مقتل 26 فلسطينياً وإصابة 2300 وهدم 34 بيتاً ومنشأة في سبتمبر

تصعيد جديد في توسيع الاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي

تشييع جثمان محمد ريماوي الذي قتل نتيجة الضرب بعد اعتقاله في قرية بيت ريما بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
تشييع جثمان محمد ريماوي الذي قتل نتيجة الضرب بعد اعتقاله في قرية بيت ريما بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

مقتل 26 فلسطينياً وإصابة 2300 وهدم 34 بيتاً ومنشأة في سبتمبر

تشييع جثمان محمد ريماوي الذي قتل نتيجة الضرب بعد اعتقاله في قرية بيت ريما بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
تشييع جثمان محمد ريماوي الذي قتل نتيجة الضرب بعد اعتقاله في قرية بيت ريما بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

في تلخيص لأوضاع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، يتضح أن شهر سبتمبر (أيلول) الفائت، كان داميا بشكل خاص، إذ بلغ عدد القتلى 26 مواطنا بينهم 7 أطفال، والمصابين 2300. وتم هدم 34 منشأة، بينها 16 بيتا سكنيا، واعتقال 450 شخصا.
وحسب التقرير الشهري لمركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن غالبية القتلى سقطوا برصاص الاحتلال في الحدود مع قطاع غزة، وتوفي أحدهم، وهو محمد الريماوي داخل سجون الاحتلال، نتيجة الاعتداء عليه بالضرب المبرح، بعد اعتقاله من بيت ريما شمال غربي رام الله. كما أصيب أكبر عدد من الجرحى على حدود غزة (2014 شخصا)، فيما أصيب الباقون في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية. وهدمت سلطات الاحتلال خلال الفترة ذاتها، (34) بيتاً ومنشأة، شملت (16) بيتا، و(18) منشأة، من بينها ثلاثة بيوت في قرية الولجة شمال غربي بيت لحم، وبلدة بيت حنينا في مدينة القدس المحتلة، تم إجبار أصحابها على هدمها ذاتياً، تجنباً لدفع غرامات مالية باهظة. وتركزت عمليات الهدم في بلدات عناتا وسلوان وقرية الخان الأحمر في القدس، ويطا في الخليل، ودير القلط في اريحا، وحمصه الفوقا وبردلة في الأغوار الشمالية في طوباس، وقرية قصرة في نابلس، وقرية رنتيس غربي رام الله. كما أخطرت سلطات الاحتلال بهدم ووقف البناء في (27) بيتاً ومنشأة، وشملت الإخطارات قرية المغير في رام الله، واللبن الشرقية في نابلس، وقرية كردلة في طوباس، وقرية الولجة وحرملة في بيت لحم، ومخيم عقبة جبر في أريحا، ومدينة الخليل، فيما انتهت اليوم الاثنين، المهلة التي أعطتها سلطات الاحتلال، لأهالي قرية الخان الأحمر لإخلاء وهدم بيوتهم ذاتيا.
وشهدت المناطق الفلسطينية المحتلة تصعيدا آخر في الاستيطان، إذ أصدرت «اللجنة القطرية الإسرائيلية للتخطيط والبناء»، قرارا يتضمن مخططا لإقامة (4700) وحدة استيطانية على أراضي قرية الولجة شمال غربي بيت لحم، على مساحة تبلغ (841) دونماً من أراضي المواطنين. كما وافقت «لجنة التخطيط والبناء في القدس» على خطة لبناء (75) وحدة استيطانية لليهود في بيت حنينا، وأعلن مؤخراً أن رجال أعمال إسرائيليين يخططون لإقامة (220) وحدة سكنية جديدة للمستوطنين في مستوطنة «نوف تسيون» المقامة على أراضي جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة، فيما ستناقش «لجنة التخطيط والبناء» مخططا استيطانيا يستهدف حي الشيخ جراح.
وشرعت مجموعة من المستوطنين، بتشجيع من وزير الزراعة المتطرف أوري آرئيل، بإقامة بؤرة استيطانية على منطقة خلة النحلة التابعة لبلدة أرطاس جنوبي بيت لحم، التي تبلغ مساحتها (400) دونم، ونصبوا خياماً وبيوتا متنقلة ومددوا شبكة كهرباء، وذلك بهدف توسيع مستوطنة «أفرات».
وصادقت سلطات الاحتلال على بناء (108) وحدات استيطانية في وقت سابق، في منطقة وادي قانا، وتم إيداع خارطة هيكلية أخرى لتحويل أراضٍ تابعه لبلدة دير دبوان شرقي رام الله إلى مناطق تطوير لبناء مؤسسات عامة لمستوطنة «معاليه مخماس»، وإيداع خارطة هيكلية لتحويل أراضٍ تابعه لخربة زنوتا جنوبي الظاهرية من مناطق مفتوحة إلى مناطق سكنية وطرق، لصالح مستوطنة «تينه» جنوبي جبل الخليل، وتهدف إلى بناء (135) وحدة سكنية على مساحة إجمالية تصل إلى (260) دونماً، وإيداع خارطة هيكيلية لتحويل أراضٍ تابعة لبلدة قراوة بني حسان من أراضٍ زراعية إلى مناطق بناء لصالح توسيع مستوطنة «بركان» شمال غربي سلفيت، التي أقر مؤخراً بناء (56) وحدة استيطانية بها.
وأصدرت سلطات الاحتلال أمراً عسكرياً بالاستيلاء على (1079) دونماً من أراضي خربة الراس الأحمر في الأغوار الشمالية في طوباس لأغراض «أمنية».
وعلى صعيد تهويد القدس، أعلنت بلدية الاحتلال البدء بالإجراءات العملية لإقامة «تلفريك» هوائي في منطقة حائط البراق، والذي سينطلق من الحي الألماني ويمر عبر حي الطور وصولاً إلى ساحة البراق غرب المسجد الأقصى. وتصاعدت وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل غير مسبوق في ظل احتفالاتهم بـ«رأس السنة العبرية» و«عيد الغفران»، وقد بلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال الشهر الماضي نحو 5200 مستوطن، بينهم وزير الزراعة، أوري أرئيل، وعضو الكنيست المتطرفة شولي معلم. وواصل المستوطنون اعتداءاتهم خلال الشهر المنصرم، ما أسفر عن إصابة (13) مواطناً بجروح مختلفة، بعد رشقهم بالحجارة من قبل عصابات الطريق الواصل بين محافظتي نابلس وطولكرم، فيما أصيب مواطنان آخران بعد الاعتداء عليهما بالضرب في البلدة القديمة بمدينة الخليل، من بينهم مؤذن المسجد الإبراهيمي، وأصيب فتى بجروح خطيرة بعد أطلاق مستوطن النار عليه قرب مجمع مستوطنات «غوش عتصيون» بحجة تنفيذه عملية طعن، وأصيب طفل جراء دهسه من قبل مستوطن في حي تل ارميدة بمدينة الخليل، وأصيب خمسة مواطنين نتيجة الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين بمدينة القدس من بينهم سائق حافلة.
وشملت اعتداءات المستوطنين اقتلاع وحرق نحو (316) شجرة زيتون في محافظتي الخليل ونابلس، وإعطاب إطارات (5) مركبات في بلدتي جالود وبيتا جنوبي نابلس.
وعلى صعيد الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، ومع دخول مسيرات العودة شهرها السابع، ارتفع عدد القتلى إلى (207)، بينهم (10) شهداء محتجزين لدى الاحتلال، و(35) طفلاً وسيدة واحدة، وإصابة نحو (21155) مواطناً. وشملت الاعتداءات خلال الشهر المنصرم (243) عملية إطلاق نار بري شرق القطاع، وشن (25) غارة جوية، و(31) عملية قصف مدفعي، و(14) عملية توغل بري، و(28) عملية إطلاق نار تجاه مراكب الصيادين، أسفرت عن إصابة صياد واحد، والاستيلاء على مركبين، واعتقال (9) صيادين كانوا على متنها، فيما اعتقلت قوات الاحتلال (24) مواطناً على الحدود الشرقية لقطاع غزة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.