وفد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى جوبا لمناقشة تنفيذ اتفاق السلام

جيشا السودان وجنوب السودان يوقعان على محضر محادثاتهما في الخرطوم

TT

وفد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى جوبا لمناقشة تنفيذ اتفاق السلام

ينتظر أن يصل وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى جوبا خلال اليومين المقبلين، وذلك لمناقشة فرص تنفيذ اتفاق تنشيط السلام مع حكومة الرئيس سلفا كير.
وقالت مصادر مطلعة إن وفداً يرأسه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات قوات حفظ السلام جان بيير لاكروا، ورئيس مفوضية السلام والأمن التابعة للاتحاد الأفريقي إسماعيل شاجيو، بالإضافة إلى المديرة التنفيذية لشؤون المرأة في الأمم المتحدة فامزيلي ماليمو سيصل جوبا قصد إجراء لقاءات مع الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه الأول تابان دينق قاي، ومجلس الوزراء بهدف مناقشة فرص تنفيذ اتفاق تنشيط السلام، الذي وقع 12 من سبتمبر (أيلول) الماضي في أديس، كما ستنصب المناقشات حول أهمية إشراك المرأة في تنفيذ الاتفاقية، ومن المتوقع أن يزور الوفد مدينة بانتيو، التي يوجد بها معسكر لحماية المدنيين، التابع للأمم المتحدة.
في غضون ذلك، قال الفريق أول كمال عبد المعروف، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش السوداني، إن المحادثات التي جرت بين قادة جيشي السودان وجنوب السودان في الخرطوم، أول من أمس: «جاءت في ظروف ملائمة تتيح انطلاق التعاون العسكري بين البلدين والدفع به للأمام، والتوصل إلى تفاهمات مشتركة»، مشيراً إلى أن الطرفين وقعا على محضر المحادثات تمهيدا لتطوير الاتفاق إلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العسكري، وقال إن هذه الخطوة «ستمهد الطريق لإحداث اختراق كبير في عدد من القضايا العالقة»، مشددا على أهمية العمل المشترك والتوافق عبر الآليات المقترحة لإقرار المنطقة العازلة، وفتح المعابر والحدود قبل نهاية هذا العام.
ووقفاً لوكالة «السودان» للأنباء الرسمية فقد أكد قبريال جوك ريك، رئيس أركان جيش جنوب السودان، أن بلاده ملتزمة بشكل كامل بما تم التوصل إليه خلال المحادثات التي جرت بالخرطوم في الأيام الخمسة الماضية، بين قادة جيشي البلدين، مبرزا أن المحادثات «تعتبر دفعة قوية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين في شقيها السياسي والعسكري... وستفتح الطريق أمام مختلف مجالات التعاون العسكري، وسبل تعزيزها وتطويرها والخروج بها نحو آفاق أرحب».
من جهة ثانية، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» الدولية استئناف أعمالها في مقاطعة «المابان» في ولاية شمال أعالي النيل بجنوب السودان، وذلك بعد تعليق أنشطتها في المنطقة منذ يوليو (تموز) الماضي بعد هجوم عنيف استهدف مجمع المنظمات الإنسانية وأصيب خلاله موظفان من المنظمة.
وقال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود» في جنوب السودان صموئيل ثيودور في بيان اطلعت عليه («الشرق الأوسط») إن المنظمة وسعت من نطاق أنشطتها في منطقة (المابان) بشكل تدريجي، داعياً المواطنين إلى احترام وحماية العاملين في المجال الإنساني، والحفاظ على المرافق الصحية في جنوب السودان.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».