استئناف المحادثات الاقتصادية الثلاثية بين أوروبا وأميركا واليابان

TT

استئناف المحادثات الاقتصادية الثلاثية بين أوروبا وأميركا واليابان

قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إن مفوضة التجارة، سيسليا مالمستروم، شاركت في نيويورك في اجتماع وزراي مع وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان، هيروشيغي سيكو، ومع الممثل التجاري الأميركي، روبرت ليتهايزر، في إطار استمرار المحادثات الثلاثية التي أطلقت العام الماضي لمعالجة قضايا اقتصادية تخص الكيانات الثلاثة.
وعقب الاجتماع، صدر بيان مشترك عن الأطراف الثلاثة وتناول قضايا السياسات غير الموجهة نحو السوق والإعانات الصناعية وسياسات نقل التكنولوجيا القسرية وإصلاح منظمة التجارة العالمية وأيضا ملف التجارة الإلكترونية.
وخلال الأسبوع الماضي، قالت مالمستروم في بيان لها، إن العالم قد تغير، لكن منظمة التجارة لم تجارِ هذه التغيرات، وحان الوقت للتحرك وجعل النظام قادراً على مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي الحالية، والعمل من أجل الجميع مرة أخرى. ويجب أن يكون للاتحاد الأوروبي دور قيادي في ذلك.
وقالت المفوضية، إنها تريد تحديث قواعد التجارة العالمية وتعزيز قوة منظمة التجارة العالمية لمراقبة التجارة وإيجاد طريقة للتغلب على الجمود الحالي لنظام تسوية المنازعات في داخل المنظمة.
وقبل أيام أقر وزراء التجارة في مجموعة العشرين بالإجماع خلال اجتماعهم في الأرجنتين بأن منظمة التجارة العالمية تحتاج إلى إصلاح من أجل إدارة النزاعات بشكل أفضل. وجاء في بيانهم الختامي «لقد عززنا حوارنا وأقررنا بالحاجة الملحة إلى التطرق إلى التطورات الحالية في التجارة الدولية وإلى سبل تحسين منظمة التجارة العالمية؛ بهدف مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية».
وقال جان باتيست لوموين، الذي كان يمثل فرنسا في هذا الاجتماع الوزاري، الذي انعقد في مدينة مار ديل بلاتا الأرجنتينية، إن «المثير للاهتمام، هو أننا نجحنا في تبني بيان وزاري، وهو الأمر الذي لم يكن ممكناً خلال اجتماع مجموعة العشرين في ديسمبر (كانون الأول)». وأضاف الوزير الفرنسي «التحدي الآن، هو التوصل إلى إعداد قواعد. ومن ثم أن تضمن آليات المراقبة احترام القواعد، وأن تصدر هيئة التحكيم في منظمة التجارة العالمية أحكاماً بشكل أسرع»، ويعقد رؤساء دول مجموعة العشرين اجتماعاً في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) و1 ديسمبر في بوينوس آيرس.
على نحو آخر، اتفقت اليابان والولايات المتحدة على تعزيز التجارة الثنائية في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بممارسة ضغوط من أجل خفض العجز التجاري لبلاده والدعوة إلى علاقة متبادلة.
وخلال محادثات رفيعة المستوى سبقت قمة الأربعاء بين ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في نيويورك، حثت طوكيو واشنطن على التراجع عن التعريفة الإضافية المزمعة على واردات السيارات، بينما دعا المسؤولون الأميركيون على ما يبدو إلى إطلاق مفاوضات للتوصل إلى اتفاق تجارة حرة ثنائي.
وصرح وزير الاقتصاد الياباني للصحافيين عقب اجتماعه مع الممثل التجاري الأميركي «لقد اتفقنا على وجهة نظر أساسية حول الإجراءات، أو ربما ما نسميه خطة أو أمراً لتعزيز التجارة». وقد تدخل اليابان في مفاوضات حول صفقة ثنائية، شريطة أن توقف الولايات المتحدة فرض تعريفات إضافية على قطاع السيارات الياباني، وفقاً لمصادر مطلعة على القضية.
وأثار ترمب مشكلة العجز التجاري الهائل للولايات المتحدة مع اليابان مستهدفاً تصحيح هذا الخلل. بالنسبة لليابان، فإن ضمان حصولها على إعفاء من زيادة الرسوم الجمركية على السيارات وقطع غيار السيارات - التي عبرت الولايات المتحدة عن دراسة فرضها، أمر حيوي؛ لأن صناعة السيارات جزء لا يتجزأ من التصنيع والاقتصاد الياباني.


مقالات ذات صلة

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

الاقتصاد متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

تفاعلت معظم الأسواق المالية العربية إيجاباً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية جديدة، رغم تخوف بعض الدول من التعريفات الجمركية التي ينوي فرضها.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم متحدثاً في «دافوس 2024» (الشرق الأوسط)

وزير الاقتصاد السعودي: استقرار الشرق الأوسط حيوي للنمو العالمي

أكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن السعودية تتطلع إلى تعزيز التعاون مع إدارة ترمب الثانية في معالجة قضايا مهمة، بما في ذلك تحديات الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (دافوس )
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

التفاؤل يعم الأسواق مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض

يستعد المستثمرون للترحيب بتنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الثانية، حيث يتوقعون الاستفادة من جدول أعماله المؤيد للأنشطة التجارية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد جانب من الجلسة الأولى لـ«البيت السعودي» في «دافوس 2025» (منصة إكس)

«البيت السعودي» في دافوس: المملكة ستضع معياراً عالمياً لتعريف المدن الصناعية

أكَّد مشاركون في الجلسة الأولى لـ«البيت السعودي» في «دافوس 2025» على أهمية التخطيط الحضري المستدام في مواجهة الزيادة السكانية العالمية.

«الشرق الأوسط» (دافوس)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي مشاركاً في إحدى جلسات دافوس العام الماضي (المنتدى)

وزير الاقتصاد السعودي: إعادة تشغيل محركات النمو العالمي تستلزم دليلاً اقتصادياً جديداً

دعا وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم إلى إعادة كتابة قواعد اللعبة الاقتصادية، من أجل إطلاق محركات جديدة للنمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (دافوس)

ترمب لإعلان حالة الطوارئ في قطاع الطاقة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا قبل إجراءات التنصيب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا قبل إجراءات التنصيب (رويترز)
TT

ترمب لإعلان حالة الطوارئ في قطاع الطاقة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا قبل إجراءات التنصيب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا قبل إجراءات التنصيب (رويترز)

قال مسؤول في الإدارة الأميركية الجديدة اليوم (الاثنين)، إن الرئيس المنتخب دونالد ترمب سيوقع أمراً تنفيذياً يعلن حالة طوارئ وطنية في قطاع الطاقة بهدف «إطلاق العنان لقطاع طاقة أميركي موثوق وبأسعار معقولة».

وأضاف، وفق وكالة «رويترز»، أن ترمب سيوقع أيضاً أمراً تنفيذياً يتعلق بولاية ألاسكا، مشيراً إلى أهميتها للأمن القومي الأميركي، وإمكانية أن يسمح ذلك بتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى أنحاء أخرى من الولايات المتحدة وإلى حلفائها.

وقال المسؤول إنه لا يوجد هدف محدد لسعر النفط، مضيفاً أن إدارة ترمب تهدف إلى ضمان وفرة من الطاقة الأميركية تسمح بانخفاض الأسعار.

وعمل الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، على إعداد حزمة واسعة النطاق في مجال الطاقة، لطرحها في الأيام الأولى من توليه المنصب، والتي سيتم بموجبها الموافقة على منح تراخيص لمشروعات جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وزيادة التنقيب عن النفط قبالة السواحل الأميركية، وفي الأراضي الاتحادية.

وتعكس الحزمة المتعلقة بالطاقة إلى حد بعيد الوعود التي قطعها ترمب خلال حملته الانتخابية، لكن خطة تنفيذ هذه الحزمة منذ اليوم الأول له بالمنصب تؤكد أن إنتاج النفط والغاز يعد ركيزة أساسية في جدول الأعمال الأولى لترمب، تماماً مثل قضية الهجرة.

ومن ضمن الأولويات المبكرة إلغاء وقف تراخيص التصدير الجديدة للغاز الطبيعي المسال الذي فرضه بايدن، والتحرك بسرعة للموافقة على التراخيص المعلقة.

وفي خطوة رمزية، قد يسعى ترمب إلى الموافقة على خط أنابيب «كيستون» لنقل النفط الخام الكندي إلى الولايات المتحدة الذي كان مثار خلاف بيئي وتوقف، بعد أن ألغى بايدن ترخيصاً مهماً في أول يوم له في المنصب.