تخويف النواب. وما يحدث في البرلمان شأن داخلي نتأسف له، ونتأسف لاستمراره دون معنى»، مضيفاً أن «من اختار بوحجة على رأس مجلس النواب هم من طالبوا برحيله، وآمل أن يحفظ بوحجة صورته مجاهداً ومحافظاً سابقاً (مسؤول كبير في حزب جبهة التحرير الوطني)، وأن يغلب العقل والمصلحة العامة، لأن الأغلبية الساحقة للمجلس قاطعت أشغاله، وهذا يسمى انسداداً، لن يحل باستمرار بوحجة في مغامرة لا نهاية لها».
كما نفى أويحيى أي علاقة لرئاسة الجمهورية بما يحدث في مجلس النواب، مؤكداً أن بوحجة، دخل في مأزق مع جماعته، ومهما طال هذا المأزق فلن يصبح أزمة في البلاد.
من جهة ثانية، نفى رئيس الوزراء الجزائري أمس، وجود أزمة سياسية بين بلاده وفرنسا، وذلك على خلفية التصريحات التي أطلقها السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر برنارد باجولي.
وقال أويحيى في المؤتمر الصحافي ذاته: «لن تكون هناك أزمة علاقات مع فرنسا. فبين الجزائر وفرنسا هناك عدة لقاءات مبرمجة، أهمها لقاء رفيع المستوى في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل»، لافتاً إلى أن برنارد باجولي، السفير الفرنسي الأسبق لدى الجزائر، يستهدف هدم العلاقات بين البلدين، واستشهد بالمثل المشهور: «القافلة تسير والكلاب تنبح».
في غضون ذلك، أوضح أويحيى أن قرار السلطات الجزائرية بسحب الحراسة الأمنية من القنصليات الفرنسية الموجودة في الجزائر «يدخل في إطار المعاملة بالمثل»، مشيراً إلى أن «فرنسا تتصرف اليوم بطريقة معينة في التأشيرة، وسنرد عليها بالمثل».
وكان باجولي، السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر وقائد جهاز الاستخبارات الخارجية السابق، قد هاجم النظام الجزائري والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين لن تعرف تقدماً كبيراً في ظل النظام الحالي، وأن الرئيس بوتفليقة باقٍ على الحياة بطريقة اصطناعية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.