مشروع «أمالا»... نقلة نوعية لقطاع السياحة عالمياً

وجهة سياحية «فائقة الفخامة» على البحر الأحمر ترسي مفهوماً جديداً كلياً

مشروع «أمالا»... نقلة نوعية لقطاع السياحة عالمياً
TT
20

مشروع «أمالا»... نقلة نوعية لقطاع السياحة عالمياً

مشروع «أمالا»... نقلة نوعية لقطاع السياحة عالمياً

ما إن أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مساء أول من أمس، عن إطلاق مشروع «أمالا»؛ الوجهة السياحية «فائقة الفخامة» على ساحل البحر الأحمر، حتى بدأت التقارير الإعلامية تتحدث عن حجم قوة هذا المشروع، ومدى جاذبيته، الأمر الذي يجعله واحداً من أهم المشروعات السياحية في العالم أجمع.
السعودية بثقلها الاقتصادي والاستثماري باتت تتخذ خطوات فعلية نحو تنويع الاقتصاد، وخلق فرص استثمارية جديدة، مما يشجّع مختلف القطاعات على العمل، والإنتاج، والتطوير، وزيادة القدرة التنافسية، فيما من المتوقع أن يزيد هذا المشروع الحيوي مستوى تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المحلية.
وفي هذا الخصوص، يعد مشروع «أمالا» علامة فارقة جديدة على خريطة القطاع السياحي في العالم أجمع، حيث يمثل المشروع الجديد وجهة سياحية «فائقة الفخامة» على ساحل البحر الأحمر، ويرمي إلى إرساء مفهوم جديد كلياً للسياحة الفاخرة المرتكزة على النقاهة والصحة والعلاج.
ويعزز المشروع الجديد حجم جاذبية الاستثمار في السعودية، فيما بات كثير من الاستثمارات العالمية الرائدة تعتزم بشكل ملحوظ الاستثمار في السعودية، في ظل إطلاق المملكة مشروعات عملاقة عدة من شأنها صناعة مفهوم جديد على خريطة الاستثمار العالمي، من أهمها مشروعات «نيوم»، و«البحر الأحمر»، بالإضافة إلى مشروع «أمالا» الذي تم الإعلان عنه مساء أول من أمس.
وتفاعلاً مع الإعلان عن المشروع الجديد، قفز كثير من أسهم شركات قطاع الإسمنت، في سوق الأسهم السعودية أمس بنسب مرتفعة، بلغ مداها نحو 7 في المائة من المكاسب في شركة «إسمنت تبوك»، فيما يأتي هذا التفاعل الإيجابي ترجمة حقيقية لحجم قوة وحيوية مشروع «أمالا» وانعكاسه الإيجابي على مختلف القطاعات.
وتوصف منطقة المشروع بأنها «ريفييرا الشرق الأوسط» نظرا لأنها امتداد طبيعي لمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل. وسيتكفل صندوق الاستثمارات العامة بالتمويل الأولي للمشروع وتطويره، ليصبح وجهة سياحية متميزة ضمن «محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية» في شمال غربي السعودية، ويوفر المشروع فرصة استثنائية للمستثمرين والمشغلين من القطاع الخاص لتمويل أعمال التطوير والتشغيل لمرافق المشروع المختلفة.
ومن المتوقع وضع حجر الأساس للمشروع في الربع الأول من عام 2019، وافتتاح المرحلة الأولى في نهاية عام 2020، وسيتم الانتهاء من المشروع كاملا بحلول عام 2028.
وأوضح الصندوق أن «أمالا»، إلى جانب مشروعات «نيوم» و«البحر الأحمر»، يمثل جزءا من محفظة المشروعات السعودية العملاقة التي تسهم في استقطاب مزيد من الاستثمارات وتطوير منظومة جديدة للسياحة في المملكة، وتعظيم دورها في دعم التنويع الاقتصادي وتوفير فرص عمل عالية القيمة.
وأعلن الصندوق عن تعيين نيكولاس نيبلز، خبير الضيافة الفاخرة والتطوير، رئيسا تنفيذيا لمشروع «أمالا» ليتولى مسؤولية تطوير الاستراتيجية والإشراف على سير العمليات في المشروع.
وعلق نيكولاس قائلاً: «سيوقظ مشروع (أمالا) مخيلة العالم عبر إعادة صياغة المفهوم الحالي لتجربة السياحة الفاخرة، خصوصا في مجالات النقاهة والعلاج والاستجمام. ويتمثل مفهومنا بتقديم عرض غني يلبي الاحتياجات الفردية للعملاء ويقدم خدمات متكاملة ومجتمعة في مكان واحد وفق معايير هي الأفضل عالمياً، ليمثل المشروع سلسلة متكاملة وفريدة من نوعها في العالم لمفهوم المصحات والسياحة العلاجية».
وفي مجال الفن والثقافة، يضم المشروع مركزا للفنون تتلاقى في أرجائه أصداء الفن المعاصر مع عجائب السعودية، وستصبح شواطئ «أمالا» واحدة من أفضل مناطق الغوص في العالم، حيث ستعيد تجربة الغوص لتصبح مركزا متميزا للحياة البحرية، وستكون وجهة رائعة لليخوت.
وسيوفر المشروع نحو 2500 غرفة وجناحاً فندقياً، و700 فيلا سكنية، بالإضافة إلى أكثر من 200 متجر راقٍ، ويضم مستوى غير مسبوق من الفخامة عبر الفنادق والفيلات الخاصة على حد سواء، وفق تصاميم هندسية مميزة تعكس الذوق الرفيع، فضلا عن احتضانه قرية للفن المعاصر، توفر تجارب متميزة للفنانين المقيمين والضيوف والأكاديميين المتخصصين في الفنون، مما سيسهم في تعزيز نمو وتطور الفنانين السعوديين واستضافة طيف واسع من الفعاليات الفنية والثقافية، حيث سيوفر مساحات متعددة الاستخدامات للاجتماعات والعروض الفنية والثقافية من مسرح، وموسيقى، ومتاحف، وصالات عرض فنية، ومنحوتات.
ويأتي مشروع «أمالا» محركا رئيسيا لدفع عجلة التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلي وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر للمساهمة في تطوير قطاع السياحة في المملكة، والحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي وتحقيق الاستدامة انسجاما مع «رؤية السعودية 2030».
يذكر أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي تأسس عام 1971، بهدف تمويل المشروعات ذات الأهمية الاستراتيجية لاقتصاد البلاد، قبل أن يوسِّع من دوره مع الوقت، بحيث بات يشمل عدة جوانب رئيسية أخرى، وصولاً إلى حيازة وإدارة مساهمات الحكومة في الشركات، بما فيها كبرى الشركات السعودية المتخصصة والرائدة. وقد ساهم الصندوق ولا يزال في تأسيس وإدارة شركات لدعم الابتكار وجهود تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات غير النفطية في السعودية.


مقالات ذات صلة

الحوسبة السحابية محرك التحوّل... كيف تُعيد تشكيل مستقبل الشركات الناشئة السعودية؟

خاص تسعى مزودات الخدمات السحابية إلى مواجهة تحدي نقص المواهب التقنية الذي يواجه الشركات الناشئة عبر التدريب والدعم المحلي (شاترستوك)

الحوسبة السحابية محرك التحوّل... كيف تُعيد تشكيل مستقبل الشركات الناشئة السعودية؟

تُعزز الحوسبة السحابية نمو الشركات الناشئة السعودية عبر بنية تحتية مرنة، ودعم تقني وتدريبي بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 للتحول الرقمي.

نسيم رمضان (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

رغم التحديات العالمية... السعودية تواصل مسيرة التنوع الاقتصادي

مع تصاعد التحديات الاقتصادية العالمية، تسير السعودية بخطى ثابتة نحو تنويع اقتصادها من خلال «رؤية 2030»، التي أسهمت في تعزيز قطاعات حيوية؛ ما أدى إلى تقدم ملحوظ.

زينب علي (الرياض )
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«هدية العيد» للمواطنين... قرارات سعودية تضبط السوق العقارية في الرياض

في ظل النمو المتسارع في السوق العقارية جاء توجيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل تحقيق التوازن في القطاع العقاري بالعاصمة، وتوفير حلول جذرية للتحديات.

زينب علي (الرياض )
الاقتصاد ولي العهد السعودي يوجه بتحقيق التوازن العقاري في الرياض

ولي العهد السعودي يوجه بتحقيق التوازن العقاري في الرياض

وجّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باتخاذ حزمة من الإجراءات التنظيمية تشمل رفع الإيقاف عن تطوير أكثر من 81 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في شمال الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

ولي العهد يوجّه باتخاذ إجراءات لتحقيق التوازن العقاري في الرياض

وجّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باتخاذ إجراءات لتحقيق التوازن في القطاع العقاري بمدينة الرياض، وذلك لمعالجة ارتفاع أسعار الأراضي والإيجارات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة ينخفض في فبراير إلى 7.6 مليون وظيفة

موظفتان في وزارة الصحة يحضن بعضهما بعضاً بعد قيام إدارة ترمب بطرد موظفين من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (رويترز)
موظفتان في وزارة الصحة يحضن بعضهما بعضاً بعد قيام إدارة ترمب بطرد موظفين من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (رويترز)
TT
20

عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة ينخفض في فبراير إلى 7.6 مليون وظيفة

موظفتان في وزارة الصحة يحضن بعضهما بعضاً بعد قيام إدارة ترمب بطرد موظفين من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (رويترز)
موظفتان في وزارة الصحة يحضن بعضهما بعضاً بعد قيام إدارة ترمب بطرد موظفين من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (رويترز)

أعلن أصحاب العمل في الولايات المتحدة عن 7.6 مليون وظيفة شاغرة في فبراير (شباط)، في إشارة إلى تباطؤ سوق العمل مع بقائها قوية.

وبلغت عمليات تسريح الموظفين الفيدراليين أعلى مستوى لها، منذ أن ضربت جائحة «كوفيد-19» الاقتصاد في عام 2020؛ حيث بدأت تظهر بوادر تخفيضات الوظائف التي أجراها إيلون ماسك في بيانات الوظائف الوطنية.

وأفادت وزارة العمل يوم الثلاثاء، بأن عدد الوظائف الشاغرة انخفض بشكل طفيف من 7.8 مليون وظيفة معدلة في يناير (كانون الثاني)، ومن 8.4 مليون وظيفة في العام السابق. وقد انخفضت الوظائف الشاغرة بشكل مطرد تقريباً منذ أن بلغت ذروتها عند 12.1 مليون وظيفة في مارس (آذار) 2022 عندما كان الاقتصاد لا يزال يتعافى من عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة «كوفيد-19».

وارتفعت عمليات التسريح إلى 1.8 مليون وظيفة في فبراير، من 1.7 مليون وظيفة في يناير. وقامت الوكالات الفيدرالية بتسريح 18 ألف عامل، وهو أكبر عدد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أما تجار التجزئة الذين كانوا حذرين بشأن توقعات عام 2025، فقد سرَّحوا 238 ألف عامل في فبراير، وهو أعلى رقم منذ أبريل (نيسان) 2020، في خضم ركود «كوفيد-19».

وأظهر ملخص الوظائف الشاغرة ودوران العمالة الصادر عن وزارة العمل، أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين تركوا وظائفهم -وهي علامة على الثقة في قدرتهم على إيجاد أجور أو ظروف عمل أفضل في أماكن أخرى- انخفض بشكل طفيف في فبراير.

وقد أثبتت سوق العمل الأميركية متانتها بشكل مدهش. ولكنها فقدت زخمها بوضوح منذ أيام التوظيف المحمومة في الفترة 2021- 2023. وتبدو آفاق التوظيف غامضة، مع سعي الرئيس دونالد ترمب إلى شن حروب تجارية، وتطهير القوى العاملة الفيدرالية، ووعده بترحيل ملايين المهاجرين الذين يعملون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

وقد بدأ ذلك يؤثر على تفاؤل الأميركيين بشأن سوق العمل والاقتصاد. ففي أواخر الشهر الماضي، أصدرت جامعة ميشيغان مسحها المُحدَّث لثقة المستهلك لشهر مارس، الذي أظهر انخفاضاً حاداً في توقعات الأميركيين للاقتصاد. كما وجد المسح قلقاً متزايداً بشأن التضخم والوظائف.

يشعر الاقتصاديون بالقلق من أن الحروب التجارية التي يشنها ترمب -حيث من المتوقع أن يعلن عن رسوم جمركية شاملة على شركاء أميركا التجاريين يوم الأربعاء- ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار وعرقلة النمو الاقتصادي.

وقال روبرت فريك، الخبير الاقتصادي في اتحاد الائتمان الفيدرالي البحري، في تعليق على تقرير الوظائف الشاغرة: «لا تزال سوق العمل حصن الاقتصاد، ورغم تآكلها ببطء، فإنها لا تظهر تصدعات تُنذر بالركود». وأضاف: «كيف ستصمد أمام آثار الرسوم الجمركية على المستهلكين والشركات؛ هو السؤال الحاسم، وهو سؤال لن يُجاب عليه إلا في وقت لاحق من هذا العام».

يوم الجمعة، تُصدر وزارة العمل تقرير الوظائف لشهر مارس. وحسب استطلاع أجرته شركة البيانات «فاكت سيت» بين المتنبئين، من المتوقع أن يظهر أن أصحاب العمل أضافوا 125 ألف وظيفة الشهر الماضي، بانخفاض عن 151 ألف وظيفة في فبراير، ومتوسط ​​168 ألف وظيفة شهرياً في عام 2024. ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى مستوى منخفض، لا يزال 4.2 في المائة.