تونس تسعى لتجميد أموال أشخاص وتنظيمات متهمة بالإرهاب

TT

تونس تسعى لتجميد أموال أشخاص وتنظيمات متهمة بالإرهاب

تدرس السلطات التونسية السبل القانونية لتجميد أموال 28 تونسيا و5 تنظيمات مرتبطة بالإرهاب في تونس ممن وردت أسماؤهم في قائمة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة وضمت 250 شخصا وتنظيما إرهابيا على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق، دعا مختار بن نصر رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب إلى ضرورة «وضع آلية وطنية لإدراج الأشخاص والتنظيمات المتصلة بالإرهاب في قائمات وطنية وإصدار قرارات تجميد للأموال والموارد الاقتصادية الراجعة لهم»، وذلك في إطار تطبيق العقوبات المالية الصادرة عن الهياكل الأممية المختصة بعد أن حددت الأطراف الأممية أسماء الأشخاص والتنظيمات المتهمة بالإرهاب.
وأشار بن نصر خلال ورشة عمل التأمت في العاصمة التونسية بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة بتونس، إلى ضرورة رسم آليات مشتركة لتفعيل خطط العمل القطاعية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب ووضع إطار قانوني للإحاطة بضحايا العمليات الإرهابية. وتبحث منظمة الأمم المتحدة من ناحيتها كيفية تنفيذ مشروع «للتوقّي من التطرف العنيف، من خلال مقاربات إنمائية مبنية على حقوق الإنسان».
وخلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، كشفت نائلة الفقيه نائبة رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب عن اتخاذ السلطات التونسية قرارا يقضي بتجميد أموال 28 تونسيا و5 تنظيمات مرتبطة بالإرهاب في تونس. وقالت خلال ملتقى في العاصمة التونسية، تحت عنوان «تجميد أموال الإرهابيين في تونس»، بأن المعنيين بهذا التجميد وردت أسماؤهم في قائمة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة وضمت 250 شخصا وتنظيما إرهابيا على المستوى الدولي، وذكرت أن التونسيين المدرجين في القائمة جمدت أموالهم بشكل آلي في انتظار متابعة الإجراءات من الناحيتين القانونية والقضائية.
وأعدت السلطات التونسية بدورها قائمة محلية أدرجت من خلالها أسماء الأشخاص والتنظيمات والكيانات التي توفّرت في حقّهم أسباب وجيهة ومعقولة تفيد ارتكابهم جريمة إرهابية أو محاولة ارتكابها أو المشاركة فيها أو تسهيل ارتكابها. ووفق مصادر أمنية تونسية، فهناك تنظيمات إرهابية تونسية تقع ضمن دائرة هذا القرار على غرار تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور منذ سنة 2013 والمصنف تنظيما إرهابيا، وكذلك كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي التي استهدفت قوات الأمن والجيش بهجمات إرهابية دامية، كما أن زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض» ضمن القائمة المجمدة أموالهم في تونس. وحصلت السلطات التونسية على معلومات سرية حول قيادات إرهابية تونسية تنشط في ليبيا المجاورة وعن تحركاتها إلى جانب أسماء أبرز القيادات الإرهابية من بينها الإرهابي الخطير معز الفزاني وجلال الدين التونسي أمير تنظيم داعش في ليبيا إلى جانب «أبو عياض» زعيم تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي.
وتدرس وزارة الداخلية التونسية منذ فترة مواجهة «الإرهاب السيبراني» وتؤكد على أن شبكة الإنترنت تمثل خطرا حقيقيا نظرا للحرب التي تقام من خلالها بجنود من مهندسين وحواسيب، وتعمل على تنفيذ خطة محلية للتصدي لكل التهديدات المتأتية من هذه الشبكة والتصدي للتهديد السيبراني والإرهاب السيبراني، وفي هذا الشأن، اعتبر مختار بن نصر رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب أن غلق المواقع الإلكترونية ليس الحل الأمثل للتصدي للمخاطر الإرهابية.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.