نادية مراد... شعلة السلام تضيء ظلمة الحرب

ناديا مراد في المجلس الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 (إ. ب. أ)
ناديا مراد في المجلس الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 (إ. ب. أ)
TT

نادية مراد... شعلة السلام تضيء ظلمة الحرب

ناديا مراد في المجلس الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 (إ. ب. أ)
ناديا مراد في المجلس الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 (إ. ب. أ)

كانت الطالبة نادية مراد تعيش في قريتها كوجو في سنجار بشمال غرب العراق، عندما اقتحمها في أغسطس (آب) 2014 مسلّحو "داعش" الذين اجتاحوا في ذلك الصيف مناطق واسعة من العراق، من ضمنها الموصل.
قُتل من قُتل، وخُطف من خُطف في كوجو التي ينتمي أهلها إلى الطائفة الايزيدية. وكان نصيب نادية التي خسرت ستة من أشقائها ووالدتها، الاسترقاق بعد نقلها من قريتها إلى الموصل، في بداية كابوس استمر أشهراً وتعرضت خلاله للتعذيب والاغتصاب الجماعي قبل "بيعها" مراراً.
قررت الفتاة الهرب. وبمساعدة أسرة مسلمة من الموصل كانت تقيم عندها، حصلت على هوية سمحت لها بالانتقال إلى كردستان العراق حيث أقامت في مخيم للاجئين، ثم اتصلت بمنظمة تساعد الأيزيديين أتاحت لها الالتحاق بشقيقتها في ألمانيا. وهناك قررت الانصراف إلى الدفاع عن الأيزيديين، والدعوة إلى تصنيف ما تعرضوا على أنه "إبادة".
حصلت مراد وصديقتها لمياء حاجي بشار على جائزة "ساخاروف" لحرية التعبير من البرلمان الأوروبي عام 2016. وهي تنشط في إطار مهمتها كسفيرة للأمم المتحدة في الدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، وخصوصا ما تعرض له الأيزيديون الذين تؤكد مراد أن ثلاثة آلاف منهم لا يزالون في عداد المفقودين.
تمكنت مراد من استقطاب حليفات كثيرات، من بينهن أمل علم الدين كلوني، المحامية البريطانية اللبنانية الأصل المدافعة عن حقوق الإنسان، والتي قدمت كتاب مراد "لكي أكون الأخيرة"، الذي صدر بالفرنسية في فبراير (شباط) الماضي. وفي 20 أغسطس (آب)، أعلنت الشابة في تغريدة عبر "تويتر" خطوبتها من ناشط عراقي آخر مدافع عن القضية الأيزيدية يدعى عابد شمدين.
والإيزيديون أقلية يتركز وجودها خصوصا قرب الحدود السورية في شمال العراق. وتعود الديانة الإيزيدية إلى آلاف السنين، حين انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، فيما يقول البعض إنها خليط من ديانات قديمة عدة، مثل الزرادشتية والمانوية.


مقالات ذات صلة

«اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا» يحتفي بميلاد «أديب نوبل» وول سوينكا

يوميات الشرق المسلماني يسلم رسالته إلى سوينكا للسفارة النيجيرية في القاهرة

«اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا» يحتفي بميلاد «أديب نوبل» وول سوينكا

يحتفي «اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية» بعيد الميلاد التسعين لأديب نوبل الكاتب النيجيري وول سوينكا، وذلك عبر مبادرة أطلقها الاتحاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي (إ.ب.أ)

ببرنامجه التقشفي... الرئيس الأرجنتيني يطمح لجائزة «نوبل»

يسعى الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي جاهداً لتقديم نفسه مرشحاً لجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، بسبب برنامجه التقشفي الجريء.

«الشرق الأوسط» (براغ)
يوميات الشرق وزيرة الثقافة في المتحف استعداداً لافتتاح مركز الإبداع الفني (صور الوزارة)

مصر تستعدّ لافتتاح مركز إبداعي في «متحف نجيب محفوظ» تخليداً لإرثه

تستعدّ وزارة الثقافة المصرية لافتتاح مركز إبداع فني بـ«متحف نجيب محفوظ» في حيّ الأزهر بالقاهرة التاريخية مع وضع خطة شاملة لتقديم أنشطة فنية وثقافية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

تقرير: ماسك وأسانج مرشحان لجائزة نوبل للسلام

ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأميركية أن رجل الأعمال إيلون ماسك والصحافي جوليان أسانج رشحا لجائزة نوبل للسلام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النرويجي يون فوسه يرى النجاة في الكتابة (أ.ف.ب)

يون فوسه المُتوَّج بـ«نوبل الآداب»: الكتابة قد تنقذ الأرواح

رأى الكاتب النرويجي يون فوسه الفائز بجائزة «نوبل» في الآداب لعام 2023 أنّ «الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح»

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

لماذا ينتشر فيروس «كورونا» هذا الصيف؟

كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)
كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)
TT

لماذا ينتشر فيروس «كورونا» هذا الصيف؟

كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)
كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)

في شهر يوليو (تموز) من كل عام، على مدى السنوات الأربع الماضية، لاحظ علماء الأوبئة في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ارتفاعاً مفاجئاً في حالات الإصابة بفيروس «كورونا» وحالات العلاج في المستشفيات، وهو اتجاه سنوي أطلق عليه اسم «طفرة الصيف».

ووفق تقرير نشرته شبكة «بي بي سي»، هذا الصيف في الولايات المتحدة، تفيد التقارير أن معدلات الإصابة بفيروس «كورونا» مرتفعة بشكل خاص في ولايات أريزونا وكاليفورنيا وهاواي ونيفادا. وفي هذه الولايات الغربية، بلغ عدد الاختبارات الإيجابية 15.6 في المائة في الأسبوع المنتهي في 6 يوليو، بزيادة 1 في المائة عن الأسبوع السابق.

وتظهر تحقيقات مركز السيطرة على الأمراض أن معدلات الفيروس في مياه الصرف الصحي آخذة في الارتفاع مرة أخرى. وقد ظهر اتجاه مماثل على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، حيث ارتفعت نسبة اختبارات «كورونا» الإيجابية، وفقاً لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، من 4 في المائة في نهاية مارس (آذار) إلى 14 في المائة بحلول نهاية يونيو (حزيران). ويُعزى الارتفاع الأخير إلى المتغيرات الفرعية «FLiRT»، وهو أحدث تطور لسلالة «أوميكرون» التي ظهرت في نهاية عام 2021.

يقول لشان لو ليو، الذي يدير برنامج الفيروسات ومسببات الأمراض الناشئة في جامعة ولاية أوهايو، والذي درس المتغيرات الفرعية لـ«FLiRT»، إن فيروس «كورونا» الأخير تمكن من تحقيق التوازن بين الهروب من الجهاز المناعي والقدرة على الارتباط بالخلايا، وهو ما يؤدي إلى كثير من الحالات الجديدة.

وأضاف أن «كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة بسبب استجاباتهم المناعية الضعيفة للتطعيم والعدوى الطبيعية». ويوضح أن الخبراء يوصون بأن تتلقى هذه المجموعات جرعات معززة بما في ذلك لقاح «XBB.1.5» أحادي التكافؤ. وقد تم تصميم هذا من أجل استهدف المتغير الفرعي «أوميكرون».

ونظراً للحاجة إلى حماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، تظل دراسة هذه المتغيرات الناشئة باستمرار أمراً بالغ الأهمية لتحديث لقاحات «كورونا» في العالم.

واستناداً إلى العمل الذي قام به ليو وآخرون، تمكّنت الهيئات التنظيمية الأميركية ومنظمة الصحة العالمية من تقديم توصيات محددة بشأن أهداف اللقاح الجديدة بناءً على أحدث طفرات البروتين الشوكي، في الوقت المناسب لإطلاق أحدث لقاح ضد فيروس «كورونا» في الخريف.

لكن لماذا يعود الفيروس للظهور في الوقت نفسه من كل عام؟

يعتقد العلماء أن السبب في ذلك هو أن مناعة السكان أعلى مع كثير من الفيروسات الموسمية المعتادة، مثل الأنفلونزا والفيروسات الأنفية والفيروس المخلوي التنفسي. أحد الأسباب هو أنهم ببساطة كانوا موجودين لفترة أطول، ما يعني أنهم بحاجة إلى ظروف أكثر مثالية لإصابتنا، التي لا تأتي إلا خلال أشهر الخريف والشتاء، مع انخفاض درجات الحرارة، وعودة المدارس، وتجمع الناس في منازلهم. ولأن «كورونا» لا يزال فيروساً جديداً نسبياً، فإن مناعتنا المعقمة (قدرة الجسم على القضاء على العامل الممرض، قبل أن تتاح له فرصة البدء في التكاثر) أقل بكثير.

ويشعر العلماء أن هذا يتفاقم بسبب انخفاض معدلات التطعيم، ما يجعل مناعة السكان تعتمد على عدد الأشخاص المصابين خلال الموجة الأخيرة. ويشير الحسين شمسة، طبيب الطب الباطني بالمستشفيات الجامعية في ولاية أوهايو، إلى أن متغيرات «FLiRT» الحالية تشترك في طفرات شائعة في التهرب من المناعة، مع متغيرات «كورونا» التي أدت إلى الارتفاع الكبير السابق في العدوى خلال شتاء عام 2023، ما يسمح لها بالاستفادة الكاملة من انخفاض مستويات المناعة.

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، اعتباراً من 7 يوليو، فإن 22.7 في المائة فقط من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً في الولايات المتحدة حصلوا على لقاحات، مقارنة بـ48.2 في المائة للأنفلونزا. ونتيجة لذلك، يقول بول هانتر، مستشار علم الفيروسات وأستاذ بجامعة إيست أنجليا، إن أي شخص لم يصب بـ«كورونا» خلال فصل الشتاء، ستكون لديه مناعة قليلة جداً ضد متغيرات «FLiRT»، ما يؤدي إلى موجة الحالات الحالية.

هل سينتقل فيروس «كورونا» إلى نمط موسمي أكثر مع زيادة تعرض الإنسان للفيروس؟

يشعر البعض أن هذا الاتجاه بدأ في الظهور بالفعل، حيث أشار هانتر إلى أن الارتفاع في حالات الإصابة بالمرض وحالات دخول المستشفيات والوفيات في فصل الصيف كان أقل مما حدث خلال شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني). وفي الولايات المتحدة، توفي 327 شخصاً بسبب «كورونا» خلال أسبوع 15 يونيو، مقارنة بـ2578 خلال أسبوع 13 يناير.

ويقول آندي بيكوش، أستاذ علم الفيروسات: «ربما لن نصل أبداً إلى مستوى مناعة السكان ضد (SARS-CoV-2) الذي يدفع حالات الصيف إلى الصفر، أو قد يستغرق الأمر عاماً أو عامين آخرين حتى نصل إلى هناك». ومع ذلك، يتوقع ناش أن هذه العملية قد تستغرق عقوداً أو أطول من ذلك، لافتاً إلى أن البشر يتعايشون ويتعرضون للأنفلونزا وغيرها من الفيروسات الشائعة منذ مئات السنين.