شح المياه يدفع العراق لتقليص نصف مساحة الزراعة

شح المياه يدفع العراق  لتقليص نصف مساحة الزراعة
TT

شح المياه يدفع العراق لتقليص نصف مساحة الزراعة

شح المياه يدفع العراق  لتقليص نصف مساحة الزراعة

قالت وزارة الزراعة العراقية أمس الخميس إنها ستقلص مساحة زراعة المحاصيل الشتوية بنسبة 55 في المائة في موسم 2018 – 2019، وذلك نظرا لنقص المياه. وقال البيان إن مساحة الأراضي المروية المزروعة بالقمح لن تزيد على نحو 315 ألفا و266 هكتارا.
وكانت «رويترز» قالت في سبتمبر (أيلول) الماضي إن العراق، أحد أكبر مشتري القمح في الشرق الأوسط، سيقلص المساحة المروية المزروعة بالقمح إلى النصف في موسم الزراعة 2018 - 2019.
وقالت الوزارة إن الوضع المائي الحالي يعني أن العراق سيقلص المساحة المروية المزروعة بالمحاصيل الشتوية 55 في المائة بالمقارنة مع العام الماضي. وقالت الوزارة إن وزارتي الزراعة والموارد المائية ستدرسان «إمكانية إضافة مساحات إلى الخطة الزراعية الشتوية في حالة ‬‬توفر إيرادات مائية نتيجة سقوط الأمطار».
كانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) قالت لـ«رويترز» إن خفض المساحات المزروعة قد يؤدي إلى تراجع إنتاج البلاد من القمح نحو 20 في المائة، وهو ما يعني ضمنا ارتفاع الواردات.
ويستورد العراق القمح لإمداد برنامج دعم الغذاء الذي بدأ في 1991 لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة، ويغطي البرنامج الطحين (الدقيق) وزيت الطهي والأرز والسكر وحليب الأطفال. ووزارة التجارة العراقية هي المسؤولة عن شراء السلع الاستراتيجية لهذا البرنامج بما فيها القمح. وكانت وزارة الزراعة العراقية أعلنت أول من أمس عن موافقة مجلس الوزراء على إعفاء «الفلاحين والمزارعين والشركات المتعاقدة وفق القوانين الزراعية من تسديد بدلات الإيجار للأراضي الزراعية لهذا السنة والسنة القادمة، في حالة عدم إعطائهم خطة زراعية كاملة أو غير كاملة لهذا الموسم»... مشيرة في بيان رسمي إلى أن ذلك «يتم وفق تأييد رسمي من مديرية الزراعة في كل محافظة»، وأن «القرار جاء لتخفيف العبء عن المزارعين والفلاحين».
وتابع بيان الوزارة، أنه «نتيجة لحرمان المناطق التي احتلتها العصابات الإرهابية في محافظات كركوك، ونينوى، وصلاح الدين، والأنبار، وديالي، وشمال بابل، وعدم إدراجها ضمن الخطط الزراعية للمواسم السابقة، حصلت الموافقة على قيام وزارة الزراعة بهذا الإعفاء»، معتبرا أن هذه القرارات «مهمة لكونها تساهم في تشجيع المزارعين والفلاحين على تأهيل أراضيهم وزراعتها، وصولا إلى الاكتفاء الذاتي».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.