شاشة الناقد: The House With a Clock in Its Walls

The House With a Clock in Its Walls
> إخراج: ‪إيلي روث‬
> تمثيل: جاك بلاك، كايت بلانشت، أووَن فاكارو، كايل مكلاكلن
> فانتازيا | الولايات المتحدة - 2018
> تقييم: (وسط)

نجد، في معظم ما حققه المخرج إيلي روث من أعمال سابقة، سيلاً من مشاهد العنف والدم ما يجعل المرء يفكر مرّتين أو أكثر قبل أن يدخل عملاً من توقيعه. في «المنزل ذي الساعة في جدرانه» تحوّل مشهود للنبرة العدائية العنيفة في تلك الأفلام صوب عمل موجه لكي يجلب إليه أفراد العائلة. لا الصغار بالضرورة، بل الأولاد الذين لا يمانعون بمشاهد من النوع الذي يغذي الخيال الفانتازي على الأقل.
على ذلك، هي ليست مسألة انتقال من صنف أفلام إلى صنف آخر. إيلي روث قد يكون مخرجاً معروفاً (ومطلوباً إلى حد) لكنه بالتأكيد ليس سينمائياً ذا قدرة فذة أو حتى إجادة فنية تعلو أكثر من المتوسط في أفضل أحوالها.
يحكي الفيلم عن الصبي (فاكارو) الذي ينتقل، في مطلع الفيلم وبعد وفاة والدته، إلى رعاية عمّه (بلاك) ذي الأطوار الغريبة الذي يعيش في مبنى من الزمن القوطي مع امرأة اسمها زيمرمان (بلانشت) تؤكد للصبي (ولو أن الكلام موجه لنا أساساً) من أن لا علاقة عاطفية أو جنسية تربطها بالعم جوناثان.
من ذلك المبنى إلى كل ذلك الديكور والتصاميم الداخلية وما بعدها من براهين على قدرات العم الغيبية يسرد الفيلم حالات منقولة عن حالات ومشاهد وردت في الأفلام السابقة من النوع ذاته. في الواقع يبدو العالم المشاد هنا، كجو داخلي عام، شبيه بذلك الذي شاهدناه في العام الماضي مترجماً إلى صور داكنة في فيلم غويلرمو دل تورو «شكل الماء» مع اختلاف أن ذلك الفيلم امتلأ بما هو أكثر من مجرد ديكورات وتصاميم إذ دارت حكايته حول شخصيات ترمز لأوضاع حياة اجتماعية وسياسية. هنا، لا رموز ولا تعامل إلا مع أفراد مرتبطين بحكاية غرائبية ولا تنوي أن ترتبط بدورها بأي شيء إلا مع هذا الكنه الشاسع الذي يتيح للحكاية أن توفر مشاهد من السحر والأسرار والأشياء غير المفسّرة.
جوناثان شخصية غريبة الأطوار بالفعل تمشي ليلاً وبيدها عصا تدق بها على جدران المنزل. الصبي لويس يشعر بالخوف لكن هذا الشعور ينجلي تدريجياً خصوصاً بعدما قرر عمّـه الإفصاح عن بعض أسراره. بعض المتاعب تمر في حياة الصبي كونه ما يزال في المدرسة يحمل إليها كل يوم بعض ما يموج بباله من مخاوف أو تساؤلات، لكن الفيلم في فحواه يتخلى أيضاً عن استخراج حالات أبعد منالاً أو أكثر تحدياً ما يجعل الأحداث متوقعة من حين لآخر.
هناك عناصر مرئية ثرية وبعض الأفكار الجيدة والكثير من المؤثرات، لكن كل شيء محسوب لخدمة الإحساس بأن نجاح الفيلم قد يقود إلى جزء آخر. ما يجعل هذا النجاح مستبعداً حقيقة أن الشخصيات الرئيسية الثلاث لا تشترك معاً في صياغة العمل، بل تفتقد كيمياء الجذب والعداء.