السودان: 3 وزراء جدد يؤدون اليمين الدستورية وإعلان استقالة وزيرين

الخطوة جاءت بعد أيام من تعيين البشير حكومة جديدة

TT

السودان: 3 وزراء جدد يؤدون اليمين الدستورية وإعلان استقالة وزيرين

أدى ثلاثة وزراء اليمين الدستورية أمام الرئيس السوداني عمر البشير، وذلك عقب استقالة وزيرين، وتعيين وزير تعثر التوافق عليه قبيل إعلان حكومة الوفاق الوطني الجديدة في البلاد.
وعلى نحو مفاجئ، حل الرئيس البشير في التاسع من سبتمبر (أيلول) الجاري الحكومة، وعين حكومة جديدة، وأعاد هيكلتها لتتكون من 21 وزيراً، بعد أن كانت الحكومة السابقة تتكون من 31 وزيراً. بيد أن الحكومة الجديدة واجهت على نحو غير مسبوق عددا من الاعتذارات عن عدم قبول المنصب الوزاري، وقد اعتبر رفض الخبير الدولي عبد الله حمدوك، ووزيرة التعليم العالي السابقة سمية أبو كشوة للمنصب، أشهر هذه الاعتذارات.
وأعلن المكتب القيادي لـ«المؤتمر الوطني» (الحزب الحاكم) في وقت مبكر من صبيحة أمس، تعيين طارق الحاج علي وزير دولة بمجلس الوزراء، ومصطفى حولي وزير دولة بوزارة المالية، وتعيين مصطفى آدم عبد الكريم دقاس وزيراً للثروة الحيوانية والسمكية، بعد تعثر إعلان اسمه لحظة إعلان الحكومة الجديدة منتصف الشهر الجاري.
وذكر الحزب أن كلا من وزير الدولة بمجلس الوزراء حاتم حسن بخيت، ووزير الدولة بوزارة المالية طارق شلبي، قد تقدما باستقالتيهما، وذلك بعد أقل من أسبوعين من تعيينهما في الحكومة الجديدة، علما بأن وزير الدولة بمجلس الوزراء بخيت كان يشغل في الحكومة السابقة منصب مدير مكاتب الرئيس، بيد أنه «نقل» وزير دولة بوزارة مجلس الوزراء.
وأدى الوزراء الثلاثة اليمين الدستورية أمام الرئيس البشير، وحضر مراسم القسم كل من رئيس الوزراء معتز موسى، ووزير الرئاسة فضل عبد الله فضل، بالإضافة إلى رئيس القضاء حيدر أحمد دفع الله.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» عن الوزير دقاس استعداده لتنفيذ برامج الحكومة الجديدة، وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، وزيادة الإنتاج والصادرات الحيوانية، وتطوير القطاع، مع الاهتمام بالمسالخ والمحاجر البيطرية.
من جانبه، أعلن الرئيس عمر البشير أن الهدف من إقالة الحكومة السابقة، وتعيين حكومة جديدة، هو «ترشيد الصرف، وتقليل الإنفاق العام وضبطه؛ لأنه يمثل مركزية البرنامج الوطني للتوازن الاقتصادي»، وأن يكون «معاش الناس في أعلى أولوياتها».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.