أعيان صعدة يستنجدون بالشرعية لحمايتهم من الصراع الحوثي ـ الحوثي

مقتل 15 قيادياً من الميليشيات خلال يومين... وتقدم في حرض

TT

أعيان صعدة يستنجدون بالشرعية لحمايتهم من الصراع الحوثي ـ الحوثي

استنجدت قيادات حزبية، ومشايخ وأعيان في مدينة صعدة بالجيش اليمني للتدخل السريع وفرض سيطرته على المدينة، لإنهاء الصراع الدائر بين أتباع عبد الملك الحوثي، وابن عمه الداعية محمد عبد العظيم الحوثي، الذي نتج عنه مقتل العشرات وهدم كثير من منازل المواطنين في المدينة.
وكشف العميد عبده مجلي، المتحدث للجيش اليمني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن الجيش تلقَّى طلبات استغاثة من أبناء صعدة وقيادات حزبية وشيوخ وأعيان يقطنون في المدينة، وهذه الاستغاثة تتمحور في طلب الجيش بسرعة التقدم لتحريرهم من قبضة الميليشيات والصراعات الدائرة الآن في المدينة، التي تسببت في كثير من الأضرار الداخلية جراء استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وعن التواصل مع محمد عبد العظيم الحوثي، قال العميد مجلي، إنه لم يجرِ حتى هذه اللحظة أي اتصال معه، والجيش الوطني يراقب عن كثب ما يحدث في المدينة من اشتباكات متواصلة بين مختلف الفصائل الموالية لعبد الملك الحوثي، التي تتبع محمد عبد العظيم.
وقال المتحدث إن الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، والموالين للداعية الحوثية تفجّرت بينهم الأزمة للتحول من تهديدات وتصريحات إلى استخدام السلاح، وهذا الخلاف كان سببه توزيع المناصب والزعامة خصوصاً في صعدة؛ إذ يعد فكر المتناحرين من جماعة الحوثي واحداً، لافتاً إلى أن هذه الأحداث سبقتها أحداث في صنعاء بين الطرفين للأسباب ذاتها، وهي الآن تنتشر في مواقع سيطرة الداعية عبد العظيم الحوثي.
ولفت إلى أن التقدم الثابت للجيش نحو «صعدة» والصراعات الدائرة بين الانقلابيين سيسهم بشكل كبير في تحرير المدينة، ووقف العمليات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات، لا سيما فيما يتعلق بإيقاف إطلاق الصواريخ الباليستية نحو المدن الآهلة بالسكان، والدول المجاورة لليمن، وهذا التحرك سيكون مبنياً على معطيات الداخل في صعدة، مشدداً على أن الجيش سيقوم بكل ما يمكن لإنقاذ المدنيين من هذا الصراع وفرض سيطرته على المدينة.
وحول ما يجري على الأرض، قال مجلي إن الجيش يحقق كثيراً من الانتصارات في جميع الجبهات ومنها جبهة صعدة، مع تقدمه في مران، وفرض الجيش سيطرته على أراض شاسعة في هذه الجبهة، كما أن هناك تقدماً ملحوظاً خلال اليومين الماضين نحو مديرية «كتاف» ومحور علبه في مديرية باقم الذي يسيطر عليها الجيش بالقوة العسكرية وأصبحت تحت نيران الجيش.
وهناك انتصارات في حرض، كما يقول العميد مجلي، واستطاع الجيش أن يستكمل السيطرة على جبال الشبكة، ووادي حرض، والسيطرة على الخط الدولي الرابط بين حرض، ومدينة الحديدة، أما في الساحل الغربي فيحقق الجيش انتصارات متتالية بعد أن تمكن من تحرير منطقة الكيلو 16، الأمر الذي سيسهم بسرعة تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الميليشيات الانقلابية.
وخلال اليومين الماضين، قُتِل قرابة 15 قيادياً في صفوف الميليشيات بمختلف الجبهات، والحديث لمجلي، الذي أشار إلى أن الميليشيات تعاني من ارتباك في عملية القيادة والسيطرة، مع سقوط قيادتها الميدانيين، وفرار العشرات من عناصرها، وسقوط الأسرى منهم في قبضة الجيش، سواء كانوا مقاتلين أو من قيادات الصف الثاني، لافتاً إلى أنه وفق التقارير الميدانية للجيش، فإن الميليشيات وخلال الفترة الماضية فشلت في تحشيد المواطنين في المدن التي تسيطر عليها وإرسالهم للجبهات، إذ تواجه الميليشيات مقاومة عنيفة من المدنيين الذين أدركوا خطورة المشروع الإيراني لهذه الميليشيات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.