يلعب تشيلسي وليفربول بنفس الطريقة، حيث يعتمد كل منهما على الضغط المتواصل على الخصم واللعب بطريقة 4 - 3 - 3 والاعتماد على أطراف الملعب والأجنحة التي تلعب بجوار خط التماس ثم تتجه إلى الداخل، ومنح أدوار هجومية كبيرة لظهيري الجنب. وبالتالي، فإن مواجهة تشيلسي أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم على ملعب «ستامفورد بريدج» تعني مواجهة بين مديرين فنيين يلعبان بنفس الفكر ونفس الطريقة ونفس الخطة، وهما ماوريسيو ساري ويورغن كلوب.
وقد ألقى لقاء الفريقين مساء الأربعاء الماضي في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، والذي انتهى بفوز «البلوز» بهدفين مقابل هدف وحيد، الضوء على نقاط التشابه بين الفريقين. كما أظهر هذا اللقاء أن نقطة الاختلاف الرئيسية تكمن في خط الوسط. صحيح أن تشيلسي قد فاز في تلك المباراة على ملعب «أنفيلد»، لكن الحقيقة هي أن ليفربول كان الأفضل معظم فترات اللقاء. لقد نجح تشيلسي في التكيف مع طريقة ساري بسرعة مذهلة، لكن ربما تكون المشكلة الوحيدة التي تواجه المدير الفني الإيطالي الآن هي الدور الذي يقوم به محور الارتكاز الفرنسي نغولو كانتي، بعد ضم الفريق لجورجينيو، الذي كان هو مايسترو خط وسط نادي نابولي الموسم الماضي، وكان يقوم بدور صانع الألعاب والمحرك الأساسي للفريق.
وكانت هناك شكوك حول قدرة جورجينيو على القيام بنفس الدور واللعب بنفس الطريقة في خط وسط تشيلسي، لكن اللاعب ذو الأصول البرازيلية يقدم أداء رائعا حتى الآن وكأنه ما زال يلعب في إيطاليا، وكسر الرقم القياسي لصاحب أكبر عدد من التمريرات في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز، بغض النظر عما إذا كان هذا العدد من التمريرات في تلك المباراة كان مؤثرا أم لا، فهذه قصة أخرى. لكن ربما يكون مصدر القلق الأكبر هو تأثير الدور الذي يلعبه جورجينيو في خط الوسط على أداء وطريقة لعب النجم الفرنسي نغولو كانتي، في ظل اعتماد الفريق على طريقة 4 - 3 - 3.
ويتمتع كانتي، 27 عاما، بقدرة هائلة على الركض بطول وعرض الملعب، لدرجة أنه جعل داني درينكووتر يبدو – عندما كانا يلعبان سويا مع نادي ليستر سيتي – يقدم أداء يذكرنا بأداء النجم الإيطالي الكبير أندريا بيرلو، وكان السبب في ذلك يعود إلى كانتي الذي لم يكن يتوقف عن الركض من أجل الضغط على الفريق المنافس ومساعدة فريقه على الحصول على الكرة مرة أخرى. لكن هذه القدرة على القيام بدورين في وقت واحد ربما لن تكون مفيدة بنفس القدر بالنسبة لتشيلسي في ظل وجود جورجينيو في خط الوسط، لأن ذلك سيتسبب في تداخل المهام بين اللاعبين.
وكانت نتيجة ذلك هو أن متوسط تسديدات كانتي على الكرة قد ارتفع بنسبة 50 في المائة هذا الموسم، مقارنة بأي موسم آخر له في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد أحرز كانتي هدفا واحدا في كل موسم من المواسم التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز. ولا يعود السبب في ذلك إلى أنه لم يكن بمقدوره الوصول إلى المناطق الأمامية للفرق المنافسة، لأنه كان يصل بالفعل، لكن المشكلة تكمن في أنه رغم كل الإمكانيات والمهارات التي يمتلكها فإنه لا يجيد تسجيل الأهداف.
وفي نفس الوقت، انخفض معدل قطع الكرات بالنسبة لكانتي هذا الموسم بأكثر من الثلث مقارنة بالمواسم السابقة له مع تشيلسي. في الحقيقة، قد تكون مثل هذه الإحصائيات مضللة بعض الشيء، خاصة في ظل تغيير المدير الفني وطريقة اللعب، لكن هذا لا يغير الشعور العام بأن كانتي أصبح مطالب بالقيام بأدوار لا يجيدها من الأساس. وقد يكمن الحل في أن يلعب كانتي في عمق الملعب بصورة أكبر، وهو ما يعني أنه سيلعب إلى جوار جورجينيو، كما كان يفعل في السابق مع درينكووتر، لكن ذلك سيتطلب تغيير طريقة اللعب لتكون أقرب إلى 4 - 2 - 3 - 1. وهي الطريقة لا تناسب كثيرا قدرات وإمكانيات ماتيو كوفازيتش، الذي لم يحرز هو الآخر سوى هدف وحيد خلال الثلاثة مواسم ونصف الماضية، وسوف تحد من خيارات جورجينيو في التمرير، وسوف تجبر ساري على اللعب بطريقة لم يتعود عليها منذ إن كان يدرب نادي سورينتو في دوري الدرجة الثالثة في إيطاليا في موسم 2011-2012!
وتكمن المشكلة الأساسية التي تواجه ساري الآن في أنه لا يملك لاعبا قادرا على القيام بنفس الدور الذي كان يقوم به ماريك هامشيك في نابولي، بمعنى صناعة اللعب وتقديم حلول إبداعية في خط الوسط. وقد مرت مباراة تشيلسي أمام ليفربول في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بثلاث مراحل، أولها مرحلة النصف الأول للشوط الأول، والتي فشل فيها الضغط الذي يمارسه ليفربول في تحقيق أهدافه، وهي الفترة التي قدم فيها سيسك فابريغاس – وهو اللاعب الذي قد يكون قادرا على القيام بالدور الذي كان يقوم به هامشيك – أداء جيدا.
ثم تأتي المرحلة الثانية التي تتمثل في الربعين الثاني والثالث من المباراة، والتي تفوق فيها لاعبو ليفربول على فابريغاس وسيطروا على مجريات اللقاء وأتيحت لهم الكثير من الفرص التي كانت كفيلة بإنهاء المباراة لصالحهم. وبعد ذلك، جاءت المرحلة الثالثة وهي نهاية الشوط الثاني، عندما دفع ساري بالنجم البلجيكي إيدن هازارد من على مقاعد البدلاء لكي يقلب الأمور رأسا على عقب ويساعد البلوز على الفوز بالمباراة.
ولم يلعب ليفربول تلك المباراة باللاعبين الأساسيين في خط الوسط – شارك جوردان هيندرسون وجيمس ميلنر لبعض الوقت، في حين لم يشارك جورجينيو فينالدوم من الأساس – وهو ما يعني أن ليفربول ربما يكون قادرا على ممارسة الضغط على تشيلسي بصورة أفضل في حال خوضه للمباراة باللاعبين الأساسيين. كما سيكون الريدز أكثر قوة من على الأطراف بعد عودة ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرسون. ويجب الإشارة إلى أن تشيلسي لا يمثل خطورة كبيرة على الفرق المنافسة من عمق الملعب، والدليل على ذلك أنه من بين الـ17 هدفا التي سجلها الفريق في جميع المسابقات لم يحرز سوى ثلاثة أهداف فقط عن طريق لاعبين يلعبون في وسط الملعب، وكان أحد هذه الأهداف من ركلة جزاء. ولم يصنع لاعبو قلب خط الوسط سوى ثلاثة أهداف فقط.
كما أن ليفربول يكون أكثر خطورة هو الآخر من خلال اللاعبين الذين يلعبون على أطراف الملعب وليس من خلال القادمين من عمق الملعب، لكن يجب التأكيد على أن الخطورة التي يقدمها لاعبو محور خط الوسط في ليفربول أكبر من تلك الموجودة في تشيلسي، والدليل على ذلك أن دانييل ستوريدج وروبرتو فيرمينيو وحدهما قد سجلا ستة أهداف هذا الموسم.
وعندما أشار ساري إلى أنه بحاجة إلى عام من الآن حتى يصل إلى مستوى ليفربول من حيث التطور، فربما كان يشير ضمنيا إلى هذه النقطة، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا على الإطار الزمني الذي وضعه المدير الفني الإيطالي. ومن الصعب للغاية تحييد قدرات هازارد وهو يقدم هذه المستويات الرائعة في الفترة الحالية، لكن على الأقل يعلم ليفربول جيدا مصدر الخطورة في نادي تشيلسي.
وجود كانتي وجورجينيو معاً... ميزة أم عيب في تشيلسي؟
خط الوسط هو نقطة الاختلاف الرئيسية بين «البلوز» و«الريدز» في مواجهة الفريقين اليوم
وجود كانتي وجورجينيو معاً... ميزة أم عيب في تشيلسي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة