تألق النجمان الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار بشكل لافت في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فأعاد الأول نغمة الانتصارات لفريقه برشلونة الإسباني بثنائية في مرمى مضيفه توتنهام الإنجليزي 4 - 2 والثاني التوازن قاريا لفريقه باريس سان جيرمان الفرنسي بهاتريك في مرمى رد ستار الصربي 6 - 1.
وتابعت فرق إنتر ميلان الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني بدايتها الجيدة في المسابقة وحقق كل منها فوزه الثاني تواليا، فيما أطاح نابولي الإيطالي بليفربول الإنجليزي وصيف بطل النسخة الأخيرة بهدف في الدقيقة الأخيرة. وعلى غرار باريس سان جيرمان، حقق كل من شالكه الألماني وبورتو البرتغالي فوزه الأول في دور المجموعات.
على ملعب ويمبلي في لندن، أعاد ميسي برشلونة إلى سكة الانتصارات التي غابت عنه في المباريات الثلاث الأخيرة محليا وذلك بمساهمته الكبيرة في فوزه على مضيفه توتنهام 4 - 2 في المجموعة الثانية.
وأحرز المهاجم الأرجنتيني المذهل هدفين ليرفع رصيده في دوري الأبطال إلى 105 أهداف وأسهم في الهدفين الآخرين وسدد في إطار المرمى مرتين ليخطف الأنظار ويستحق تحية الجماهير الإنجليزية.
وتلقى ميسي البالغ عمره 31 عاما تحية جماهير الفريقين في نهاية المباراة المرهقة التي شهدت اقتسام برشلونة الصدارة مع إنترناسيونالي الإيطالي الفائز على آيندهوفن الهولندي 3-1.
وهز البرازيلي فيليب كوتيتينو والكرواتي إيفان راكيتيتش شباك توتنهام في الشوط الأول ليتقدم برشلونة 2 - صفر.
لكن الفريق الضيف كان بحاجة لكي يكون ميسي في أفضل حالاته ليحبط انتفاضة توتنهام الذي أحرز هدفين عبر هاري كين وإيريك لاميلا. ولم يشعر مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي براحة إلا عندما اختتم ميسي، الذي أحرز خمسة أهداف في البطولة هذا الموسم بعد ثلاثية ضد آيندهوفن، الأهداف في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وقال فالفيردي الذي تعرض لانتقادات بعد تعادلين وهزيمة في آخر ثلاث مباريات في الدوري: «بعد سلسلة من النتائج السيئة كان من المهم أن نقدم أداء جيدا. ردنا كان رائعا. المباراة كانت عصيبة. واجهنا عدة مشكلات خلال المباراة لكننا نجحنا في حلها».
وعلق جوردي ألبا مدافع برشلونة على أداء ميسي الرائع قائلا: «أثبت مرة أخرى أنه يفوق كل لاعبي العالم الآخرين. ميسي يفعل ما يحلو له وهو يلعب في مستوى مختلف عن الآخرين».
وأضاف: «عندما يركض ليو بالكرة يكتفي الآخرون. إنه الأفضل في العالم ويجعلنا كلنا نظهر بشكل أفضل قليلا».
وغاب ميسي بشكل مفاجئ عن المرشحين لجائزة الاتحاد الدولي (الفيفا) لأفضل لاعب في العالم في لندن الأسبوع الماضي حيث توج لوكا مودريتش لاعب ريال مدريد بالجائزة بعد المنافسة مع كريستيانو رونالدو ومحمد صلاح.
وقال ألبا: «بالنسبة لي (جائزة الفيفا) هي كذبة».
وأكد إيفان راكيتيتش، صاحب الهدف الثاني لبرشلونة، أن ميسي فريد من نوعه، وقال: «مع الاحترام للاعبين الآخرين ميسي استثنائي. في بعض الأحيان يقدم لاعب موسما رائعا مثل مودريتش لكن كلنا نعرف أن ميسي مختلف».
واعتاد برشلونة التألق في ويمبلي حيث أحرز هناك أول كأس أوروبية في 1992 كما فاز 3 - 1 على مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2011.
وقال ألبا: «لو لعبنا كل يوم بهذه الطريقة سنفوز بكل البطولات هذا العام، عندما نفعل الأشياء بشيء صحيح ونعمل كفريق يكون من الصعب الفوز علينا. لو قاتلنا كلنا لنفس الهدف ستأتي النتائج».
في المقابل وصف الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام هوتسبير فريقه المبتلى بالإصابات «بالبطل» وقال: «أشعر بخيبة بسبب النتيجة لكننا قدمنا مجهودا كبيرا».
وأوضح بوكيتينو: «يجب النظر إلى الحقيقة وتأثرنا بالغيابات أمام برشلونة والمنافسة ضده كما فعلنا في الشوط الثاني. أعتقد أن اللاعبين كانوا أبطالا. كانت مباراة صعبة. عندما تهتز شباكك بعد دقيقتين من البداية تتغير خطتك تماما».
وأضاف: «الأمور النفسية تصبح صعبة عندما تلعب ضد برشلونة ولاعبين مثل ميسي ولويس سواريز ولهذا أريد التوجه بالتهنئة لفريقي لأننا حافظنا على فرصنا وكنا نكافح ولم نستسلم. أنا فخور للغاية رغم الشعور بخيبة الأمل من النتيجة».
وحول أداء ميسي الساحر علق بوكيتينو: «ما يفعله ميسي لا يفاجئني. عندما يحصل على الوقت والمساحة فهو ينطلق ويراوغ. يمكنه إنهاء آمالك».
وفي المجموعة ذاتها، واصل إنترناسيونالي الإيطالي تألقه وحول تخلفه بهدف إلى فوز ثان تواليا وبات مرشحا أكثر من أي وقت مضى، مع برشلونة للمنافسة على بطاقتي التأهل. وتقدم آيندهوفن عبر بابلو روساريو في الدقيقة 27 لكن الإنتر أدرك التعادل قبيل نهاية الشوط الأول عبر البلجيكي راديا ناينغولان، قبل أن يسجل له قائده الأرجنتيني ماورو إيكاردي هدف الفوز في الدقيقة 60.
وكان إنتر ميلان قلب تخلفه أيضا أمام ضيفه توتنهام إلى فوز 2 - 1 في الجولة الأولى.
وفي المجموعة الثالثة وعلى ملعب بارك دي برانس، فرض نيمار نفسه نجما في انتصار سان جيرمان على رد ستار بتسجيله هاتريك في الدقائق (20 و22 و81)، وتناوب الأوروغواياني إدينسون كافاني في الدقيقة (37) والأرجنتيني أنخل دي ماريا (41) وكيليان مبابي (70) على تسجيل الأهداف الثلاثة الأخرى، فيما سجل الألماني ماركو مارين الهدف الوحيد للضيوف في الدقيقة 74.
وعوض باريس سان جيرمان الساعي إلى الظفر بلقب المسابقة القارية العريقة للمرة الأولى في تاريخه، خسارته أمام ليفربول 2 - 3 في الجولة الأولى موجها إنذارا شديد اللهجة لنابولي الإيطالي الذي سيلاقيه في الجولتين الثالثة والرابعة في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في باريس، و6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في نابولي.
ورغم الفوارق الكبيرة بين الفريقين امتدح الألماني توماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان فريقه لمحافظته على إيقاعه السريع الذي حرم المنافس من الخروج من نصف ملعبه وخص بالذكر نيمار.
وقال توخيل: «يتحسن الأداء من مباراة إلى أخرى وهو ما شاهدتموه، نيمار واحد من أفضل اللاعبين في أوروبا. نملك مجموعة من أفضل اللاعبين في الفريق ولا يقتصر الأمر على نيمار. فزنا بالكثير من المباريات لأننا نملك أفضل اللاعبين وأيضا لأننا نلعب بروح الفريق وهو الأمر الأكثر أهمية».
وبات نيمار أول لاعب يسجل هدفين من ركلتين حرتين في مسابقة دوري أبطال أوروبا منذ أن نجح في ذلك البرتغالي كريستيانو رونالدو مع فريقه السابق ريال مدريد الإسباني في مرمى زيوريخ السويسري عام 2009.
وفي المجموعة ذاتها، حقق نابولي فوزا قاتلا على ليفربول بهدف وحيد سجله لورنتسو إينسينيي في الدقيقة 90. وكان نابولي الطرف الأفضل، وصنع لاعبوه فرصا عدة للتسجيل، تألق الحارس الدولي البرازيلي أليسون بيكر في إنقاذ أغلبها قبل أن يستسلم في الدقيقة الأخيرة أمام تمريرة عرضية للإسباني خوسيه كايخون أمام المرمى تابعها إينسينيي بارتماءة داخل المرمى الخالي.
وقال مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب: «كانت بدايتنا جيدة لكننا لم ندافع جيدا بعد ذلك، وتركنا المساحات لمهاجمي نابولي».
وتعهد كلوب بأن يظهر فريقه بشكل مغاير تماما في مواجهة القمة التي تجمعه بمانشستر سيتي يوم الأحد في المرحلة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وقال: «لدينا ثلاثة أيام للتعافي ثم نلاقي مانشستر سيتي».
وأضاف: «هذه المباراة كانت ستصبح صعبة في أي وقت من الموسم، مواجهة سيتي دائما صعبة، يوم الأحد سنجد جماهيرنا في انتظارنا».
وتابع: «لقد شاهد الجميع مدى استفادة نابولي من جماهيره ولم نتمكن من تحويل الأمور لصالحنا عبر الأداء الذي ظهرنا به، يوم الأحد ستكون المهمة مختلفة بنسبة مائة في المائة».
وانتزع نابولي صدارة المجموعة الثالثة من ليفربول بعدما رفع رصيده إلى 4 نقاط عقب تعادله مع رد ستار سلبا في الجولة الأولى، فيما تراجع ليفربول إلى المركز الثاني بفارق المواجهات المباشرة أمام باريس سان جيرمان.
وفي المجموعة الأولى حقق كل من أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند فوزه الثاني على التوالي، الأول على ضيفه كلوب بروج البلجيكي 3 - 1. والثاني على ضيفه موناكو الفرنسي 3 - صفر في المجموعة الأولى.
في المباراة الأولى، سجل الفرنسي أنطوان غريزمان في الدقيقتين (28 و67) وكوكي (90) أهداف أتلتيكو مدريد، والهولندي من أصل نيجيري أرنو دانجوما في الدقيقة 39 هدف كلوب بروج.
وعقب اللقاء أسهب المدير الفني لأتلتيكو، الأرجنتيني دييغو سيميوني، في الإشادة بغريزمان واصفا إياه باللاعب الأفضل في العالم في الموسم الماضي بدلا من الكرواتي لوكا مودريتش.
وقال سيميوني: «كما قلت سابقا، بالنسبة لي غريزمان هو اللاعب الأفضل في العالم الموسم الماضي، لقد فاز بكأس العالم والدوري الأوروبي وكأس السوبر وحل فريقه في المركز الثاني في الدوري الإسباني الذي يلعب به ريال مدريد وبرشلونة».
وفي ألمانيا، انتظر دورتموند الشوط الثاني لدك شباك موناكو بثلاثية تناوب عليها الدنماركي ياكوب بروم لارسن في الدقيقة51، والإسباني باكو ألكاسر (72) وماركو رويس (90).
وفي المجموعة الرابعة، خطف شالكه فوزا غاليا على مضيفه لوكوموتيف موسكو الروسي 1 - صفر سجله لاعب وسطه الأميركي ويستون ماكيني في الدقيقة (88) فعوض سقوطه في فخ التعادل على أرضه أمام بورتو البرتغالي 1 - 1 في الجولة الأولى وكسب 3 نقاط ثمينة رفع بها رصيده إلى 4 نقاط، وبات يتقاسم الصدارة مع الأخير الذي تغلب على ضيفه غلاطة سراي التركي بهدف وحيد سجله المالي موسى ماريغا.
سحر ميسي يجهض انتفاضة توتنهام... وتألق نيمار يعيد البريق لسان جيرمان
نابولي يسقط ليفربول بالقاضية وانتصارات مهمة لأتلتيكو وإنتر ميلان ودورتموند في الجولة الثانية لدوري الأبطال
سحر ميسي يجهض انتفاضة توتنهام... وتألق نيمار يعيد البريق لسان جيرمان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة