محمد بن سلمان يدفع بالعلاقات السعودية ـ الكويتية لمرحلة التكامل

الشيخ صباح استقبله في قصر {بيان} وبحثا ملفات المنطقة

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مستقبلاً الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في قصر «بيان» بالكويت أمس (كونا)
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مستقبلاً الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في قصر «بيان» بالكويت أمس (كونا)
TT

محمد بن سلمان يدفع بالعلاقات السعودية ـ الكويتية لمرحلة التكامل

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مستقبلاً الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في قصر «بيان» بالكويت أمس (كونا)
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مستقبلاً الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في قصر «بيان» بالكويت أمس (كونا)

أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي أمس، محادثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، في الكويت، التي وصل إليها بعد ظهر أمس.
كما التقى ولي العهد كبار المسؤولين في الكويت، حيث شملت المباحثات الملفات الإقليمية والتطورات الدولية، والعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والسعي لتطويرها لمزيد من التماسك.
واستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بقصر بيان مساء أمس، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. وقالت وكالة الأنباء الكويتية إنه «تم خلال اللقاء تبادل الأحاديث الأخوية التي عكست عمق العلاقات التاريخية الطيبة والراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة والسعي نحو تضافر الجهود لدعم العمل الخليجي المشترك في إطار ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي من علاقات وطيدة، كما تم التطرق إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».
وكان ولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في مقدمة مستقبلي الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مطار الكويت مساء أمس، كما شارك في الاستقبال رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وكبار المسؤولين بالدولة.
وكان الديوان الملكي السعودي قال في بيان، إنه «بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وانطلاقاً من حرص مقامه الكريم على التواصل وتعزيز روابط الأخوة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، واستجابة لدعوة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس (الأحد) إلى دولة الكويت الشقيقة في زيارة رسمية».
وأضاف أن ولي العهد السعودي يلتقي خلال الزيارة أمير الكويت وعدداً من المسؤولين «لبحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وتعد الكويت أول دولة خليجية يزورها الأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، مما يؤكد المكانة المتنامية التي تحملها المملكة للكويت أسرة حاكمة وحكومة وشعباً، والتقدير الكبير من قبل ولي العهد لأمير الكويت.
وبعد مغادرته الأراضي الكويتية، أرسل الأمير محمد بن سلمان برقية للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جاء فيها: {لقد أتاحت لي هذه الزيارة فرصة اللقاء بسموكم، وسمو ولي العهد، ومسؤولي دولة الكويت الشقيقة، وبحث ما من شأنه تعزيز روابط الأخوة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يحقق مصالحهما في المجالات كافة، كما أكدت عمق العلاقات التاريخية التي ربطت وتربط بين البلدين الشقيقين في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسموكم الكريم}.
من جهته ، قال الأمير سلطان بن سعد السفير السعودي لدى الكويت، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد «تأتي في مرحلة دقيقة وحرجة تمر بها المنطقة وما تواجهه من أطماع وتدخلات وتهديدات خارجية».
وفِي تصريح له قال السفير الكويتي في الرياض الشيخ ثامر الصباح، إن زيارة ولي العهد السعودي للكويت «ستؤسس لمرحلة جديدة واعدة في مسار العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين»، مجدداً ترحيب الكويت أميراً وحكومة وشعباً بالزيارة الكريمة.
وقال ‏نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمير محمد بن سلمان «سيبحث مختلف ملفات المنطقة مع القيادة الكويتية». وأضاف الجار الله أن الأمير محمد بن سلمان، «سيحل في قلوب الكويتيين لنضع معاً وفق رؤانا المشتركة أسس العمل على كل ما من شأنه تحقيق مصالح وطموحات شعبينا الشقيقين، وبما يمكننا من مواجهة التحديات المتصاعدة في المنطقة وصيانة الأمن والاستقرار الذي ننشده في إطار الجهود المشتركة وفق منظومة العمل الخليجي لنحقق لهذه المنظومة المنعة والتماسك والحفاظ على مكاسبها».
وأضاف أن «زيارة ولي العهد السعودي ستصب في مصلحة العلاقات الأخوية بين دولة الكويت والسعودية الشقيقة، وتعد فرصة تاريخية للبلدين لبحث أوجه العلاقات الثنائية المتميزة والسعي لتطويرها في كل المجالات».
وأعرب عن فخر بلاده بما حققته السعودية من إنجازات على جميع المستويات، «فهي تحقق خطوات ثابتة وراسخة على طريق الوصول بالمملكة إلى مستوى متقدم من الازدهار والرخاء والأمن بما يجسد رؤيتها (2030) الشاملة على كل المستويات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي مجال الطاقة».
ووصف الجار الله العلاقات الثنائية بين بلاده والسعودية بـ«المتميزة» و«المتنامية»، مستذكراً في إطار تلك العلاقات الموقف التاريخي والمشرف للمملكة في نصرة الحق الكويتي إبان الغزو العراقي.
وأضاف الجار الله: «إننا ندرك جميعاً المكانة المتميزة والمتقدمة التي تحتلها المملكة على خريطة العالم من خلال دورها في كثير من المحافل الدولية، ولعل أبرزها عضويتها في مجموعة العشرين الاقتصادية التي تتحكم بمستقبل العالم الاقتصادي قاطبة».
وعن أهم الملفات التي ستطرح خلال الزيارة، أشار الجار الله إلى أنها ستتمحور حول القضايا الثنائية وملفات المنطقة ذات الاهتمام المشترك.
وقال الجار الله ‏إن «العلاقات الكويتية - السعودية كبيرة وتشهد تطوراً ملحوظاً، وستحظى هذه العلاقات بنصيب وافر من المباحثات من أجل العمل على تعزيزها».
وكان البلدان وقعا في 18 يوليو (تموز) الماضي، محضر إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين الخليجيين، يعزز علاقاتهما، ويرفع درجة التنسيق بينهما، والمجلس يعد «إطاراً عاماً يندرج تحت مظلته جميع مجالات التعاون والعمل المشترك» بين البلدين.
والسعودية والكويت عضوان في منظمتي الدول المنتجة والمصدرة للبترول (أوبك) والدول العربية المنتجة والمصدرة للبترول (أوابك)، ومن شأن هذه الزيارة تعزيز التنسيق والتشاور بينهما. وتدفع هذه الزيارة بتوافق سياسة البلدين النفطية، الأمر الذي يؤدي إلى نوع من الاستقرار في الأسواق النفطية.
وتعزز الزيارة التنسيق المشترك بين البلدين الخليجيين، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية، والتشاور المستمر حول مختلف القضايا والموضوعات وسبل تدعيم التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وكان الديوان الملكي، أعلن أمس، مغادرة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، متوجهاً للكويت في زيارة رسمية، قال إنها تأتي «بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وانطلاقاً من حرصه على التواصل وتعزيز روابط الأخوة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، واستجابة لدعوة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت».
ويلتقي خلال الزيارة أمير دولة الكويت وعدداً من المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وغادر الأمير محمد بن سلمان، خميس مشيط في وقت سابق من أمس، متوجهاً إلى دولة الكويت، وكان في وداعه بمطار قاعدة الملك خالد الجوية، الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، والأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز نائب أمير منطقة عسير، والأمير تركي بن فيصل بن عبد المجيد، والفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، والأمير الفريق ركن فهد بن تركي بن عبد العزيز قائد القوات المشتركة، واللواء ركن عبد الله القفاري قائد المنطقة الجنوبية، وعدد من كبار المسؤولين.
وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله إلى مطار الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الحرس الوطني، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالنيابة وزير الخارجية، والشيخ علي جراح الصباح وزير شؤون الديوان الأميري، والشيخ خالد جراح الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس خالد الصالح، والشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح نائب وزير شؤون الديوان الأميري «رئيس بعثة الشرف»، ووكيل الديوان الأميري مدير مكتب أمير البلاد أحمد فهد الفهيد، والشيخ خالد العبد الله الصباح الناصر الصباح رئيس المراسم والتشريفات الأميرية، والشيخ مبارك فيصل السعود الصباح رئيس ديوان ولي العهد، والشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح سفير دولة الكويت لدى المملكة، والأمير سلطان بن سعد بن خالد سفير السعودية لدى الكويت، وأعضاء السفارة وعدد من كبار المسؤولين في دولة الكويت.
ويضم الوفد المرافق لولي العهد السعودي كلاً من الأمير سلطان بن سعد سفير السعودية لدى الكويت، والأمير تركي بن محمد بن فهد المستشار بالديوان الملكي، والأمير بدر بن سلطان أمير منطقة الجوف، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير بدر بن عبد الله الفرحان وزير الثقافة، والأمير عبد الله بن خالد بن سلطان المستشار بالديوان الملكي، والأمير تركي بن هذلول نائب أمير منطقة نجران، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وعادل الجبير وزير الخارجية، والمهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والدكتور عواد العواد وزير الإعلام، وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة، وفهد العيسى المشرف العام على مكتب وزير الدفاع، وثامر نصيف رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، وبندر الرشيد المستشار في الديوان الملكي سكرتير ولي العهد، وراكان الطبيشي نائب رئيس المراسم الملكية.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)