حلول معمارية لبيوت عائمة

لتأمين السكن في المناطق المعرضة للفيضانات

حلول معمارية لبيوت عائمة
TT

حلول معمارية لبيوت عائمة

حلول معمارية لبيوت عائمة

تنتصب في حي إجبرغ في مدينة أمستردام بهولندا مساكن عائمة لا يفرق الناظر إليها من الأعلى بينها وبين أي مسكن مشيد على الأرض بالقرب منها.

* مساكن عائمة
يعد مشروع بناء هذه المساكن من أكثر المشاريع طموحا؛ إذ يشمل بناء 75 مبنى لإسكان نحو ألف شخص من مختلف الأعمار والمهن، وإن كانت هولندا المسماة بـ«الأراضي المنخفضة» تعاني من ارتفاع مستوى البحر عند سواحلها، فإن مدنا أخرى، مثل بانكوك ولندن وميامي، مهددة أيضا بالفيضانات نتيجة التغير المناخي في العالم؛ لذا فإن المساكن العائمة تشكل حلا لمشكلة كهذه.
وقد ولدت فكرة المساكن العائمة بعد توجه السلطات في أمستردام لإنشاء مبانٍ على جزر صناعية لتأمين السكن لأعداد متزايدة من السكان، إلا أنها قررت أيضا الشروع في تجربة جريئة لبناء مساكن عائمة في المياه المحيطة بإحدى الجزر الصناعية، خصوصا أن أمستردام مشهورة بسفنها السكنية الراسية في قنواتها المائية التي بلغ عددها 2300 سفينة.
ونجح مارليز روهمر أحد المعماريين المشرفين على المشروع في إنجاز أول المساكن عام 2009. وصممت المباني الطافية على قاعدة محكمة جوفاء وكبيرة؛ بحيث يمكنها إزاحة كمية محددة من المياه، وصنعت القاعدة على شكل حوض كونكريتي يغطس في الماء بمقدار نصف طابق من المبنى. والأمر الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي إلى غرق المبنى هو خرق جدار الكونكريت وثقبه، إلا أن ذلك مستحيل بسبب متانة الكونكريت.

* تجارب عالمية
* البيت - البيضة (مدينة إكسبري، بريطانيا): قضى الفنان البريطاني ستيفن تيرنر نحو عام في العيش داخل هذا المنزل العائم الذي صممه بنفسه، ويطفو المنزل على مياه نهر بجنوب إنجلترا، وهو مصنوع من الخشب ويربط مع الجرف بسلسة، ويضم سريرا ومطبخا وحماما.
* بيت البامبو (فيتنام): صممته شركة إتش بي المعمارية، وخصص للفلاحين في القرى المهددة بالفيضانات، وتبلغ تكلفة تشييده 2500 دولار، وهو يستند إلى أعمدة من الفولاذ، ويتيح تصميم أدنى طبقاته وضع براميل للزيت فارغة تساعده على الطفو عند التعرض للفيضان.
* منزل الجزيرة (أونتاريو، كندا): منزل بطابقين صممته شركة MOS المعمارية يرتبط بجسر من طابقه الأعلى مع جزيرة صغيرة ذات ملكية خاصة تبعد برحلة تستغرق 20 دقيقة بالقارب عن البر، وقد صمم فوق جسور فولاذية تسهل ارتفاعه وانخفاضه مع تغير مستوى مياه بحيرة هيورن.



الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام
TT

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

عندما ننظر إلى تاريخ الطب القديم، نجد أن الحضارات القديمة كانت متقدمة في مجالات عدة بفضل براعة وابتكار أطبائها.

ومن بين هذه الحضارات، تبرز حضارة وادي الرافدين، بإنجازاتها العظيمة في الطب والعلاج. ومن أكثر الاكتشافات إثارة للإعجاب هي الرسائل الطبية الآشورية التي تكشف عن ممارسات طبية متقدمة تُستخدم لمعالجة التحديات الصحية المعقدة.

رسالة تشخيص قبل نحو 3000 عام

من بين هذه الرسائل المذهلة تأتي رسالة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، أرسلها طبيب إلى الملك الآشوري نابو ناصر. تحتوي هذه الرسالة على تفاصيل مذهلة حول كيفية تعامل الأطباء مع مشكلات صحية تتعلق بالأسنان التي كانت تسبب آلاماً شديدة للملك، لا في السن فحسب، بل وفي باقي الجسم إذ كان يعاني من الصداع وآلام الأطراف.

وفي الرسالة، يشخّص الطبيب السبب وراء الأوجاع التي يعاني منها الملك على أنها نتيجة لمشكلة في الأسنان، ويوضح أن التسوس، الذي كان يُعتقد آنذاك أنه بسبب الديدان، هو السبب وراء هذه الأعراض.

علاج جذور الأسنان

قدم الطبيب توصيات للعلاج، مشيراً إلى خيارين رئيسيين: الأول هو علاج السن عبر «قنوات داخلية»، حيث يتم تنظيف التسوس، وهو أقرب ما يكون لما نعرفه اليوم بعلاج الجذور. أما الخيار الثاني فهو قلع السن المصابة بالكامل إذا كانت الحالة متقدمة.

تقدم الفكر الطبي في حضارة آشور

وتكشف الرسالة عن وعي الأطباء الآشوريين بأثر صحة الفم على باقي أعضاء الجسم، وهي فكرة لم تكتشفها الأبحاث الطبية الحديثة إلا في القرن التاسع عشر. وهذا الوعي يعكس تفوق الأطباء الآشوريين في فهم العلاقة المتبادلة بين صحة الفم والصحة العامة للجسم.

كما تُظهر النصوص المسمارية التي وثقت هذه الرسائل تنوع الممارسات الطبية في ذلك الوقت، حيث لم تقتصر على استخدام الأعشاب والزيوت، بل شملت أيضاً الطقوس الروحية والتقنيات الجراحية البسيطة.

تاريخية الوثيقة واكتشافها

هذه الوثيقة الثمينة، التي نشرها وترجمها العلامة البروفسور طه باقر في القرن العشرين (وتم نشرها حصرياً في المجلات العلمية لكنها لم تنشر في أي وسيلة إعلامية للعامة وهذه أول مرة يتم نشرها على أي صحيفة أو مجلة تستهدف العامة)، تؤكد مكانة الطب الآشوري بين حضارات العالم القديم. وعثر على هذه الرسالة في تل قوينجق شمال مدينة الموصل في العراق، وتعتبر من أهم الوثائق التي تبرز التقدم الطبي لدى الآشوريين.

إن هذا التراث الطبي الثري يُعد مصدر فخر للإنسانية، ويذكرنا بأهمية الاستمرار في البحث والتعلم من الحضارات السابقة لتطوير مستقبل أكثر صحة ورخاء.