هل يستطيع توريه نسيان «نكران جميل» مانشستر سيتي؟

غوارديولا أنهى مسيرة لاعب استمرت ثمانية مواسم في النادي الإنجليزي حصد خلالها الكثير من الألقاب

رحل توريه عن سيتي بعد مشاركته في 316 مباراة
رحل توريه عن سيتي بعد مشاركته في 316 مباراة
TT

هل يستطيع توريه نسيان «نكران جميل» مانشستر سيتي؟

رحل توريه عن سيتي بعد مشاركته في 316 مباراة
رحل توريه عن سيتي بعد مشاركته في 316 مباراة

في عام 1910، ضرب حارس المرمى الويلزي السابق لي روس مثالا يحتذي به كل من يريد أن يُضمر الضغائن والأحقاد في عالم كرة القدم. ربما لم يصل أي لاعب آخر إلى الدرجة التي وصل إليها روز في هذا الشأن، لكن اللاعب الإيفوراري يايا توريه يذكرنا الآن باللاعبين الذين لا يتسامحون مع ما يرون أنه إساءة من قبل أنديتهم السابقة!
في البداية، دعونا نهنئ وكيل أعمال توريه، ديمتري سيلوك، على تجاوز لاعبه البالغ من العمر 35 عاما للكشف الطبي في لندن قبل التوقيع لناد جديد. وعندما سمعنا ذلك، اعتقدنا للوهلة الأولى أن اللاعب الإيفواري قد يلتحق بتشيلسي أو توتنهام هوتسبير أو آرسنال لتحقيق حلمه بقيادة ناديه الجديد إلى الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز على حساب ناديه السابق مانشستر سيتي، ليثبت أن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا كان مخطئا حين قرر التخلي عن خدماته بعدما رأى أنه لم يعد لديه ما يقدمه.
وبدلاً من ذلك، أعلن توريه انتقاله إلى نادي أوليمبياكوس اليوناني، الذي يبدو أنه لن يكون قادرا على مواجهة مانشستر سيتي لكي يثبت لغوارديولا أنه كان مخطئا عندما تخلى عن خدمات توريه! كما أن أوليمبياكوس لن يواجه أيضا نادي رويال أنتويرب البلجيكي، الذي يشرف على تدريبه المدير الفني الروماني لازلو بولوني، الذي سبق وأن تولى تدريب نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي وكان أول من منح الفرصة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو للمشاركة في المباريات وهو في السادسة عشرة من عمره، وهو أيضا المدير الفني السابق لنادي موناكو الفرنسي، الذي لم يكن يشرك توريه في المباريات، وهو في الثالثة والعشرين من عمره.
وعندما أقال نادي موناكو المدير الفني الروماني عام 2007 بسبب سوء النتائج، قال توريه: «رحيل بولوني يجعلني أشعر بارتياح كبير. لقد سئمت منه». وربما نفكر للحظات في أن توريه ربما حقق هذا النجاح الكبير في مسيرته الكروية لكي يثبت أن بولوني كان مخطئا، على الأقل حتى جاء غوارديولا ورأى أن اللاعب الإيفواري لم يعد قادرا على تقديم الإضافة لفريقه.
وحتى لو كان الأمر كذلك، فإن ذلك لن يصل إلى ما قام به النجم الهولندي الكبير يوهان كرويف، الذي تعهد بعد تخلي نادي أياكس عن خدماته عام 1983 بأن يجعل النادي يندم على اليوم الذي قرر فيه الاستغناء عنه وهو في السادسة والثلاثين من عمره. انتقل كرويف إلى منافس أياكس اللدود، فينورد، وقاده للحصول على لقب الدوري والكأس في هولندا وحصل على جائزة أفضل لاعب في هولندا في ذلك العام. كما سجل كرويف هدفا في مرمى أياكس في المباراة التي انتهت بفوز فينورد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، لكنه لم يحتفل بالهدف كما كان يفعل بالركض بطول الملعب بطريقته المعتادة، وهي الطريقة التي تشبه كثيرا الطريقة التي كان يحتفل بها النجم التوغولي إيمانويل أديبايور.
والآن نعود مرة أخرى إلى حارس المرمى الويلزي روس، الذي لعب حتى توقفت كرة القدم نتيجة اندلاع الحرب العالمية الأولى، والتي قاتل فيها بكل بسالة حتى قُتل في معركة السوم بين القوات الألمانية وقوات التحالف. ولعب روس مباراة واحدة فقط مع نادي سيلتك الاسكوتلندي، والتي انتهت بالخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أمام نادي كلايد في الدور نصف النهائي لكأس اسكوتلندا. وأعجب حارس المرمى الويلزي، الذي كان يلعب لسيلتك على سبيل الإعارة من نادي سندرلاند، بالهدف الثالث لنادي كلايد لدرجة أنه ركض خلف اللاعب الذي أحرز الهدف، جاكي تشالمرز، حتى النصف الآخر من الملعب لكي يصافحه ويهنئه على هذا الهدف الجميل!
وكان روس قد لعب مع تشالمرز في نادي ستوك سيتي الإنجليزي قبل بضع سنوات، لكن رغم ذلك شعر تشالمرز بالدهشة لقيام روس بذلك. ونحن نتفهم تماما وجهة نظر جمهور سيلتك الذي يرى أن هذا لم يكن الوقت ولا المكان المناسب لإعادة إحياء الصداقات القديمة، خاصة وأن هدف تشالمرز كان يعني القضاء تماما على آمال سيلتك في الحصول على لقب البطولة، التي كانت قد ألغيت في العام السابق بسبب أعمال شغب بين جمهور ناديي سيلتك ورينجرز.
وبعد شهر واحد من تلك المباراة، أقدم روس على خطوة أكثر غرابة، ففي المباراة التي كانت تجمع فريقه السابق ستوك سيتي أمام بورت فيل والتي كانت ستحسم لقب دوري مقاطعة نورث ستافوردشاير، ذهب روس للمشاركة مع الفريق المنافس، انتقاما من مسؤولي ستوك سيتي، الذي لم يغفر لهم التخلي عن خدماته بعد الهبوط في عام 1907.
وعلى الرغم من أن روس كان جزءًا من فريق سندرلاند بحلول عام 1910، فإنه كان لا يزال لاعبا هاويا، وهو ما يمكنه من اللعب مع فرق أخرى أيضا، ولذا ذهب للمشاركة مع نادي بورت فيل وأصر على اللعب بقميص فريقه القديم ستوك سيتي! ونتيجة للغضب العارم بين جمهور ستوك سيتي، الذي وصل عددهم إلى سبعة آلاف متفرج، طلب حكم المباراة من روس أن يخرج من الملعب على أن ينزل بدلا منه لاعب آخر، لكنه رفض.
وقدم روس أداء لافتا للأنظار وساعد بورت فيل على التقدم بهدفين مقابل هدف وحيد. وبعد مرور أكثر من ساعة من عمر المباراة، اقتحم عدد من أنصار ستوك سيتي ملعب المباراة واتجهوا نحو نجم الفريق السابق روس، الذي فر هاربا باتجاه نهر ترينت. وطلب رئيس مجلس إدارة نادي ستوك سيتي من جمهور النادي مغادرة الملعب والتوقف عن مطاردة روس، الذي تمكن بمساعدة الشرطة وعدد من جمهور بورت فيل، من الهروب من موت محقق. وأعلن الاتحاد المحلي عن عدم فوز أي من الفريقين بلقب البطولة، وفرض غرامة مالية على نادي بورت فيل وعاقب نادي ستوك سيتي بأن يلعب مباريات الموسم التالي من دون جمهور. ولم يتعرض روس لأية عقوبة بعدما زعم أنه كان يعتقد أن المباراة كانت ودية وأن الجمهور سيتعامل مع تصرفاته الغريبة بروح رياضية!
توريه لاعب وسط مانشستر سيتي وبرشلونة السابق قال إنه انضم إلى أولمبياكوس المنافس في الدوري اليوناني الممتاز عقب رفضه الكثير من العروض من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة. وصنع الدولي القادم من ساحل العاج اسمه في النادي اليوناني موسم 2005 - 2006 قبل الانتقال للفوز بالكثير من الألقاب الكبرى مع برشلونة وسيتي.
ونقل موقع النادي على الإنترنت عن توريه (35 عاما) قوله: «عندما غادرت النادي في 2006 قلت إني سأعود وأنا سعيد بالوفاء بوعدي، اتخذت قراري بالعودة بناء على العلاقة الخاصة مع هذا النادي. من دواعي فخري وسروري عودتي إلى أولمبياكوس».
وعندما أكد متصدر الدوري اليوناني الصفقة لم يكشف عن أي تفاصيل تتعلق بقيمتها المالية لكن وسائل إعلام محلية قالت إن توريه سيحصل على 2.5 مليون يورو (2.9 مليون دولار) لمدة موسم واحد. ورحل توريه عن سيتي بعد مشاركته المحدودة في المباريات الموسم الماضي لينهي مسيرة استمرت ثمانية مواسم في النادي الإنجليزي الذي فاز معه بلقب الدوري الممتاز ثلاث مرات وكأس رابطة الأندية الإنجليزية مرتين ومرة واحدة كأس الاتحاد الإنجليزي. وأنهى أولمبياكوس الموسم الماضي في المركز الثالث وهو الأقل للفريق خلال 23 عاما بعدما توج باللقب 20 مرة خلال 22 عاما.
رحل اللاعب المخضرم عن مانشستر سيتي وسط مزاعم تعامل المدير الفني للفريق، غوارديولا، معه بشيء من العنصرية. وقال توريه في مقابلة مع مجلة «فرانس فوتبول» في يونيو (حزيران) الماضي: «لقد كان قاسيا معي، لقد سألته إذا كان هذا بسبب لوني، لم أكن أول من تحدثوا عن هذا الاختلاف في التعامل، في برشلونة أيضا سأله البعض عن هذا».


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.