عندما أقال مانشستر يونايتد رون أتكينسون بعد 10 أسابيع من بداية الموسم

مسيرة الفريق تغيرت إلى الأفضل بضم الأسطورة فيرغسون بدلاً منه

أتكينسون يتابع مانشستر يونايتد وهو يعاني أمام واتفورد عام 1986
أتكينسون يتابع مانشستر يونايتد وهو يعاني أمام واتفورد عام 1986
TT

عندما أقال مانشستر يونايتد رون أتكينسون بعد 10 أسابيع من بداية الموسم

أتكينسون يتابع مانشستر يونايتد وهو يعاني أمام واتفورد عام 1986
أتكينسون يتابع مانشستر يونايتد وهو يعاني أمام واتفورد عام 1986

في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1985، بدا وكأن المدير الفني الإنجليزي رون أتكينسون سيكون أول مدير فني يقود مانشستر يونايتد للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عقود، لكن بحلول نوفمبر من عام 1986، أقيل أتكينسون من منصبه.
بدأ مانشستر يونايتد موسم 1985 / 1986 بالفوز في 10 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يتلقَ أية خسارة في أول 15 مباراة، لكن الفريق لم يحقق الفوز بعد ذلك سوى 9 مرات فقط خلال الـ27 مباراة المتبقية، وأنهى الموسم في المركز الرابع، بفارق 12 نقطة كاملة عن الفائز باللقب: ليفربول. ومر موسم آخر من دون حصول مانشستر يونايتد على اللقب، وبالتالي بدأ المدير الفني يشعر بقدر كبير من التوتر وعدم الاستقرار.
ولعبت الإصابات دوراً كبيراً في تعثر مانشستر يونايتد في تلك الفترة، حيث غاب قائد الفريق بريان روبسون عن نصف الموسم تقريباً بداعي الإصابة التي ألمت به وهو يلعب في صفوف المنتخب الإنجليزي في أكتوبر (تشرين الأول) 1985، قبل أن يتعرض لخلع في الكتف في مارس (آذار) 1986، وهو الأمر الذي أثار خلافاً كبيراً بين المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر يونايتد.
لقد أراد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، بوبي روبسون، أن يخضع مهاجمه لعملية جراحية في الكتف قبل انطلاق كأس العالم، لكن مانشستر يونايتد لم يكن يرغب في ذلك، لأن الفريق كان لا يزال ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وعندما عانى روبسون من إصابة الكتف مرة أخرى في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك، لم يكن بالإمكان تأخير العملية الجراحية أكثر من ذلك. وكان لتلك العملية الجراحية أثر سلبي على مسيرة مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز في بداية موسم 1986 / 1987، كما كان لها آثر سلبي على مسيرة أتكينسون التدريبية في «أولد ترافورد».
ولم يكن روبسون هو اللاعب الوحيد الذي غاب عن صفوف مانشستر يونايتد بداعي الإصابة، حيث أصيب كل من غاري بايلي وريمي موسيس ونورمان وايتسايد، وخضعوا لعمليات جراحية. لقد كان مانشستر يونايتد يضم فريقاً كبيراً، لكن الإصابات التي عصفت بالفريق أثرت على مستواه كثيراً، علاوة على أن بيع مارك هيوز لنادي برشلونة في ذلك الصيف قد وضع مزيداً من الضغوط على كاهل أتكينسون.
وكان رئيس نادي مانشستر يونايتد، مارتن إدواردز، يبدو هادئاً قبل انطلاق موسم 1986 / 1987، على الرغم من التقارير التي كانت تشير إلى رحيل أتكينسون، وتعاقد النادي مع تيري فينابلز أو أليكس فيرغسون. وقال إدواردز: «من الواضح أن النادي لم يحصل على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة، وكلما طالت المدة التي لم يحصل فيها الفريق على البطولة، زادت الضغوط على الجميع داخل النادي، لكن مواصلة الحديث حول هذا الأمر لا يساعد الطاقم التدريبي ولا اللاعبين». وعمل أتكينسون بكل قوة على مساعدة الفريق على العودة إلى المسار الصحيح، وتحقيق نتائج إيجابية، لكن الفريق بدأ الموسم بشكل سيء، ولم يتعافَ مرة أخرى. ولم يكن هناك كثير من القلق عندما بدأ الفريق الموسم بالخسارة أمام آرسنال بهدف دون رد، لكن بعد الخسارة في المباراتين التاليتين اللتين لعبهما الفريق على ملعب «أولد ترافورد»، اتضحت الصورة، وظهر أن الفريق يعاني من مشكلة حقيقية. وأظهر الفريق شخصية قوية أمام وستهام يونايتد، ونجح في إدراك التعادل بعدما كان متأخراً بهدفين نظيفين، لكن فرانك ماكافيني أحرز هدفاً قاتلاً قبل نهاية المباراة، ونجح في اقتناص الفوز لوستهام يونايتد.
لكن الأمور ساءت أكثر من ذلك، وخسر مانشستر يونايتد في المباراة التالية أمام فريق تشارلتون الصاعد حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز بهدف دون رد، لتكون هذه هي أسوأ بداية لمانشستر يونايتد خلال 14 عاماً، وهو ما أثار غضب الجماهير، التي بدأت تطلق صافرات الاستهجان ضد اللاعبين في مدرجات ملعب «أولد ترافورد»، وطالب الكثيرون بإقالة أتكينسون من منصبه، وبدأ مالك النادي يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول طريقة أتكينسون في قيادة الفريق، لكنه قال في أحد التصريحات: «نحن لسنا متهورين للدرجة التي تجعلنا نقيل مديراً فنياً من منصبه بعد مرور 3 مباريات».
ووضع مانشستر يونايتد حداً للهزائم المتتالية، وتعادل هذه المرة مع ليستر سيتي بهدف لكل فريق، ثم عاد روبسون من الإصابة بعد 11 أسبوعاً لكي يقود الفريق للفوز بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد على ساوثهامبتون، على ملعب «أولد ترافورد»، لكن لم ينجح هذا الفوز الساحق في إعادة مانشستر يونايتد إلى الطريق الصحيح، حيث خسر في المباراة التالية أمام واتفورد بهدف دون رد، قبل أن يتوجه في مهمة صعبة لمواجهة إيفرتون على ملعب «غوديسون بارك».
وقبل تلك المباراة، قال المدير الفني لإيفرتون، هوارد كيندال: «من غير المنطقي أن يتم الحديث عن الضغوط على مدير فني ونحن لم نلعب سوى 6 مباريات فقط في الدوري. لا يمكنني أن أفهم هذا الحديث عن إقالة المدير الفني لمانشستر يونايتد»، لكن كيندال ساهم في إشعال النار بصورة أكبر عندما قاد فريقه للفوز على مانشستر يونايتد بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد، لتكون هذه هي الهزيمة الخامسة لمانشستر يونايتد في 7 مباريات.
وفي الأسبوع التالي، أقيمت «المباراة الكبرى» بين تشيلسي ومانشستر يونايتد، على ملعب «أولد ترافورد»، وهي المواجهة التي يمكن القول إنها قد لخصت كل أنواع الضغوط والمعاناة التي كان يواجهها أتكينسون في ذلك الوقت. فقد تقدم «البلوز» بهدف مبكر من توقيع كيري ديكسون بشكل يعكس المشكلات الدفاعية الهائلة في خط دفاع مانشستر يونايتد. ومع ذلك، خلق لاعبو مانشستر يونايتد كثيراً من الفرص خلال المباراة، وكان يتعين عليهم استغلالها بشكل أفضل، لكن الفريق واجهه سوء حظ غريب، وأضاع ركلتي جزاء في تلك المباراة.
وقال أتكينسون عقب انتهاء المباراة التي خسرها فريقه بهدف دون رد: «هذا هو أسوأ موقف بالنسبة لي كمدير فني لكرة القدم. كان يتعين علينا أن نظهر قدراً أكبر من العزيمة والإصرار، ونبدأ تحقيق الفوز بالمباريات». وبعد ذلك، تحسنت النتائج، ونجح الفريق في خوض 5 مباريات من دون خسارة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأها بالتعادل خارج ملعبه أمام المتصدر نوتنغهام فورست، ثم الفوز على شيفيلد وينزداي، ثم لوتون، والتعادل بهدف لمثله في ديربي مانشستر أمام مانشستر سيتي. لكنه بعد ذلك، تعادل بشكل مخيب للآمال على ملعبه أمام كوفنتري سيتي، وخرج روبسون مصاباً بإجهاد في أوتار الركبة، وهو الأمر الذي زاد من معاناة الفريق.
ومع ذلك، كان أتكينسون يترنح. قد تحسن الأداء بعض الشيء، لكن المشكلات التي كانت يواجهها الفريق خارج الملعب وضعت المدير الفني تحت نيران وسائل الإعلام. وحدثت مشاجرة بين لاعبي الفريق موسيس وجيسبر أولسن في التدريبات، ونتيجة لذلك عانى موسيس من عدة كدمات، في حين أصيب أولسن بقوة فوق عينه اليسرى، وأجريت له جراحة استلزمت 11 غرزة! وحاول المدير الفني للفريق التغطية على ما حدث، وزعم أن اللاعبين اصطدما ببعضهما بعضاً في التدريبات، لكن وسائل الإعلام لم تقتنع بهذه الرواية. وانسحب أتكينسون من أحد المؤتمرات الصحافية، وتغيب عن مؤتمر صحافي آخر بعد مباراة فريقه أمام لوتون.
وأثيرت كثير من علامات الاستفهام حول الالتزام داخل النادي، الذي فرض غرامات على 7 لاعبين بسبب عدم التزامهم بالتعليمات خلال بطولة ودية أقيمت قبل انطلاق الموسم في أمستردام بهولندا. ودخل موسيس في مشاجرة أخرى مع كلايتون بلاكمور، وهي المشكلات التي كان أتكينسون في غنى عنها حتى يتمكن من التركيز على أداء الفريق داخل الملعب. وظل أتكينسون يترنح حتى تلقى الضربة القاضية التي أسقطته أرضاً، والتي كانت الخسارة بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد أمام ساوثهامبتون في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وواجه أتكينسون كارثة محققة في تلك الليلة، حيث دخل المباراة محروماً من خدمات كل من روبسون وستراتشان، وتوالت المصائب على الفريق بخسارة جهود وايتسايد وكولين غيبسون في شوط المباراة الأول بداعي الإصابة. وفي النهاية، خسر مانشستر يونايتد خسارة ثقيلة، وبالتالي وصل المدير الفني إلى نقطة اللاعودة.
وأقيل أتكينسون من منصبه في السادس من نوفمبر، ليفتح الباب أمام مجيء المدير الفني الاسكتلندي أليكس فيرغسون، الذي أصبح بعد ذلك المدير الفني الأسطوري للشياطين الحمر. وقال إدواردز في ذلك الحين إنه كان يتعين عليه أن يقيل أتكينسون «بسبب سوء نتائج الفريق خلال الـ12 شهراً الماضية»، مشيراً إلى أنه اتخذ هذا القرار «من أجل مصلحة النادي والجمهور»، وأضاف: «من الواضح أنني محبط بعض الشيء. لقد سارت الأمور ضدنا، وبالتالي أعتقد أنه كان لا بد أن يحدث ذلك في نهاية المطاف».
وكان إدواردس حريصاً على الإشارة إلى النجاحات التي حققها أتكينسون مع الفريق، قائلاً: «خلال المواسم الخمسة التي قضاها كاملة مع الفريق، لم يبتعد أبداً عن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. كما فاز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي مرتين، وقادنا للوصول للمباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ونصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية». لكن في نهاية المطاف، دفع أتكينسون ثمن أن يكون آخر مدير فني يعجز عن قيادة مانشستر يونايتد للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأشار البعض إلى أن أتكينسون قد فشل في مهمته بسبب عدم تدعيم صفوف الفريق بصورة جيدة في فترات انتقالات اللاعبين المختلفة، كما انتقده آخرون بسبب عدم التزام لاعبيه من الناحية السلوكية. لكن الحقيقة، وكما هو الوضع دائماً، فإن النتائج داخل المستطيل الأخضر تكون هي المقياس الأبرز، وهي التي تحدد مصير أي مدير فني بشكل كبير. لقد خاض مانشستر يونايتد 40 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين نوفمبر 1985 ونوفمبر 1986، لكنه لم يحقق الفوز فيها سوى في 12 مباراة، وخسر في 16 مباراة.
وعلاوة على ذلك، انتقل الفريق خلال هذه الفترة من الفوز في 10 مباريات متتالية إلى احتلال المركز التاسع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وأصبح جمهور النادي يرغب بشدة في حدوث تغيير في القيادة الفنية للفريق، والتعاقد مع مدير فني جديد، ومن حسن حظه بالطبع أن المدير الفني الجديد كان هو السير أليكس فيرغسون.
إذا حاولنا أن نقارن بين الوضع الحالي في مانشستر يونايتد والوضع أيام المدرب الأسبق أتكينسون، نجد أن مانشستر يونايتد يبتعد في الوقت الحالي بفارق 5 نقاط عن المركز الرابع، الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال، وتنتظره مباراتان صعبتان للغاية خارج ملعبه في المراحل الخمس المقبلة، ضد تشيلسي، وجاره مانشستر سيتي، إضافة إلى مواجهة يوفنتوس الإيطالي مرتين في دوري الأبطال، حيث سيلتقي نجمه السابق كريستيانو رونالدو الذي قاده إلى لقبه الأخير في المسابقة القارية عام 2008.



مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».