قبل أن يحقق بيرنلي فوزه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز على بورنموث السبت الماضي كان الفريق يتذيل جدول ترتيب المسابقة. وارتقى بيرنلي إلى المركز السادس عشر بعد هذا الفوز. وتوقع كثيرون أن تستمر صحوة الفريق، الذي احتل المركز السابع الموسم الماضي وتأهل للمشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، لكنه تعرض لخسارة مفاجئة أمام فريق بيرتون البيون الذي يلعب في الدرجة الثانية وتأهل للمرة الأولى إلى الدور الرابع.
ويعترف المدير الفني لبيرنلي، شون دايك، بأنه يواجه صعوبات كبيرة في شرح الأسباب التي أدت إلى «هبوط هذا الضباب» على الفريق وتدهور النتائج بهذا الشكل السريع. وقد استخدم دايك كلمة «الضباب» لوصف الحالة السيئة التي وصل إليها فريقه هذا الموسم. وقال دايك عن ذلك «إذا ابتعدت عن كل الضجيج والصخب المثار حالياً، فسوف ترى الأمور على حقيقتها. في مباريتنا أمام وولفرهامبتون واندررز الأسبوع قبل الماضي، على سبيل المثال، كنا نحن الفريق الأفضل، لكننا لم ننجح في الخروج بنتيجة إيجابية. العمل الجاد وحده لا يكفي، بل يتعين عليك أن تعمل بذكاء. يمكنك أن ترى أنك لست على بعد مليون ميل من الفرق التي تفوز عليك، لكن يمكنك أيضاً أن ترى أنك لست قريبا بما يكفي لتحقيق نتيجة إيجابية».
ويتميز دايك بأنه من نوعية المديرين الفنيين الذين يتعاملون مع الأمور ببساطة ووضوح، ويعود جزء كبير من النجاح الذي حققه بيرنلي الموسم الماضي إلى حقيقة أن الفريق كان يلعب وحدةً واحدة، وكان من الصعب التغلب على الفريق لأن كل لاعب كان يعرف دوره وواجباته ومسؤولياته جيداً، وكان كل لاعب يقدم الدعم اللازم لزميله في الفريق. وإذا كان الفريق يضم اللاعبين أنفسهم حالياً، فما الخطأ الذي حدث حتى تسوء النتائج إلى هذه الدرجة؟
يقول دايك «الضباب القادم من الخارج. كانت آخر مرة نواجه فيها مثل هذه الظروف عندما كنا نستعد للموسم الجديد بعد هبوطنا لدوري الدرجة الأولى. كان هناك شيء غريب. لقد كان اللاعبون يعرفون جيداً ما يتعين عليهم القيام به، لكنهم كانوا عاجزين عن الوصول إلى المستوى المطلوب. لم ينس اللاعبون ما يتعين عليهم القيام به، وما زال لدينا فريق جيد، لكن حتى اللاعبين الجيدين يمرون ببعض الفترات الصعبة أيضاً».
وعندما سئل عن سبب استخدامه لكلمة «الضباب» لوصف الحالة التي وصل إليها الفريق، رد دايك قائلاً «لم أفكر في كلمة أفضل من هذه. لا تسير الأمور على ما يرام في الوقت الحالي. نحن لا نعاني من عواقب إنهاء الموسم الماضي في المركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا أريد أن أقول إن المباريات التي لعبناها في تصفيات الدوري الأوروبي هي السبب في تراجع النتائج. ربما عانينا من الإرهاق في بعض الأوقات بسبب السفر واللعب على فترات متقاربة يومي الخميس والأحد، لكني لا أرى أن هناك أي لاعب في الفريق يعاني من الإرهاق الشديد الذي يؤثر على مستواه. في مباراتنا قبل السابقة أمام وولفرهامبتون واندررز لم نكن جيدين بما يكفي، وهذا ما نحتاج إلى تصحيحه».
وعانى بيرنلي من الإصابات كثيراً منذ ارتقائه للنصف الأول من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي. وكان الفريق يمتلك قائمة من اللاعبين القادرين على تعويض اللاعبين الغائبين بسبب الإصابة، لكن الفريق لم يستطع تعويض غياب أبرز لاعبيه، ستيفن ديفور وروبي برادي، اللذين كانا يقدمان الحلول الإبداعية في خط الوسط ولديهما القدرة على تغيير نتائج المباريات أمام الفرق القوية.
ولعل الشيء الجيد لنادي بيرنلي يتمثل في أن ديفور وبرادي على وشك العودة للمشاركة مع الفريق، رغم غياب كل منهما عن مباراة الفريق أمام بورنموث، التي حقق فيها الفريق أول فوز له في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. وعلاوة على ذلك، يجب الإشارة إلى أنه قبل هز شباك بورنموث برباعية لم يسجل الفريق سوى ثلاثة أهداف فقط هذا الموسم، من بينها هدفان من توقيع المدافع جيمس تاركوفسكي؛ وهو ما يؤكد أن النادي يعاني من مشكلة كبيرة وواضحة في خط الهجوم.
وفضل دايك الاعتماد على كريس وود في خط الهجوم بدلاً من الثنائي آشلي بارنز وسام فوكيس هذا الموسم، وهو ما كان له تأثيره الواضح على الناحية الهجومية للفريق. وفي ظل رحيل جون والترز إلى إبسويتش تاون على سبيل الإعارة وافتقاد آرون لينون لفاعليته الهجومية في الثلث الأخير من الملعب، لم يعد بيرنلي يمتلك المهاجم القادر على خلق المشكلات لدفاعات الفرق المنافسة، وبالتالي أصبحت الحلول الهجومية للفريق تقتصر على استغلال تاركوفسكي في الكرات الثابتة.
ولا يريد دايك أن يبحث عن أعذار ومبررات لتراجع نتائج الفريق، ويقول عن ذلك «لقد أردنا تدعيم صفوف الفريق بمزيد من اللاعبين، لكن الأمور كانت صعبة للغاية من الناحية المالية. لكننا واجهنا هذا الأمر من قبل، وهذا ليس شيئاً جديداً علينا. لقد واجهنا العقبات نفسها الموسم الماضي، وكانت الأمور تسير على ما يرام. لكن الشيء الجديد هذا الموسم، رغم أننا لم نلعب سوى سبع مباريات فقط، يتمثل في أننا أصبحنا الخصم الأضعف مرة أخرى. لكن حتى هذا الأمر عانينا منه في أوقات سابقة. لكن لو نظرنا إلى تاريخ بيرنلي، فأعتقد أنه يمكننا التغلب على تلك العقبات».
وأضاف «باستثناء تلك الفترة قبل 10 سنوات من ولادتي التي كان النادي فيها يمثل قوة كبيرة، لم نكن نحن الأوفر حظاً في أي شيء. لم يبخل اللاعبون بأي جهد، رغم أنني أعترف بأننا في بعض المباريات لم نلعب بالقوة نفسها التي كنا نلعب بها في السابق. يجب أن نبقى عازمين على العودة بكل قوة، وأن نعود للعب بالشكل الجماعي الذي يميزنا».
وكانت مغامرة بيرنلي الأوروبية انتهت أمام أولمبياكوس اليوناني بعدما فشل الفريق الإنجليزي في بلوغ دور المجموعات للدوري الأوروبي لكن المدرب شون دايك قال إنها كانت تجربة مهمة. وخسر بيرنلي 3 - 1 في الذهاب واكتفى بالتعادل 1 - 1 على أرضه في الإياب ليودع البطولة بالهزيمة 4 - 2 في مجموع المباراتين. وتحمل أولمبياكوس ضغطاً مبكراً من بيرنلي قبل أن يتقدم عبر دانييل بودينس في الدقيقة الـ83 لكن ماتي فيدرا أدرك التعادل لصاحب الأرض بعد ذلك بثلاث دقائق في مشاركته الأولى مع الفريق.
ورغم الحاجة إلى تعويض هزيمته في الذهاب ترك دايك المهاجم كريس وود صاحب أغلى صفقة انتقال في تاريخ الفريق على مقاعد البدلاء بجانب جيمس تاركوفسكي مدافع إنجلترا وجاك كورك لاعب الوسط. لكن المدرب قال وقتها، إن الأداء الذي قدمه فريقه وصنع خلاله الكثير من الفرص واستحوذ على الكرة أظهر أن بيرنلي كان يريد مواصلة المشوار في البطولة رغم الحديث عن أن البطولة كانت عبئا على التشكيلة الصغيرة.
وأضاف بعد توديع البطولة الأوروبية «أعتقد أنكم شاهدتم فريقاً أراد الفوز على الرغم من حديث الكثيرين عن (لا أحد يريد) لكنها العقلية هنا. نريد الفوز بكل مباراة». وتابع دايك مشيراً إلى أن السفر ثم الاستعداد للدوري الممتاز كان تحدياً صعباً «خضنا ثلاثة أدوار لعبنا خلالها ست مباريات. اكتسبنا خبرة من ذلك. «أعتقد أننا تعلمنا الكثير. الكثير داخل الملعب وخارجه وحول السفر والتنظيم وكل الأمور التي تحيط بذلك. كنا نستطيع التأهل بعد الأداء الذي قدمناه». وأضاف «تعلمت الكثير أنا والطاقم المساعد والفريق والإدارة. الفريق تعلم الكثير من هذه المشاركة».
بيرنلي مفاجأة الموسم الماضي يتحول فجأة إلى صيد سهل من دون مبرر
هل المشاركة في تصفيات الدوري الأوروبي السبب في تراجع نتائج الفريق؟
بيرنلي مفاجأة الموسم الماضي يتحول فجأة إلى صيد سهل من دون مبرر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة