«الديمقراطي» يهيمن على البرلمان المقبل لإقليم كردستان

النتائج الرسمية تُعلن اليوم... وشكاوى من «تزوير»

مسؤولون في «حركة التغيير» الكردية خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس وحسب نتائج غير نهائية حلّت الحركة في المرتبة الثالثة في انتخابات برلمان إقليم كردستان (إ.ب.أ)
مسؤولون في «حركة التغيير» الكردية خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس وحسب نتائج غير نهائية حلّت الحركة في المرتبة الثالثة في انتخابات برلمان إقليم كردستان (إ.ب.أ)
TT

«الديمقراطي» يهيمن على البرلمان المقبل لإقليم كردستان

مسؤولون في «حركة التغيير» الكردية خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس وحسب نتائج غير نهائية حلّت الحركة في المرتبة الثالثة في انتخابات برلمان إقليم كردستان (إ.ب.أ)
مسؤولون في «حركة التغيير» الكردية خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس وحسب نتائج غير نهائية حلّت الحركة في المرتبة الثالثة في انتخابات برلمان إقليم كردستان (إ.ب.أ)

تعلن مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق، غداً (الأربعاء)، النتائج الأولية الرسمية للانتخابات النيابية التي جرت في الإقليم يوم الأحد الماضي، وسط معلومات عن هيمنة واضحة لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني على البرلمان المقبل بعد فوز مرشحيه بما يصل إلى 45 مقعداً من أصل 100 تم التنافس عليها (يتألف برلمان الإقليم من 111 مقعداً).
وقال هندرين محمد، رئيس مفوضية الانتخابات، في بلاغ صحافي، إن نتائج الاقتراع ستُعلن صباح اليوم (الأربعاء)، «وفقاً لما هو منصوص عليه في قانون الانتخابات الذي يُلزم المفوضية بإعلان النتائج في غضون 72 ساعة من انتهاء عملية الاقتراع». وأضاف أن المفوضية ستنظر من خلال لجانها القانونية المختصة في كل الشكاوى والطعون المقدمة من قبل الكيانات السياسية ووكلائها في مراكز الاقتراع، وستحقق مع المعنيين في المراكز المشمولة بالشكاوى والطعون للتأكد من صحتها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».
وأشارت المفوضية إلى أن 96% من أصوات المقترعين البالغة نحو 3 ملايين ناخب، تم فرزها حتى مساء أمس (الثلاثاء)، موضحة أن العد والفرز اليدويين سيستمران حتى ساعة متقدمة ليلاً، بغية الانتهاء بحلول موعد إعلان النتائج، اليوم. وأكدت المفوضية أن نتائج الأصوات التي تم فرزها أظهرت فوز «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بـ45.09% من الأصوات وحصوله على 45 مقعداً من أصل 100 هي مجموع مقاعد برلمان الإقليم ما عدا المقاعد الـ11 المخصصة لـ«كوتا» الأقليات. وأشارت إلى أن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» جاء في المرتبة الثانية بحصوله على 19.04% وحصد 19 مقعداً، ثم «حركة التغيير» المعارضة التي حصلت على 11.8% بواقع 13 مقعداً، و«حراك الجيل الجديد» الذي حلّ رابعاً بحصوله على 8.38% من الأصوات وحصد 9 مقاعد، فيما حلّت «الجماعة الإسلامية» في المرتبة الخامسة بحصولها على 6.99% وحصدت 7 مقاعد، وائتلاف «نحو الإصلاح» (الذي يضم «الاتحاد الإسلامي» و«الحركة الإسلامية») على 5.39 وحصد 6 مقاعد.
وتقول المفوضية إنها تلقت عدداً كبيراً من الشكاوى والطعون التي من شأنها، في حال ثبوت صحتها، أن تغيّر إلى حدٍّ ما من النتائج الحالية.
في المقابل، أكد مسؤول رفيع المستوى في «حركة التغيير» التي تتخذ من محافظة السليمانية معقلاً لها، أن الحركة تقدمت إلى مفوضية الانتخابات بنحو 200 شكوى تتحدث عن حصول تزوير على نطاق واسع في العديد من مراكز الاقتراع في محافظة السليمانية لصالح «جهة سياسية معينة»، مضيفاً أن هذا التزوير المزعوم غيّر تماماً من نتائج الاقتراع. وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «ينبغي للمفوضية أن تنظر في الشكوى من قِبلنا وتلغي الأصوات الزائفة التي تم حشوها في صناديق الاقتراع بطريقة مفضوحة. وننتظر إعلان المفوضية للنتائج النهائية غداً (اليوم) لنقول كلمتنا الأخيرة في شأنها». وأوضح أن أمام «حركة التغيير» خيارات عدة من بينها عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات في حال بقائها بشكلها الحالي.
كذلك أعلن زعيم «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد، أن حزبه يرفض نتائج الانتخابات بشكلها الحالي ووصفها بأنها «مخيّبة للآمال»، مضيفاً أن الحزب لن يشارك في البرلمان الجديد رغم حصوله على 9 مقاعد. وقال عبد الواحد في مؤتمر صحافي: «إن تزويراً على نطاق واسع مورس خلال عملية الاقتراع، وينبغي على المفوضية البت فيها (مزاعم التزوير) بجدية إحقاقاً للحق، وإلا فإننا لن نشارك في البرلمان القادم».
وتقول مفوضية الانتخابات إن مقاعد وأصوات ناخبي أي جهة سياسية فائزة تأبى المشاركة في البرلمان المنتخب، ستوزع حسب القانون على الجهات الفائزة الأخرى.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.