القاضي يأمر بإجراء الكشف الطبي على أحد المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر

القاضي يأمر بإجراء الكشف الطبي على أحد المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر
TT

القاضي يأمر بإجراء الكشف الطبي على أحد المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر

القاضي يأمر بإجراء الكشف الطبي على أحد المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر

أمر أحد القضاة العسكريين بوقف إجراءات جلسة الاستماع يوم الخميس أثناء نظر قضية المخططين لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وطرد رمزي بن الشيبة، المعروف بأنه الشخص الرئيس الذي سهل تلك الهجمات، خارج قاعة المحكمة. وطلب القاضي إجراء الكشف الطبي على بن الشيبة للتأكد من سلامة قواه العقلية، ملقيا بظلال الشك على ما إذا كانت الحكومة ستستطيع محاكمة هذا المعتقل «الذي يمثل أهمية كبيرة في هذه القضية» في يوم من الأيام.
وبعد مرور أكثر من عقد من الزمان على تلك الهجمات، لم يخضع أي شخص من الأشخاص الخمسة المسجونين في الولايات المتحدة الأميركية المتهمين بالانضمام لتنظيم القاعدة والتخطيط لتلك الهجمات بما في ذلك العقل المدبر خالد شيخ محمد، للمحاكمة الرسمية. ويرجع هذا الأمر إلى وجود عوائق متكررة في قضاياهم بسبب المشاكل القانونية والجدال السياسي. وفي هذا الصدد، أثار هذا التأجيل الأخير تساؤلات بشأن كيفية تعامل وكالة الاستخبارات الأميركية مع بن الشيبة حينما كان يقبع في السجون السرية التابعة للوكالة مما أثر على قدراته العقلية.
وقد جاء طلب قاضي محكمة جرائم الحرب العسكرية في معتقل خليج غوانتانامو إجراء الكشف على بن الشيبة بعد إثارة الأخير للكثير من الإزعاج أثناء إحدى جلسات الاستماع التمهيدية هذا الأسبوع. ويعد هذا الإجراء بمثابة صفعة جديدة لإجراءات المحاكمة التي توقفت وبدأت على مدار فترتين رئاسيتين. وقد يستغرق هذا الأمر الكثير من الشهور، إن لم يستغرق سنوات، قبل محاكمة المتهمين.
وطلب أعضاء هيئة الادعاء من القاضي، الكولونيل جيمس بول، إصدار أمر بتوقيع الكشف الطبي على المدعى عليه اليمني رمزي بن الشيبة، البالغ من العمر 41 سنة، وذلك بعد إخراجه من قاعة المحكمة بسبب رفضه التزام الهدوء، فضلا عن حديثه إلى القاضي والمسؤول عن المعتقل واصفا إياهما بأنهما مجرما حرب.
وقال بول إنه «لن تعقد المزيد من جلسات الاستماع العلنية إلى حين اكتمال هذا الفحص الطبي».
وقد حدثت إعاقة لسير المحاكمة في الجهود المتجددة لإدارة أوباما الرامية إلى إغلاق معتقل خليج غوانتانامو. وفي هذا السياق، قام المسؤولون أخيرا بنقل العديد من المعتقلين إلى الخارج، بما في ذلك الإفراج عن آخر سجينين سودانيين هذا الأسبوع، من أجل تقليل عدد المعتقلين الموجودين في هذا المعتقل المثير للجدل إلى 158 شخصا فقط.
وحدد القاضي موعد انعقاد جلسة الاستماع التالية في محكمة جرائم الحرب العسكرية في معتقل خليج غوانتانامو لتكون في شهر فبراير (شباط) المقبل، بيد أن محامي الدفاع قال إن ذلك الفحص قد يتطلب عرض بن الشيبة على هيئة مكونة من ثلاثة أطباء، وهو ما قد يستغرق وقتا أطول لاستكماله. ولا يمكن تقديم موعد محاكمة جميع المتهمين الخمسة قبل تحديد حالة بن الشيبة. والجدير بالذكر أنه كان هناك طلب سابق لإجراء الكشف على قواه العقلية في عام 2008 قبل تولي الرئيس أوباما لمنصبه، غير أن هذا الفحص لم يكتمل على الإطلاق.
وفي عام 2009، قال الأعضاء بهيئة الادعاء للمحكمة إن بن الشيبة كان يتعاطى «مجموعة متنوعة من الأدوية ذات التأثير النفسي لعلاج انفصام الشخصية و/أو الاضطراب ثنائي القطب (الاضطراب النفسي الذي يسبب الهيجان والاكتئاب)، بما في ذلك عقاقير هالدول وأبيليفاي وريسبريدون وأتيفان».
وقالت إحدى الهيئات الطبية العسكرية في عام 2008 إن بن الشيبة ربما يعاني «مرضا عقليا حادا».
والجدير بالذكر أن بن الشيبة محتجز في معسكر 7، وهو من أحد الأقسام الأكثر تأمينا وحراسة في معتقل خليج غوانتانامو. ووفقا لسجلات المحكمة، فإنه يقوم بتلطيخ زنزانته بالبراز وتكسير كاميرات المراقبة الموجودة في ذلك المكان، المنفصل عن الأجزاء الأخرى من السجن.
وجرى إلقاء القبض على بن الشيبة في باكستان عام 2002 وسرعان ما جرى نقله إلى سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث خضع لـ«أساليب تحقيقات مكثفة» وصفها المدافعون عن حقوق الإنسان بأنها بمثابة أساليب تعذيب وتنكيل. ونقل بن الشيبة مع 13 معتقلا آخرين، من المعتقلين المهمين في القضية، إلى معتقل خليج غوانتانامو في شهر سبتمبر عام 2006.
ووفقا لتقرير لجنة 11 سبتمبر، كان بن الشيبة يرغب في أن يلقى حتفه في هجمات 11 سبتمبر، بيد أن الفرصة لم تسنح له بذلك. وقد تقدم مرارا للحصول على تأشيرة أميركية ولكن طلبه قوبل بالرفض. وعوضا عن الحصول على تلك التأشيرة، صار بن الشيبة همزة الوصل الرئيسة بين الإرهابي محمد عطا وقيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان.
* خدمة «نيويورك تايمز»



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.