في عام 1910، ضرب حارس المرمى الويلزي السابق لي روس مثالا يحتذي به كل من يريد أن يُضمر الضغائن والأحقاد في عالم كرة القدم. ربما لم يصل أي لاعب آخر إلى الدرجة التي وصل إليها روز في هذا الشأن، لكن اللاعب الإيفوراري يايا توريه يذكرنا الآن باللاعبين الذين لا يتسامحون مع ما يرون أنه إساءة من قبل أنديتهم السابقة!
في البداية، دعونا نهنئ وكيل أعمال توريه، ديمتري سيلوك، على تجاوز لاعبه البالغ من العمر 35 عاما للكشف الطبي في لندن قبل التوقيع لناد جديد. وعندما سمعنا ذلك، اعتقدنا للوهلة الأولى أن اللاعب الإيفواري قد يلتحق بتشيلسي أو توتنهام هوتسبير أو آرسنال لتحقيق حلمه بقيادة ناديه الجديد إلى الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز على حساب ناديه السابق مانشستر سيتي، ليثبت أن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا كان مخطئا حين قرر التخلي عن خدماته بعدما رأى أنه لم يعد لديه ما يقدمه.
وبدلاً من ذلك، أعلن توريه انتقاله إلى نادي أوليمبياكوس اليوناني، الذي يبدو أنه لن يكون قادرا على مواجهة مانشستر سيتي لكي يثبت لغوارديولا أنه كان مخطئا عندما تخلى عن خدمات توريه! كما أن أوليمبياكوس لن يواجه أيضا نادي رويال أنتويرب البلجيكي، الذي يشرف على تدريبه المدير الفني الروماني لازلو بولوني، الذي سبق وأن تولى تدريب نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي وكان أول من منح الفرصة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو للمشاركة في المباريات وهو في السادسة عشرة من عمره، وهو أيضا المدير الفني السابق لنادي موناكو الفرنسي، الذي لم يكن يشرك توريه في المباريات، وهو في الثالثة والعشرين من عمره.
وعندما أقال نادي موناكو المدير الفني الروماني عام 2007 بسبب سوء النتائج، قال توريه: «رحيل بولوني يجعلني أشعر بارتياح كبير. لقد سئمت منه». وربما نفكر للحظات في أن توريه ربما حقق هذا النجاح الكبير في مسيرته الكروية لكي يثبت أن بولوني كان مخطئا، على الأقل حتى جاء غوارديولا ورأى أن اللاعب الإيفواري لم يعد قادرا على تقديم الإضافة لفريقه.
وحتى لو كان الأمر كذلك، فإن ذلك لن يصل إلى ما قام به النجم الهولندي الكبير يوهان كرويف، الذي تعهد بعد تخلي نادي أياكس عن خدماته عام 1983 بأن يجعل النادي يندم على اليوم الذي قرر فيه الاستغناء عنه وهو في السادسة والثلاثين من عمره. انتقل كرويف إلى منافس أياكس اللدود، فينورد، وقاده للحصول على لقب الدوري والكأس في هولندا وحصل على جائزة أفضل لاعب في هولندا في ذلك العام. كما سجل كرويف هدفا في مرمى أياكس في المباراة التي انتهت بفوز فينورد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، لكنه لم يحتفل بالهدف كما كان يفعل بالركض بطول الملعب بطريقته المعتادة، وهي الطريقة التي تشبه كثيرا الطريقة التي كان يحتفل بها النجم التوغولي إيمانويل أديبايور.
والآن نعود مرة أخرى إلى حارس المرمى الويلزي روس، الذي لعب حتى توقفت كرة القدم نتيجة اندلاع الحرب العالمية الأولى، والتي قاتل فيها بكل بسالة حتى قُتل في معركة السوم بين القوات الألمانية وقوات التحالف. ولعب روس مباراة واحدة فقط مع نادي سيلتك الاسكوتلندي، والتي انتهت بالخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أمام نادي كلايد في الدور نصف النهائي لكأس اسكوتلندا. وأعجب حارس المرمى الويلزي، الذي كان يلعب لسيلتك على سبيل الإعارة من نادي سندرلاند، بالهدف الثالث لنادي كلايد لدرجة أنه ركض خلف اللاعب الذي أحرز الهدف، جاكي تشالمرز، حتى النصف الآخر من الملعب لكي يصافحه ويهنئه على هذا الهدف الجميل!
وكان روس قد لعب مع تشالمرز في نادي ستوك سيتي الإنجليزي قبل بضع سنوات، لكن رغم ذلك شعر تشالمرز بالدهشة لقيام روس بذلك. ونحن نتفهم تماما وجهة نظر جمهور سيلتك الذي يرى أن هذا لم يكن الوقت ولا المكان المناسب لإعادة إحياء الصداقات القديمة، خاصة وأن هدف تشالمرز كان يعني القضاء تماما على آمال سيلتك في الحصول على لقب البطولة، التي كانت قد ألغيت في العام السابق بسبب أعمال شغب بين جمهور ناديي سيلتك ورينجرز.
وبعد شهر واحد من تلك المباراة، أقدم روس على خطوة أكثر غرابة، ففي المباراة التي كانت تجمع فريقه السابق ستوك سيتي أمام بورت فيل والتي كانت ستحسم لقب دوري مقاطعة نورث ستافوردشاير، ذهب روس للمشاركة مع الفريق المنافس، انتقاما من مسؤولي ستوك سيتي، الذي لم يغفر لهم التخلي عن خدماته بعد الهبوط في عام 1907.
وعلى الرغم من أن روس كان جزءًا من فريق سندرلاند بحلول عام 1910، فإنه كان لا يزال لاعبا هاويا، وهو ما يمكنه من اللعب مع فرق أخرى أيضا، ولذا ذهب للمشاركة مع نادي بورت فيل وأصر على اللعب بقميص فريقه القديم ستوك سيتي! ونتيجة للغضب العارم بين جمهور ستوك سيتي، الذي وصل عددهم إلى سبعة آلاف متفرج، طلب حكم المباراة من روس أن يخرج من الملعب على أن ينزل بدلا منه لاعب آخر، لكنه رفض.
وقدم روس أداء لافتا للأنظار وساعد بورت فيل على التقدم بهدفين مقابل هدف وحيد. وبعد مرور أكثر من ساعة من عمر المباراة، اقتحم عدد من أنصار ستوك سيتي ملعب المباراة واتجهوا نحو نجم الفريق السابق روس، الذي فر هاربا باتجاه نهر ترينت. وطلب رئيس مجلس إدارة نادي ستوك سيتي من جمهور النادي مغادرة الملعب والتوقف عن مطاردة روس، الذي تمكن بمساعدة الشرطة وعدد من جمهور بورت فيل، من الهروب من موت محقق. وأعلن الاتحاد المحلي عن عدم فوز أي من الفريقين بلقب البطولة، وفرض غرامة مالية على نادي بورت فيل وعاقب نادي ستوك سيتي بأن يلعب مباريات الموسم التالي من دون جمهور. ولم يتعرض روس لأية عقوبة بعدما زعم أنه كان يعتقد أن المباراة كانت ودية وأن الجمهور سيتعامل مع تصرفاته الغريبة بروح رياضية!
توريه لاعب وسط مانشستر سيتي وبرشلونة السابق قال إنه انضم إلى أولمبياكوس المنافس في الدوري اليوناني الممتاز عقب رفضه الكثير من العروض من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة. وصنع الدولي القادم من ساحل العاج اسمه في النادي اليوناني موسم 2005 - 2006 قبل الانتقال للفوز بالكثير من الألقاب الكبرى مع برشلونة وسيتي.
ونقل موقع النادي على الإنترنت عن توريه (35 عاما) قوله: «عندما غادرت النادي في 2006 قلت إني سأعود وأنا سعيد بالوفاء بوعدي، اتخذت قراري بالعودة بناء على العلاقة الخاصة مع هذا النادي. من دواعي فخري وسروري عودتي إلى أولمبياكوس».
وعندما أكد متصدر الدوري اليوناني الصفقة لم يكشف عن أي تفاصيل تتعلق بقيمتها المالية لكن وسائل إعلام محلية قالت إن توريه سيحصل على 2.5 مليون يورو (2.9 مليون دولار) لمدة موسم واحد. ورحل توريه عن سيتي بعد مشاركته المحدودة في المباريات الموسم الماضي لينهي مسيرة استمرت ثمانية مواسم في النادي الإنجليزي الذي فاز معه بلقب الدوري الممتاز ثلاث مرات وكأس رابطة الأندية الإنجليزية مرتين ومرة واحدة كأس الاتحاد الإنجليزي. وأنهى أولمبياكوس الموسم الماضي في المركز الثالث وهو الأقل للفريق خلال 23 عاما بعدما توج باللقب 20 مرة خلال 22 عاما.
رحل اللاعب المخضرم عن مانشستر سيتي وسط مزاعم تعامل المدير الفني للفريق، غوارديولا، معه بشيء من العنصرية. وقال توريه في مقابلة مع مجلة «فرانس فوتبول» في يونيو (حزيران) الماضي: «لقد كان قاسيا معي، لقد سألته إذا كان هذا بسبب لوني، لم أكن أول من تحدثوا عن هذا الاختلاف في التعامل، في برشلونة أيضا سأله البعض عن هذا».
هل يستطيع توريه نسيان «نكران جميل» مانشستر سيتي؟
غوارديولا أنهى مسيرة لاعب استمرت ثمانية مواسم في النادي الإنجليزي حصد خلالها الكثير من الألقاب
هل يستطيع توريه نسيان «نكران جميل» مانشستر سيتي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة