على مدار عقد كامل، استقبل دومينيكو لوكانو، عمدة بلدة رياتشي الإيطالية، المهاجرين وطالبي اللجوء للانتقال والعيش في بلدته الفقيرة والمهجورة.
وسارت الأمور على ما يرام مع لوكانو، حيث استطاع إعادة الحياة إلى البلدة الواقعة في إقليم كالابريا جنوب إيطاليا، التي يعيش فيها حالياً مائة مهاجر يشكلون ربع إجمالي سكان القرية.
لكن أمس (الثلاثاء) تم إلقاء القبض على عمدة رياتشي بتهمة دعم الهجرة غير الشرعية والتحريض عليها، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
ويخشى أنصار لوكانو وفق الصحيفة من أن تكون الدوافع وراء الاحتجاز سياسية، بعدما دعت الحكومة اليمينية في إيطاليا إلى ملاحقة المهاجرين ومن يساعدونهم، ووصفتهم بالمجرمين.
ومطلع هذا العام، اعتقلت السلطات الإيطالية أفراداً من جماعات لإغاثة المهاجرين بتهمة دعم الهجرة غير الشرعية، ومع ذلك تمت تبرئة عمال الإغاثة، وفق الصحيفة.
وبينما أصبح لوكانو هدفاً لمناهضي الهجرة في بلاده، أشادت وسائل إعلام أجنبية بتجربته، بل إنه تم عمل فيلم مستوحى من قصته. وصنفته مجلة «فوربس» الأميركية ضمن أعظم 50 زعيماً حول العالم لعام 2016.
وشنّ وزير الداخلية الإيطالي والمناهض بقوة للهجرة، ماتيو سالفيني، في الشهور الماضية، هجوماً على لوكانو باعتباره رمزاً للسياسات المؤيدة للهجرة، وسارع بالإشادة على «تويتر» بالقبض عليه قائلاً «أتساءل فيما يفكر فاعلو الخير الذين يرغبون في ملء إيطاليا بالمهاجرين الآن».
ووجه الادعاء للوكانو تهمة دعم الهجرة غير الشرعية عبر «ترتيب زيجات تعايش بين رجال محليين ونساء أجنبيات»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية.
ويخضع لوكانو حالياً للإقامة الجبرية.
وانتقد سياسيون وكتاب إيطاليون اعتقال لوكانو، وغرد الكاتب اليساري روبرتو سافيانو «بدأت الحكومة تحوّل إيطاليا من الديمقراطية إلى دولة مستبدة».
وتولى لوكانو منصب عمدة رياتشي في 2004، وخطرت بباله فكرة استقبال المهاجرين بالتحديد عام 1998، حينما سمع خبر وصول مركب تقل لاجئين أكراد إلى سواحل كالابريا.
وتعج رياتشي بالمنازل الخاوية، هجرها السكان المحليون، في حين تحصل الحكومة المحلية على 35 يورو يومياً على كل طالب لجوء من الحكومة الإيطالية، وبمجرد انتخابه عمدة للبلدة بدأ لوكانو في تنفيذ الفكرة.
اعتقال عمدة بلدة إيطاليا بسبب استقباله المهاجرين
اعتقال عمدة بلدة إيطاليا بسبب استقباله المهاجرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة