«النواب» المصري يبدأ دور انعقاده الرابع اليوم

مناوشات حزبية ـ ائتلافية تستبق انتخابات اللجان

TT

«النواب» المصري يبدأ دور انعقاده الرابع اليوم

فيما ينطلق دور الانعقاد الرابع لمجلس النواب المصري (البرلمان)، اليوم، لاحت في أفقه الهيئات الحزبية والائتلافية مناوشات سياسية على خلفية الاستعداد لانتخابات اللجان الفرعية المختلفة بالمجلس.
وبموجب دعوة ينظمها الدستور، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعود البرلمان لاستئناف عمله بعد 3 أشهر من توقف الجلسات العامة بانتهاء دور الانعقاد الثالث، بينما لا يزال متبقياً في عمر المجلس نحو عامين، إذ تجري الانتخابات التشريعية في نهاية عام 2020.
ويواجه البرلمان فضلاً عن الأجندة التشريعية المتخمة بالقوانين المُحالة من الحكومة أو المقترحة من الأعضاء، صراعاً على رئاسة اللجان (25 لجنة مختلفة) والتي تستعد الهيئات البرلمانية للأحزاب الممثلة في المجلس، والائتلافات البرلمانية الدخول في منافسة على عدد منها.
وقبيل انطلاق أعمال انتخابات اللجان التي تجري غداً (الأربعاء)، دخل حزب الوفد الذي كان يمثله 36 نائباً في البرلمان، في خلاف مع ائتلاف «دعم مصر» صاحب الأغلبية النيابية، على خلفية اختيار النائب المستقيل من عضوية الوفد أحمد السجيني، أميناً عاماً للائتلاف، فيما قال الحزب الذي فقد عضوية 2 من نوابه بالفصل والاستقالة، إن السجيني لا يزال يمثله ولم يبت في أمر استقالته، وذلك رغم إعلانه قراره في بيان رسمي منتصف الشهر الماضي، فيما أعلن رئيس الحزب بهاء أبو شقة، فصل النائب محمد فؤاد من الوفد.
صراع برلماني آخر على رئاسة اللجان وعضويته، يُنتظر أن يخوضه حزبا «المصريين الأحرار»، و«مستقبل وطن»، إذ نجح الثاني في اجتذاب عدد من نواب الأول في المجلس، قبل نحو 5 أشهر، الأمر الذي سحب من «المصريين الأحرار» ميزة الأكثرية الحزبية التي طالما سيطر عليها طوال ثلاثة أدوار انعقاد.
ومن بين أبرز النواب الذي تقدموا باستقالتهم من «المصريين الأحرار»، الرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان، علاء عابد، والذي أعلن انضمامه لحزب «مستقبل وطن»، وذلك رغم الحظر الذي تفرضه المادة السادسة من قانون مجلس النواب على «تغيير الصفة التي يُنتخب عضو البرلمان على أساسها»، ونصها على «إسقاط عضوية» المخالفين بـ«قرار من المجلس بأغلبية ثلثي الأعضاء».
وتعهد حزب «المصريين الأحرار» بمخاطبة رئيس البرلمان علي عبد العال، لتنفيذ القانون ومعاقبة النواب المستقيلين من عضويته.
ويضم البرلمان المصري أكثر من 590 نائباً، وتقترب نسبة المستقلين بينهم من 60 في المائة، والبقية للحزبيين.
واستبقت الحكومة، انعقاد جلسات البرلمان، بتكثيف اللقاءات مع ممثلي الهيئات البرلمانية، وتعهد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، قبل أيام، بأن «تعمل الحكومة على تنفيذ برنامجها خاصة فيما يتعلق بالتعليم والصحة اللذين تم وضعهما على أجندة الأولويات وتم تحقيق طفرة كبيرة فيما يخص القضاء على قوائم الانتظار، وكذا علاج فيروس سي».
واعترف مدبولي، في لقائه مع رؤساء الهيئات البرلمانية بمجلس النواب، بوجود «تحديات وأخطاء فردية نعترف بها، ولكن لن يتم التغاضي عن أي خطأ، وسنتعامل مع أي شيء، وأي خطأ سنكتشفه، وسيأخذ المخطئ عقابه، وستتم مواجهة أي تقصير بحسم».
ودعا مدبولي «الوزراء والمحافظين للتواصل مع نواب البرلمان وتخصيص مواعيد محددة للقائهم وذلك بصورة دورية؛ لتكون هناك فرصة للاستماع إلى تعليقاتهم على أداء الحكومة، بهدف تحسين الأداء، لتحقيق طموحات وآمال المواطن المصري للمستقبل»، ومشيرا إلى أن الحكومة «تولي اهتماماً كبيراً بتحقيق النمو الاقتصادي في مختلف القطاعات، كما تبذل جهوداً كبيرة لضبط الأسعار، من خلال التوسع في إقامة المراكز اللوجيستية والسلاسل التجارية بمختلف المحافظات، حيث يعد ذلك إحدى آليات ضبط الأسواق في العالم كله، وكذا زيادة منافذ بيع السلع المختلفة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.