الغموض ما يزال يكتنف مصير صحافيين تونسيين اختطفا في ليبيا

فُقد أثرهما قبل 4 أعوام... وأنباء عن إعدامهما من طرف «داعش»

الصحفيان التونسيان سفيان الشواربي ونذير القطاري
الصحفيان التونسيان سفيان الشواربي ونذير القطاري
TT

الغموض ما يزال يكتنف مصير صحافيين تونسيين اختطفا في ليبيا

الصحفيان التونسيان سفيان الشواربي ونذير القطاري
الصحفيان التونسيان سفيان الشواربي ونذير القطاري

ما يزال الغموض يكتنف مصير الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري المخطوفين في ليبيا منذ أربعة أعوام، رغم تداول عدة وسائل إعلام محلية أنباء تفيد بالعثور على جثتيهما في مدينة درنة، الواقعة على ساحل البحر المتوسط، شمال شرقي البلاد.
وفيما قال النقيب محمد بسيط، آمر الكتيبة (101)، والرائد صلاح بوطبنجات العبيدي، معاون سرية المشاة الأولى «الأبرق»، إن الصحافيين سفيان ونذير دفنا في «غابة بومسافر» في درنة، وإنه يجري انتشال جثتيهما، نفى اللواء سالم الرفادي، آمر غرفة عمليات درنة التابعة للجيش الوطني، حدوث ذلك، وقال إنه «لم يتم انتشال جثتي الصحافيين».
وأضاف الرفادي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أمس «لقد تم انتشال جثث كثيرة لمواطنين بعد اعتراف بعض من تم اعتقالهم من الجماعات الإرهابية في مدينة درنة، الذين قادوا قوات الجيش إلى مكان تصفية عسكريين ومدنيين. لكن جميعهم كانوا ليبيين». مبرزا أنه «لا توجد أي اعترافات من الإرهابيين حتى الآن بخصوص الصحافيين التونسيين، لكن هناك تحقيقات كثيرة تجري الآن مع قيادات من تنظيم (داعش) والجماعات الإرهابية، وسنصل إلى حقيقة أمر اختفاء الصحافيين التونسيين، لو كانوا في نطاق مدينة درنة الليبية».
وتأكيداً لما ذهب إليه الرفادي، قال مصدر مسؤول في الهلال الأحمر الليبي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لم ننتشل أبدا أي جثث تعود للصحافيين التونسيين... ونحن نتوصل أحياناً إلى بعض الجثث، لكن للأسف نجدها قد تحللت، مما يستوجب إخضاعها لتحليل الحمض النووي والبصمة الوراثية، ومضاهاتها مع ذويهم إن تم التعرف عليهم».
وكانت قناة «النبأ» الليبية الخاصة، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، قد أعلنت منتصف الأسبوع الحالي، نقلاً عما سمته مصدرا طبيا، أنه تم التوصل لجثتي سفيان ونذير، وأوضحت أن «عناصر من غرفة عمليات عمر المختار، التابعة لقوات خليفة حفتر، نقلت الجثمانين إلى منطقة الرجمة (توجد بشرق بنغازي وتعد مقر قوات حفتر)، وتتواصل مع أهالي الصحافيين»، وهو الأمر الذي أكده النقيب محمد بسيط، الذي قال عبر حسابه على «فيسبوك» مساء أول من أمس «سيتم الكشف عن موقع دفن جثماني الصحافيين في غابة بومسافر بدرنة، وانتشالهما منها».
كما نسبت وسائل إعلام تونسية لمعاون آمر سرية المشاة الأولى «الأبرق»، العثور على جثتي الصحافيين مقتولين.
بموازاة ذلك، قالت وزارة الخارجية التونسية في تصريحات صحافية، إنها لم تتلق أي اتصال من الجهات الرسمية الليبية، بخصوص ما يتم تداوله بالعثور على جثتي الصحافيين، وهو ما أكدته عائلتا سفيان ونذير لوسائل إعلام تونسية، حيث قالتا إنه لم يتأكد لديهما خبر العثور عليهما مقتولين، وعبرا عن أمنيتهما في «أن يكونا على قيد الحياة».
وكان سفيان ونذير في مهمة عمل لحساب قناة (First TV) التونسية الخاصة، لكن جرى اعتقالهما من قبل جماعات مسلحة عام 2014، وأفرج عنهما بعد أيام. لكنهما سقطا في يد تنظيم داعش بشرق البلاد. وفي مطلع 2015 أعلن التنظيم إعدامهما. لكن السلطات التونسية وأسرتيهما رفضا التعامل مع هذا الخبر على محمل الجد، وطالبا السلطات الليبية بالبحث عنهما.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.